فائدة : أمثلة عن أمور مشتبهات هل يأكل منها الإنسان وما حكم أكل الزبدة والجبنة واللحوم المعلبة المصنوعة في بلاد الغرب والكفر . حفظ
الشيخ : وهذا الحديث الذي يفسر الإثم ها هنا في الواقع يحل أمور كثيرة يتساءل الناس عنها خاصة في العصر الحاضر.
خذن مثلا المعلبات اللحوم المعلّبة الزبدة الجبنة المصنوعة في بلاد الغرب في بلاد الكفر والضلال الذين لا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق يكثر التساؤل من الرجال والنساء هل يجوز أكل هذه العلب هذه اللحوم المعلّبة؟ هل يجوز شراء هذه اللحوم التي تأتي مجمّدة قطعة واحدة دابة ذبيحة فهل يجوز أكلها أو لا يجوز؟ يكثر السؤال عن مثل هذه القضايا ، كذلك الزبدة والجبنة فيها شحوم حيوانية.
... والذبيحة فيها شحوم مثلا من لحم الخنزير ولا ما فيها؟ أمور ليس من السهل بالنسبة لكل مكلّف أن يعرف حقائق التركيب الكيميائي لهذه الأمور ولا باستطاعة الإنسان أن يعرف في هذه الذبائح ذبحت ذبحا شرعيا أم قتلت قتلا فيصبح حكمها مثل " الفطيسة " هناك بعض الناس يتمثّلون لمعرفة ذلك ، لكن ليس كل الناس كذلك.
فهل يجوز أكل اللحوم المعلّبة ؟
الجواب التفصيلي من الناحية الفقهية على وجه من ثلاثة وجوه، ولكن هذا التفصيل ليس من السهل كما قلنا آنفاً أن يعرفه كل مكّلف.
التفصيل كما سيأتي: هذه اللحوم المعلّبة أو هذه الحيوانات المجمّدة إن كانت ذبحت ذبحا شرعيا ولم تقتل قتلا إما بالمقتلة أو طعن في الرأس أو في مكان آخر وكانت ذبحت بأيدي أهل الكتاب فأكلها حلال، لأن الله عز وجل يقول : (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم )) أي: ذبائحهم ، معنى (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم )) أي: ذبائحهم أي ما ذبحوه ذبحا شرعيا، فهذه اللحوم التي عُلّبت إذا كانت ذبحت حيونتها ذبحا شرعيا فأكلها حلال ، وإن كانت قتلت قتلا فأكلها حرام ، وإن كنا لا ندري وهذا واقع جماهير الناس المكلّفين فيأتي هذا الحديث : ( الإثم ما حكّ في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس ) أو بالأحرى يأتي الحديث السابق الذي ذكرناه آنفاً : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) اترك المعلّبات ما دام ما عرفت حقيقة أمرها ولا تأخذ منها وكل مثلاً من السردين لحما طريا وهو حلال لا إشكال فيه.
كذلك الزبدة إذا ما عرفنا فيها شحوم حيوانية ... أو فيها شحوم لحم الخنزير، فالأمر يدور على الثلاثة وجوه السابقة ، عرفنا أنها من حليب البقر ليس فيها شيء آخر فأكلها حلال ، عرفنا أن فيها شيء من الشحوم الحيوانية المحرّمة فأكلها حرام ، ما عرفنا لا من هذا ولا من هذا ( فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه، فهذا الحديث هو من هذا الباب ( الإثم ما حكّ في النفس ) يجد الإنسان تساؤلا هذه فيها ما فيها، إذن ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ).