باب : " باب فضل الزيارة " . شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( زَارَ رجلٌ أخاً له في قرية ، فأرسل الله له ملكاً على مدرجته ... ) . حفظ
الشيخ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ: ( زَارَ رجلٌ أخاً له في قرية ، فأرسل الله له ملكاً على مدرجته ، فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك مِن نعمة تربُّها ؟ قال : لا ، إني أُحبه في الله ، قال : فإني رسول الله إليك أنَّ الله أحبك كما أحببته ):
قال عليه السلام : ( زارَ رجلٌ أخًا له في قرية ) هنا زار بمعنى أراد أن يزور ، وهذا أسلوب في اللغة العربية ، زار بمعنى أراد أن يزور ، وعلى هذا المعنى تُفسَّر عديد من الآيات والنصوص الشرعية مِن أشهرها في القرآن قول الله تبارك وتعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) المعنى إذا أردت أن تقرأ ، مش إذا قرأت وانتهيت ، كذلك هنا : ( زار رجل ) أي : أراد أن يزور .
ومن ذلك حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم الخلاء فليستعذ بالله ) إذا دخل أي : إذا أراد أن يدخل وهذا شيء كثير .
كذلك هنا ( زار رجل أخًا له ) أي أراد وشرع في زيارة رجل له أخٍ له.
( في قرية ، فأرصد الله له ملكًا على مدرجته ) أي : أرسل ملكًا خاصًا يترصد مجيء هذا الرجل على مدرجته أي : على طريقه .
( حتى لقيه فقال له : أين تريد ؟ قال : أخًا لي في هذه القرية ، فقال له الملك : هل له عليك من نعمة تربُّها ) : يعني هذا لعله رجل تزوره لأن له عليك فضل نعمة أنت مستفيد منها وأنت تربها أي : تربيها وتحفظها وتغذيها وتنميها فلأنك تعرف فضل هذا الرجل فأنت تطلب في زيارته فقط من باب المجاملة قال لا ، ليس الأمر كما تظن أنا لا أزور هذا الرجل في هذه القرية التي أمامي لأن له فضلاً عليّ مادياً دنيوياً وإنما أزوره لأني أحبه في الله .
( قال الملك : فإني رسول الله إليك ) أي : إن الله تبارك وتعالى أرسلني بصورة خاصة إليك لأبشرك بسبب أنك قصدت زيارة هذا الرجل حباً لله أنَّ الله أحبك كما أحببت هذا الرجل الذي أنت في صدد زيارته .
ففي هذا الحديث الفضل الكبير للمرء يخرج مِن بيته ليزور أخًا له في الله تبارك وتعالى.