فائدة : تنبيه على المسائل التي تحمل على حديث وهي غير مقصودة من حديث النواس بن سمعان الأنصاري : ( ... والإثم ما حك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ). حفظ
الشيخ : لكن قبل أن أقف في نهاية هذا الحديث لا بد من التذكير لأمر هام حتى لا يساء فهم هذا الحديث، هذا الحديث يُحمل على كل المسائل التي ليس فيها نص صريح في تحريمه أو في إباحته شرعاً، وهذا الحديث كما شرحنا سابقاً يحمل على الشيء الغير معروف عندنا، وإلا إن لم نفسر الحديث بهذا التفسير انفتح أمام الناس باب من الوسوسة كبير، وهذا مما ابتلي به كثير من الناس هذه آكلها هذه ألبسها هذه فيها كذا لعل فيه كذا، لازم يكون هناك سبب مبرر لهذا التورّع، وإلا مجرد الوسوسة فالوسوسة ليست من الرحمن إنما من الشيطان، وإذا نقلنا هذا البحث إلى المسائل الفقهية والتي اختلف فيها العلماء والفقهاء منذ قديم فهنا يرد ما يشبه البحث السابق، إذا عرفنا نصاً في الكتاب والسنة في تحريم شيء فلا يجوز التردد فيه ما دام أن هناك نصاً في تحريمه، وإذا عرفنا نصا في الكتاب أو في السنة في تحليل شيء آخر فلا يجوز للمسلم أن يتحرّج في فعله، أما إذا أشكل علينا الأمر بسبب كثرة خلاف الفقهاء وما وضح لنا الدليل المحرّم أو الدليل المبيح حينذاك يأتي هذا الحديث : ( دع ما حك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .