إذا كانت المرأة تريد أن تصوم ست أيام شوال وعليها صيام رمضان هل يجوز لها أن تؤخر دينها وتصوم أولاً ست أيام من شوال ؟ حفظ
الشيخ : السؤال الثاني : إذا كانت المرأة تريد أن تصوم ست أيام شوال وعليها صيام رمضان هل يجوز لها أن تؤخر دينها وتصوم أولاً ست أيام من شوال ؟
الجواب: لا بد من التفصيل: إن كان عليها صيام أيام فقط من رمضان وليس كل رمضان فحينئذ تصوم ست أيام من شوال وتصوم الأيام التي عليها من رمضان ثم تصوم ست أيام من رمضان، لأن شوال شهر كله مجال للست أيام من شوال لا يشترط أن تكون متقدمة الست أيام من شوال أو متوسطة أو متأخرة، فإذا كان عليها مثلاً عشر أيام من رمضان، سبعة أيام من رمضان فمجرّد أن يدخل اليوم الثاني من عيد الفطر عليها أن تبادر بقضاء ما عليها من أيام من رمضان، لأن القضاء عليها أوجب من ست أيام شوال، فإن انتهت من قضاء ما عليها من أيام رمضان بعد ذلك صامت ست أيام من شوال.
أما إذا كانت عليها شهر رمضان كله إما بمرض أو نفاس أو نحو ذلك فهي إذا صامت ست أيام من شوال معنى ذلك أنها ستؤخر صوم رمضان بعد الست أيام وتأخذ أيام من شهر ذي القعدة، فهنا تكون قدّمت النفل على الفرض ففي هذه الحالة لا يجوز، لأن الله عز وجل يقول: (( وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السماوات والأرض )) فالمسارعة إلى الطاعة أمر واجب في الفرائض وأمر مستحب في النوافل، فامرأة عليها قضاء شهر رمضان كله فبعد العيد لازم تباشر بقضاء شهر رمضان كله، لا عليها أيام خمسة ستة عشرة أيام، تبادر بقضاء ما عليها من أيام ثم تصوم ست أيام من شوال،
صيام ست أيام من شوال أمر مستحب، وإن صامها الصائم في أول شوال أو في وسطه أو في آخره وقع الست أيام من شوال، أما صوم رمضان هذا واجب، فتقديم الواجب أوجب من تقديم النفل، وعندي مما يقرّب لكن الموضوع: لو أن هذه المرأة عليها ست أيام من رمضان وتريد أن تصوم ست أيام من شوال، صامت ست أيام من شوال بحجة أنها بعد ذلك تصوم ست أيام تبع رمضان شو سوت هذه ؟ هذه قدّمت المهم وأخرت الأهم هذا قلب الموضوع الذي يوضح ما سبق وهذه المرأة بعد ما صامت الست من شوال ماتت ماذا نقول عنها طائعة ولا عاصية ؟ تكون عاصية لأنه كونها تكون طائعة لما صامت الست من شوال لكن ما أدّت الفرض الذي عليها، صحيح صامت الست من شوال نفل، لكن حالة صيام الست أيام نفل بينها وبين أن تؤدي وأن تقضي ما عليها فرض.
هذا مثل واحد من إخواننا العامة الأذكياء ينكّت أحياناً، يأتيني بصاحب من أصدقائه يعرفه فيّ يقول مداعباً : " أعرّفك بفلان ، فلان مرضي من الوالدين مغضوب من رب العالمين " يشير إلى ذلك إلى أن فلان مطيع لأبيه وأمه ولكن لا يصلي خمس صلواته فهو بار بالوالدين لكنه مغضوب من رب العالمين، ... (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) كذلك هذه المرأة هي عليها ست أيام من رمضان وبتحب تصوم ست أيام من شوال ، خليها تقدم الأهم على المهم تصوم ست أيام من رمضان بعدين تصوم ست أيام شوال.