هل نستطيع أن نجمع بين الحديثين : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحِلم بالتحلّم ) وبين حديث عبد الله بن مسعود ( فإنكم لا تستطيعون أن تغيّروا خُلُقَه حتى تغيروا خلقَه ) ؟ حفظ
السائلة : هل نستطيع أن نجمع بين الحديثين : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحِلم بالتحلّم ) وبين حديث عبد الله ، إنه الحلم بالتحلم أي الحلم بتعلم التحلّم أما من لم يطلب التحلم فبكون حاله مثل هذا الشخص ، إذا الإنسان ما حاول فلا يمكن تغيير طبعه لأن هو ما حاول بالنسبة للشخص.
الشيخ : نعم لكن هو لا يقصد هذا.
السائلة : ما يقصد.
الشيخ : طبعا هو لا يقصد هذا و هذا كل البحث أن الإنسان يجاهد نفسه ويمرّنها على مخالفة تكييفها وطبيعتها المعوجّة عن الشريعة والخلاصة أن كل إنسان فينا كل شخص من ذكر وإنثى يعرف فيه أشياء جميلة فُطر عليها فيحمد ربه عز وجل على ذلك وأشياء أخرى يجدها كل منا فينا منحرفة عن الخلق السليم فلا يستسلم لمثل هذا الكلام وكلام كثير من الناس نسمعه رجالا ونساءً : " ما فيه حياء اتركه !" لا ، هذا يأس وهذا مخالفة لتلك النصوص التي توجّه المسلم إلى العناية بنفسه وإلى أن يزكيها .
ثم يجب أن نعلم أن لكل أجل كتاب، فإنسان مفطور مثلاً على الشح هذا لا يمكن أن يرجع ويصير نفسه كريمة وسخيّة في ظرف شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين هذا يحتاج جهاد مستمر، ولذلك فإذا ابتلي بعضنا بولد له أو بصديق له فيه انحراف في خلق ما ، وعالج صدقه هذا الانحراف من صديقه شهر وشهرين أو ولده سنة وسنتين لا ييأس لا يقول ما في خيار لأن لكل أجل كتاباً.
هذه هي الفائدة من تلك النصوص التي ذكرناها تسليطاً لها على هذا النص الذي رواه المصنّف عن ابن مسعود مما يفهمنا أن خلق الإنسان لا يمكن تغييره وتبديله، فنقول: إذا كان لا يمكننا تغييره جذرياً فيمكننا بلا شك تعديله يعني قد لا يمكن أن نجعل مثلا الرجل الشحيح فطرة وطبيعة حاتم طيء زمانه قد لا يمكننا هذا، ولكن يمكننا أن نزكي نفسه من الشّح والبخل الذي إذا وقع فيه عذّبه رب العالمين، مثلاً أن لا يخرج زكاة ماله الفريضة، فقد نستطيع أن نربّيه إلى أن نوصله إلى هذه المرتبة فيخرج زكاة ماله المفروض عليه فقط هذه تكون مرحلة كبيرة وكبيرة جداً.