فائدة : التفصيل في منع الدّين من دخول صاحبه الذي مات مجاهدًا في سبيل الله للجنة . حفظ
الشيخ : لهذا يجب أن نلاحظ خطورة الدين ونتذكر هذه الحقيقة لنستطيع أن نفسّر الأحاديث مجموعة بعضها إلى بعض فقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ) يجب أن نستحضر أهمية الدين، فإذا تصورنا رجلاً مات في سبيل الله وعليه دين فإن كان معذوراً ووفّي عنه فالحديث ذاك على ظاهره، أما إذا كان مات وعليه دّين لم يوفّه وكان مستطيعاً أو لم يوفّ عنه من أحد الناس فحين ذاك لا بد أن يُسأل عنه يوم القيامة ولو أنه مات شهيداً في سبيل الله عز وجل، فإذا غفر الله له بقي الحديث أيضًا على ظاهره، أما إذا لم يُغفر له فلا بد حينذاك أن يفهم الحديث على وجه آخر فيُقال في قوله عليه السلام : ( وغبار جهنّم ) يعني نار الخلود ، حينئذ يفسّر الحديث بأن المقصود به أي أنه لا يجتمع غبار المجاهد في سبيل الله ونار جهنّم أي في العذاب الأبدي، أما أنه إذا مات وعليه ذنب وهو الدّين بصورة خاصة حيث لا يُغفر له بنص الحديث السابق فإن لم يغفره الله عز وجل فهو سيعذّب بمقدار ما يستحق ، ثم يدخل الجنة.