شرح حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء ) . حفظ
الشيخ : ثم أتبع ذلك الإمام البخاري رحمه الله بالحديث الصحيح رواه عن عبد الله وهو هنا ابن مسعود كما رواه أيضًا عن أبي هريرة وهو من الأحاديث النادرة حيث يسوق المؤلف بإسنادين اثنين عن صحابيين اثنين بإسناد واحد، فهو رواه هنا بإسناده عن إسرائيل عن الأعمش عن أبي هريرة هذا السند الأول.
ثم قال:
وعن علقمة عن عبد الله وهذا الإسناد الثاني ، وعبد الله كما ذكرنا هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء ).
قبل أن يفوتني ولو بكلمة صغيرة عن الإسناد الأول نحن قلنا إن هذا الحديث صحيح، لكن نظرة ولو سريعة عن الإسناد الأول وهو روايته الأعمش عن أبي هريرة يتبين أن هذا الإسناد لا يصح لأن الأعمش لم يدرك أبا هريرة فهو إسناد منقطع ولو أن الحديث تفرد بهذا الإسناد أو لو أن هذا الإسناد تفرد بهذا الحديث لكان الحديث ضعيفاً لا يُحتج به ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلأمر ما عطف البخاري فقال : " وعن علقمة " يعني أن الراوي لم يروه فقط عن الأعمش عن أبي هريرة بالإسناد المنقطع وإنما رواه أيضًا عن علقمة عن عبد الله بن مسعود، فرواية الأعمش عن أبي هريرة لهذا الحديث رواية منقطعة وروايته عن علقمة عن عبد الله متصلة فصح الحديث بالطريق الثاني لا بالأول.
الحديث لا يحتاج إلى تعليق وهو واضح بنفسه وقد مر معنا مرة أو أكثر من مرة ، ولفظه أعيده : ( ليس المؤمن بالطعان ) يعني الذي يطعن في الناس كثيرا وكثيرا بغير حق ( ولا اللعان ) يلعنهم ( ولا الفاحش ) في لفظه ( ولا البذي ) في لسانه.