شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة فقال وما أعددت لها قال ما أعددت من كبير ... ) حفظ
الشيخ : مثل هذا الحديث ولكنه عن صحابي آخر وإسناده صحيح :
( عن أنس أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة ؟ فقال : وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت من كبيرٍ إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب ) .
قال أنس -هذه فائدة- : ( فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) :
لما سمع المسلمون يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جوابَ الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك الأعرابي أنَّ المرء مع مَن أحب ما فرح الصحابة يومًا كفرحهم في هذا اليوم الذي سمعوا فيه الرسول عليه السلام يقول : ( المرء مع من أحب ) بعد فرحهم بدخولهم بالإسلام ، فالفرحة الأولى عندهم حينما هداهم الله تبارك وتعالى لتبني الإسلام دينًا ، والفرحة الثانية كانت لديهم في هذا اليوم الذي قال الرسول عليه السلام لذلك الأعرابي : ( المرء مع مَن أحب ) ، يظهر سبب هذا الفرح أكثر مما يظهر مِن حديث أبي ذر السابق أنَّ هنا هذا الأعرابي أولَ ما سأل الرسول عليه السلام قال له : ( متى الساعة ) فهو يريد أن يعرف متى تقوم الساعة حتى لعله يعمل لها ويستعد لها أكثر من ذي قبل ، فكان جواب الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا السائل عن الساعة مِن أسلوب الحكيم كما يقول الفقهاء والعلماء ، ما قال له الساعة تقوم بعد ألف سنة بعد ألفين سنة ونحو ذلك ، وإنما صرفه مطلقًا عن الجواب عن سؤاله بأن وجه إليه السؤال الهام ، يعني الرسول المسؤول عاد هو يسأل الأعرابي قائلًا له : ( وما أعددت لها ؟ ) كأنه يقول له : المهم أن تستعد لقيام الساعة ليس المهم أن تعرف متى تقوم الساعة ، لذلك قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما أعددت لها ؟ ) !
كان جواب الرجل صريحاً ليس فيه مواربة وليس فيه ستر عن نفسه كما هو شأن أكثر الناس في هذا الزمان إذا سُئِلوا مثل هذا السؤال المحرج فيه الكشف عن تفصيل المسؤول يبتعد الناس عادةً عن الإجابة عن هذا السؤال إما مطلقًا وإما عن الإجابة بالواقع الصادق ، هذا الأعرابي لم يسلك هذه الطريق المعوجَّة وإنما أجابه بكل صراحة فقال : ( ما أعددت من كبير ) : يعني ما أعددت للساعة من كبير عمل يقربني إلى الله تبارك وتعالى ويجعلني مطمئنًا لحسن عاقبة أَمري إذا ما لقيتُ وجه ربي ، لكن أتبع هذا الجواب بقوله : ( إلا إني أحب الله ورسوله ) : فقط أنا على يقين أنني مؤمن بالله ورسوله ومحبٌّ لله ورسوله ، فهذا أمر قلبي ، أما من ناحية العمل فأنا مقصّر مع ربي وما هيئت ولا أعددت له من كبير عمل إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( المرء مع من أحب ، قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) .
( عن أنس أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة ؟ فقال : وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت من كبيرٍ إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب ) .
قال أنس -هذه فائدة- : ( فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) :
لما سمع المسلمون يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جوابَ الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك الأعرابي أنَّ المرء مع مَن أحب ما فرح الصحابة يومًا كفرحهم في هذا اليوم الذي سمعوا فيه الرسول عليه السلام يقول : ( المرء مع من أحب ) بعد فرحهم بدخولهم بالإسلام ، فالفرحة الأولى عندهم حينما هداهم الله تبارك وتعالى لتبني الإسلام دينًا ، والفرحة الثانية كانت لديهم في هذا اليوم الذي قال الرسول عليه السلام لذلك الأعرابي : ( المرء مع مَن أحب ) ، يظهر سبب هذا الفرح أكثر مما يظهر مِن حديث أبي ذر السابق أنَّ هنا هذا الأعرابي أولَ ما سأل الرسول عليه السلام قال له : ( متى الساعة ) فهو يريد أن يعرف متى تقوم الساعة حتى لعله يعمل لها ويستعد لها أكثر من ذي قبل ، فكان جواب الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا السائل عن الساعة مِن أسلوب الحكيم كما يقول الفقهاء والعلماء ، ما قال له الساعة تقوم بعد ألف سنة بعد ألفين سنة ونحو ذلك ، وإنما صرفه مطلقًا عن الجواب عن سؤاله بأن وجه إليه السؤال الهام ، يعني الرسول المسؤول عاد هو يسأل الأعرابي قائلًا له : ( وما أعددت لها ؟ ) كأنه يقول له : المهم أن تستعد لقيام الساعة ليس المهم أن تعرف متى تقوم الساعة ، لذلك قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما أعددت لها ؟ ) !
كان جواب الرجل صريحاً ليس فيه مواربة وليس فيه ستر عن نفسه كما هو شأن أكثر الناس في هذا الزمان إذا سُئِلوا مثل هذا السؤال المحرج فيه الكشف عن تفصيل المسؤول يبتعد الناس عادةً عن الإجابة عن هذا السؤال إما مطلقًا وإما عن الإجابة بالواقع الصادق ، هذا الأعرابي لم يسلك هذه الطريق المعوجَّة وإنما أجابه بكل صراحة فقال : ( ما أعددت من كبير ) : يعني ما أعددت للساعة من كبير عمل يقربني إلى الله تبارك وتعالى ويجعلني مطمئنًا لحسن عاقبة أَمري إذا ما لقيتُ وجه ربي ، لكن أتبع هذا الجواب بقوله : ( إلا إني أحب الله ورسوله ) : فقط أنا على يقين أنني مؤمن بالله ورسوله ومحبٌّ لله ورسوله ، فهذا أمر قلبي ، أما من ناحية العمل فأنا مقصّر مع ربي وما هيئت ولا أعددت له من كبير عمل إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( المرء مع من أحب ، قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) .