شرح حديث : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال اذهب فاطرح متاعك في الطريق ... ) حفظ
الشيخ : أن الشخص الظالم بعينه تأديباً له وردعاً له عن ظلمه، وأظن أنه قد كان مرَّ بنا في الكتاب إما في نفس الكتاب أو تعليقاً على بعض الأحاديث تلك القصة التي فيها أسلوب من أساليب الرسول عليه الصلاة والسلام اللطيفة في تربية الباغي والظالم وفيه أن بعض الصحابة استعملوا لفظة اللعن لذلك الجائر الظالم وأن الرسول عليه السلام أقرهم على ذلك، والواقع أنه كانت نتيجة هذا الأسلوب في سبّ ولعن الظالم أن ارتدع عن ظلمه، تلك القصة خلاصتها:
( أنّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو جاره، فأمره عليه السلام بالصبر، فصبر، ثم فرغ صبره، فعاد شاكياً له إلى الرسول عليه السلام، وهكذا، فلما علِم عليه الصلاة والسلام بأن هذا الجار مظلوم ومضرور قال له عليه الصلاة والسلام ألقِ متاع دارك واجعله على قارعة الطريق ففعل ) : ولا شك أن هذا الإلقاء يعني واحد بيطالع عفش بيته وبيجعله في الطريق أمر بيسترعي انتباه الناس ويلفت أنظارهم ويستدعيهم أن يستاءلوا ما لك يا فلان، فما يكون منه إلا أن يقول: فلان جاري ظلمني فما يكون منهم إلا أن يقولوا: قاتله الله لعنه الله، فصارت على الماشي قاتله الله لعنه الله، والجار يسمع بأذنه، فما كان منه إلا أن بادر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تائباً يرغب في أن يعود جاره بالمتاع إلى بيته فقد انتهى الأمر.
فمثل هذه الحادثة تدلنا على أن لعن الظالم بعينه تأديباً له جائز لكن هذا يكون لهذا القصد ولهذا الغرض، فلا يزال حديث هذا الباب مُحكماً يعني حكمه سارياً في الشريعة، لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّانًا يعني دائماً لفظة اللعن هي تسبق من فمه، وطبعاً كل ذلك الألفاظ الكريهة البذيئة وأشبه ما يكون شبهاً باللعن الذي لا يجوز هو ما يغلب على كثير مِن العامة مِن سب الدين والعياذ بالله، فلا يجوز لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ التي لو قصد المتلفظ بها معناها لخرج من دين الله كما تخرج الشعرة من العجين، وأقل ما يقال في الذي يتلفظ بهذه الألفاظ المكفرة أنه يعرّض نفسه للمعاقبة بالعاجلة لو كان هناك حكم إسلامي قبل الآجلة، ولذلك جاء الحديث مقرراً لمبدأ ولأدب إسلامي فيقول: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّاناً.
السائلة : شيخنا بالنسبة للعن المتبرجات ( العنوهن فإنهن ملعونات ) ؟
الشيخ : ما اختلفنا حيث جاء الحديث مثل ما جبنا هذا الحديث تبع الجار الظالم فأين ما كان النص ماشي ما بنعطله.
( أنّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو جاره، فأمره عليه السلام بالصبر، فصبر، ثم فرغ صبره، فعاد شاكياً له إلى الرسول عليه السلام، وهكذا، فلما علِم عليه الصلاة والسلام بأن هذا الجار مظلوم ومضرور قال له عليه الصلاة والسلام ألقِ متاع دارك واجعله على قارعة الطريق ففعل ) : ولا شك أن هذا الإلقاء يعني واحد بيطالع عفش بيته وبيجعله في الطريق أمر بيسترعي انتباه الناس ويلفت أنظارهم ويستدعيهم أن يستاءلوا ما لك يا فلان، فما يكون منه إلا أن يقول: فلان جاري ظلمني فما يكون منهم إلا أن يقولوا: قاتله الله لعنه الله، فصارت على الماشي قاتله الله لعنه الله، والجار يسمع بأذنه، فما كان منه إلا أن بادر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تائباً يرغب في أن يعود جاره بالمتاع إلى بيته فقد انتهى الأمر.
فمثل هذه الحادثة تدلنا على أن لعن الظالم بعينه تأديباً له جائز لكن هذا يكون لهذا القصد ولهذا الغرض، فلا يزال حديث هذا الباب مُحكماً يعني حكمه سارياً في الشريعة، لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّانًا يعني دائماً لفظة اللعن هي تسبق من فمه، وطبعاً كل ذلك الألفاظ الكريهة البذيئة وأشبه ما يكون شبهاً باللعن الذي لا يجوز هو ما يغلب على كثير مِن العامة مِن سب الدين والعياذ بالله، فلا يجوز لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ التي لو قصد المتلفظ بها معناها لخرج من دين الله كما تخرج الشعرة من العجين، وأقل ما يقال في الذي يتلفظ بهذه الألفاظ المكفرة أنه يعرّض نفسه للمعاقبة بالعاجلة لو كان هناك حكم إسلامي قبل الآجلة، ولذلك جاء الحديث مقرراً لمبدأ ولأدب إسلامي فيقول: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّاناً.
السائلة : شيخنا بالنسبة للعن المتبرجات ( العنوهن فإنهن ملعونات ) ؟
الشيخ : ما اختلفنا حيث جاء الحديث مثل ما جبنا هذا الحديث تبع الجار الظالم فأين ما كان النص ماشي ما بنعطله.