شرح باب : " باب من أثنى على صاحبه إن كان آمنا به " حفظ
الشيخ : هذا ما أورده المصنف في هذا الباب ،في الدرس الآتي إن شاء الله وسيكون بعد أسبوع بمعنى أن الدرس الآتي قد لا نستطيع الحضور هنا، سيكون الدرس الذي بعده إن شاء الله يعقد باباً آخر أتعجل فألفت إليه النظر لأنه يقول : " باب من أثنى على صاحبه إن كان آمنا به " هذا الباب هو تقييد للباب السابق، ومعنى هذا الباب مع الباب السابق أنه إذا كان هناك شخص صالح إذا أراد أحد أن يمدحه وهذا المادح يقطع بأن هذا الممدوح لا يتأثر بمدحه إياه في وجهه ففي هذه الحالة يجوز هذا المدح إذا أمنّا ... بالمدح ، وسيذكر في الباب بعض الأحاديث الواردة في ذلك.
كان المؤلف رحمه الله في الدرس الماضي عقد باباً في ما جاء في التمادح ، وذكر تحته بعض الأحاديث المرفوعة وأخرى موقوفة لعدم جواز مدح الإنسان في وجهه، وكنا أنهينا الدرس لافتين النظر إلى أن المؤلف قد عقد باباً آخر بعد الباب السابق وهو :
"باب من أثنى على صاحبه إن كان آمنا به " .
فهذا الباب فيه تقييد لعموم الباب السابق أو البحث السابق ، فالبحث السابق كان يعطينا في أحاديثه وآثاره أنه لا يجوز أن يمدح المسلم أخاه المسلم في وجهه فهذا مطلق: ( المدح الذّبح ) إذن لا يجوز المدح مطلقا، يا ترى هل عدم هذا الجواز هو على إطلاقه أم يدخل تحته استثناء ؟
الجواب: نعم ، النهي السابق عن أن يدح المسلم أخاه المسلم في وجهه له استثناء ، ما هذا الاستثناء ؟ أشار إليه المصنف بهذا الباب ثم بذكره تحته الحديث الآتي قال: " باب من أثنى على صاحبه إن كان آمنا به " يعني من كان آمناً بصاحبه أنه إذا مدحه في وجهه لا يكون سببا لإفتانه وبالإضرار به حينذلك يجوز مدحه في وجهه.