باب : " باب العياب " . شرح أثر علي بن أبي طالب : ( لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا، فإن من ورائكم بلاء مبرحا مملحا، وأمورا متماحلة ردحا ) حفظ
الشيخ : نقرأ عليكن أثراً نظرا لضيق الوقت في .
باب " العيّاب " .
أورد فيه بإسناده الصحيح .
عن حكيم بن سعد قال: سمعت عليا يقول: ( لا تكونوا عُجُلًا ) في ألفاظ غريبة جدا من الناحية العربية فيُرجى الانتباه لها.
( لا تكونوا عُجُلًا ) : جمع عجل مستعجل.
( مذاييع بُذرا، فإن من ورائكم بلاء مُبرِّحًا مملِحا، وأمورا متماحِلة رُدُحًا )
كأنه كلام أعجمي مع الأسف الشديد لبعدنا عن اللغة العربية ، والمقصود من هذا الكلام العربي الفصيح من علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو نهي المسلم أن يكون من دأبه المسارعة إلى نقل عيوب الناس وإشاعتها بين الناس.
( لا تكونوا عُجُلًا مذاييع ) جمع مذياع والمذياع اليوم معروف اصطلاحا ما المراد به لأنه عنده الوسيلة البالغة في معرفة الأخبار في مختلف أقطار الدنيا فعلي رضي الله عنه ينصح المسلمين ألا يكونوا عجلا في إذاعة الأخبار عن عيوب بعض المسلمين .
بذرا كمان تأكيد للمعنى السابق هو الذي لا يستطيع أن يكتم السر ، وهذا يقع في كثير من الأحيان خلاف أدب الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول : ( إنما المجالس بالأمانة ) ( إنما المجالس بالأمانة ) اثنان ثلاثة يجلسون مع بعضهم البعض يجرهم الحديث بأمور خاصة ، فيتحدث أحدهم بشيء يتعلق به بماله بزوجه بولده بشيء من متعلقاته ظنا منه بأن الذين في المجلس سوف لا يذيعون ذلك الخبر فإذا يصبح هذا الكلام بعد سويعات منتشر بين الناس ، هذا أدب غير إسلامي ، لذلك يقول : ( لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا ) جمع بذور وهو الذي ينشر السر ولا يستطيع أن يكتمه، لماذا يقول علي هذه النصيحة ويوجهها للناس ؟
قال: ( فإن من ورائكم بلاء مبرحا ) هذه الكلمات كناية عن أنها كثيرة الضرر والإفساد و الإهلاك هذا البلاء الذي سيأتي فيما بعد .
كذلك قوله: ( وأموراً متمالحة ) وهي الفتن التي يأخذ بعضها برقاب بعض ( وتستمر ردحا ) وهي فتن ثقيلة وثقيلة جدا .
الخبر الأثر الذي بعده وكذلك الثاني كلاهما ضعيفان، بقي في الباب حديث صحيح وأثر حسن فنقرأ ذلك إن شاء الله في الدرس الآتي إن شاء الله تبارك وتعالى.