شرح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( وجد عمر حلة استبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود فقال عليه السلام إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ... ). حفظ
الشيخ : الحديث التالي نأتي عليه باختصار لأنه واضح.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ( وجد عمر حلة استبرق ) الإستبرق هو نوع من الحرير الفاخر، عمر وجد حلة، الحلة هو ثوبين بالتعبير بمصطلح اليوم عليه طقم، يستر جزء منه القسم الأعلى من البدن والجزء الثاني القسم الأدنى من البدن، هذا الطقم يسمى باللغة العربية حلة، فعمر رأى في السوق رجل قد عرض حلة جميلة جدا ثوبين فأحبهما أن يكونا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي بعض روايات الحديث أن هذه الحلة عرضها للبيع رجل اسمه عطارد، وكان يأتي الملوك وينال منهم من عطياتهم وهباتهم، ويعرف الجميع أن عطايا الملوك بتكون فاخرة، فلما رأى عمر بن الخطاب هذه الحلة معروضة في السوق وهي من حلل كسرى وقيصر حلل الملوك اشتراها لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يلبسها ليتزين بها للوفود وليتزين بها يوم الجمعة إذا خطب بالناس .
لذلك قال ابن عمر فأتى أي عمر بها أي الحلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال اشتر هذه البسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود، فقال عليه السلام : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) أي: لا يليق لكل مسلم أن يلبس مثل هذه الحلة لأنها من حرير فضلا عن أنه لا يجوز له أن يلبسها لأن جزاء من يلبسها في الدنيا ألا يكون له نصيب في الآخرة.
( إنما يلبسها من لا خلاق ) أي: من لا نصيب له في الآخرة .
ما معنى هذا الحديث ؟ لا نصيب له في الآخرة يعني لا يدخل الجنة ؟ وإذا كان هذا هو المعنى فكيف يستقيم هذا المعنى مع الأحاديث الكثيرة التي تنص على أن المسلم يدخل الجنة مهما فعل مهما ارتكب المعاصي، فقوله عليه السلام: ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، قال له أبو ذر: وإن زنى وإن سرق ؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قال : وإن زنى وإن سرق ثلاث مرات، وفي كل مرة يقول الرسول عليه السلام: وإن زنى وإن سرق، آخر مرة قال: رغم أنفك يا أبا ذر ) .
كيف نوفق بين هذا الحديث الذي بين أيدينا وبين حديث أن ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ) ؟ ذلك ما سيكون حديثنا في الدرس الآتي إن شاء الله تعالى.