فائدة : بيان بأن الطعن ينقسم إلى قسمين . حفظ
الشيخ : وأذكر بهذه المناسبة أن الطعن في الناس كما يتبين من حديث الجارية مع الرجل الطعن يكون على وجهين : ببطل وبحق .
وقد أشار ابن عباس للرجل إلى أنه يجب عليه أن يتنكّب ويتجنب الطعن ولو كان بحق ، يعني لا يقول عن تلك الجارية بأنها زانية ولو كانت كذلك، وأما ذا كان الطعن بغير حق فهو ليس فقط يوصف بأنه ليس من الآداب الإسلامية ، بل هو ذنب من الكبائر ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول كما في صحيح مسلم : ( إن الله جميل يجب الجمال ) ومناسبة هذا الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال ابتداءً : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فسأله الصحابة الرجل يريد أن يلبس شيء جميل الحديث فيه تفصيل ذكرته في مناسبات مضت، فقال عليه السلام لا بأس من التزين ، وهذا ليس تكبراً إن كان لم يقترن معه تكبر لأن الله جميل يحب الجمال فسألوه إذن ما هو الكبر الذي من اتصف به لا يدخل الجنة ؟ فقال عليه السلام : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) بطر الحق: ردّه بعد ظهوره، وغمط الناس: الطعن فيهم بغير حق، هنا الشاهد فإذا كان المؤمن ليس بالطعان أي ولو كان يطعن بحق فأولى وأولى ألا يطعن بغير حق فيكون قد اتخذ السبب الكبير لكي لا يدخل الجنة لقوله عليه السلام : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) ثم فسر الكبر بأنه رد الحق بعد ظهوره والطعن في الناس بغير حق ، نسأل الله أن يخلقنا بالأخلاق الإسلامية وأن يؤدبنا بالآداب المحمدية .