باب : " باب ما يجب من عون الملهوف " . شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال خير قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قال فأى الرقاب أفضل ... ) حفظ
الشيخ : يقول المؤلف الإمام البخاري رحمه الله في كتابه * الأدب المفرد *:
" باب ما يجب من عون الملهوف " .
يعني المصاب المعلول ، ثم ساق بإسناده الصحيح لغيره .
عن أبي ذر: ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قال: فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قال : أفرأيت إن لم أستطع بعض العمل ؟ قال : تعين ضائعا، أو تصنع لأخرق، قال: أفرأيت إن ضعفت ؟ قال : تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدقها على نفسك ).
هذا الحديث جمع خصالا من العلم والفقه كثيرة ، حيث سئل الرسول صلوات الله وسلامه عليه من سائل فأجابه عليه الصلاة والسلام كما هي حكمته وسياسته مع السائلين ، أجابه بما كان بحاجة إليه من الجواب كان السؤال: أي الأعمال خير؟ فكان الجواب منه عليه الصلاة السلام ما يأتي: ( إيمان بالله، وجهاد في سبيله ).
الأعمال بلا شك التي هي من أفضل الأعمال كثيرة وكثيرة جداً ولكننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أفضل الأعمال شيئين اثنين فقط ، الأول إيمان بالله ، والآخر جهاد في سبيل الله ، وما ذلك إلا أن النبي يعطي للسائل الجواب الذي هو بحاجة إليه، فيبدو أن السائل كان بحاجة إلى أن يقوي من إيمانه من جهة ، وإلى أن يبذل نفسه جهاداً في سبيل الله من جهة أخرى ، ولذلك أجابه بأن أفضل الأعمال هو: ( إيمان بالله وجهاد في سبيل الله ) .