فائدة : كل الذنوب تغفر لمن قتل في سبيل الله إلا الدّين . حفظ
الشيخ : ولكن هنا لا بد من التنبيه إلى شيء حتى يتم ويستقيم فهمنا لهذا الحديث، فقد قلنا إن هذا الحديث يتضمن أن المجاهد في سبيل الله عز وجل يغفر الله له ذنوبه فيحرّم عليه دخول جهنّم تكفير الذنوب بالجهاد في سبيل الله قد جاء التنصيص في حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يوماً أن من قُتل في سبيل الله عز وجل غفر الله له ذنوبه كلها ، فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال له : إلا الدّين، فقال عليه الصلاة والسلام : إلا الدّين ) ومعنى هذا أن من قُتل مجاهداً في سبيل الله ووقع شهيداً تُغفر ذنوبه كلها إلا الدّين، وهذا معناه حض المسلم على ألا يُبقي في ذمته دَّيناً ما فإذا جاءه الموت واليقين كانت ذمّته بريئة وغير مشغولة بحق من حقوق الناس، لأن هذا الجهاد في سبيل الله الذي يغفر الذنوب كلها قد نزل جبريل على النبي ليقول له : إلا الدّين لأن هذا هو حق الناس، ولذلك فيجب على المسلم أن يحرص ألا يموت وفي ذمته حق لأحد من الناس.
كذلك هذا الاستثناء المذكور في الحديث الذي ذكرناه آنفاً وهو قول جبريل : إلا الدّين في الوقت الذي يبيّن لنا خطورة الدّين فلا بد أيضًا من توضيح هذا الدّين الذي له هذه الخطورة، فالدّين الذي له خطورة هو الدّين الذي يستدينه المستدين أولا وهو غير مضطر إليه وثانياً إذا اضطر إليه لا يهتم بوفائه ، فمن مات وعلى ذمته مثل هذا الدّين فهذا الدّين لا يُغفر له إذن ما شأنه كيف الخلاص منه ولو بعد الوفاة ؟ فيجب على أقارب المتوفّى من أجل خطورة الدّين وأهميته كما تبيّن أن يبادروا إلى تبرئة ذمة المتوفى مما عليه من الحقوق والديون ، خشية أن يكون مات وعليه دين وهو مسؤول عنه كما وقع في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حينما خطبهم ذات يوم والصحابة مجتمعون بين يديه فسأل الحاضرين : عن فلان الذي كان توفي قريباً من أهله ؟ من أقاربه ؟ فسكتوا، فأراد الرسول أن يستثير همّتهم فقال لهم : ( إنه محبوس في قبره على دين عليه ، فقام أحد الصحابة وهو أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه وقال يا رسول الله : عليّ وفاؤه )، ثم لقيه عليه الصلاة والسلام بعد يوم أو أكثر فسأله عن الدّين الذي وعد وفاءه فاعتذر فحضّه عليه الصلاة والسلام ثم عما قريب أخبره أنه قد وفّى بعهده وأنه سدد الدّين الذي كان على ذلك المتوفّى فقال عليه الصلاة والسلام : ( الآن بردت جلدته ) كناية عن أنّه كان في قبره يعذَّب بسبب هذا الحق الذي كان عليه، فلما وفّاه عنه أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه بردَت جلدته أي استراح مما كان فيه من عذاب.
كذلك هذا الاستثناء المذكور في الحديث الذي ذكرناه آنفاً وهو قول جبريل : إلا الدّين في الوقت الذي يبيّن لنا خطورة الدّين فلا بد أيضًا من توضيح هذا الدّين الذي له هذه الخطورة، فالدّين الذي له خطورة هو الدّين الذي يستدينه المستدين أولا وهو غير مضطر إليه وثانياً إذا اضطر إليه لا يهتم بوفائه ، فمن مات وعلى ذمته مثل هذا الدّين فهذا الدّين لا يُغفر له إذن ما شأنه كيف الخلاص منه ولو بعد الوفاة ؟ فيجب على أقارب المتوفّى من أجل خطورة الدّين وأهميته كما تبيّن أن يبادروا إلى تبرئة ذمة المتوفى مما عليه من الحقوق والديون ، خشية أن يكون مات وعليه دين وهو مسؤول عنه كما وقع في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حينما خطبهم ذات يوم والصحابة مجتمعون بين يديه فسأل الحاضرين : عن فلان الذي كان توفي قريباً من أهله ؟ من أقاربه ؟ فسكتوا، فأراد الرسول أن يستثير همّتهم فقال لهم : ( إنه محبوس في قبره على دين عليه ، فقام أحد الصحابة وهو أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه وقال يا رسول الله : عليّ وفاؤه )، ثم لقيه عليه الصلاة والسلام بعد يوم أو أكثر فسأله عن الدّين الذي وعد وفاءه فاعتذر فحضّه عليه الصلاة والسلام ثم عما قريب أخبره أنه قد وفّى بعهده وأنه سدد الدّين الذي كان على ذلك المتوفّى فقال عليه الصلاة والسلام : ( الآن بردت جلدته ) كناية عن أنّه كان في قبره يعذَّب بسبب هذا الحق الذي كان عليه، فلما وفّاه عنه أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه بردَت جلدته أي استراح مما كان فيه من عذاب.