باب : " باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " .
شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها لا تحث ورقها ؟ ... ) حفظ
الشيخ : في الدرس الماضي كان عندنا : " باب يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " ، وأورد تحته حديث الرجل الصحابي الذي قتله اليهود فجاء أصحابه وبعض إخوته يطلبون بدمه عند الرسول صلى الله عليه وسلم فبدأ أحدهم يتكلم فأمر الرسول عليه السلام أكبرهم أن يبدأ الكلام .
الآن يبوب المصنف -رحمه الله- بابا جديدا فيقول :
" باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " .
ذكرنا في الدرس الماضي أن الباب السابق والحديث الذي تحته يدلنا على أدب من آداب المجالس وهو أنه لا ينبغي للصغير عِلمًا وسِنًّا أن يتقدم بين يدي الكبير سنًّا وعِلمًا.
الآن من دقة الإمام البخاري رحمه الله أنه يأتي بفقه جديد تحت هذا الباب فيقول: " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم "
الجواب يُفهم من الحديث الآتي وهو الإيجاب كما قد تبين لنا .
والحديث الذي ذكره تحت هذا الباب إسناده صحيح يرويه .
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها لا تحث ورقها ؟ فوقع في نفسي النخلة فكرهت أن أتكلم ، وثَمَ أبوبكر وعمر -رضي الله عنهما- فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هي النخلة ، فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتي وقع في نفسي النخلة ، قال : ما منعك أن تقولها ؟! لو كنت قلتها كان أحب إليّ من كذا وكذا ، قال : ما منعني إلا لم أرك ولا أبابكر تكلمتما فكرهت ) . انتهى الحديث.
نعود إلى شيء من التعليق على الحديث :
في مجلس أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أن يختبر أصحابه وأن يمتحن أفهامَهم فوجَّه إليهم السؤال الآتي: ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ) :
شو معنى مثل المسلم :
يعني إنها دائمًا تنفع الناس، ذلك طبيعة الرجل المسلم أنه نافع للناس دائمًا وأبدًا ، وقد خصّ الرسول عليه السلام الشجرة التي مثّلها بالمسلم بقوله عليه السلام : ( تؤتي أُكُلها كلّ حين بإذن ربها ) وهذه قطعة من القرآن الكريم : (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلُها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كلَّ حين بإذن ربها )) :
والحين في لغة العرب -هذه اللفظة- تطلق ويراد بها أوقات متفاوتة ما بين اللحظة وما بين السنين الطويلة، فهنا في هذه الجملة التي اقتبسها الرسول عليه السلام في هذا الحديث من الآية السابقة الذكر (( تُؤتِي أُكلها كل حين بإذن ربها )) فالحين هنا المقصود بها السنة ، على عكس مثلاً : (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )) فهناك المقصود به زمن طويل يقال إنه أربعون سنة.
الشاهد إن من صفة هذه الشجرة التي ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المثل لها بالمسلم فوصفها أنها تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها أي: كل سنة وهو من صفاتها:
( لا تحث ورقها ) أي : لا يتساقط ، يظل ثابتاً على أغصانها وعلى أعضائها لا يتساقط شأن أكثر الأشجار وإنما يظل كما هو أخضر هذا هو السؤال ، كان يطلب الرسول عليه الصلاة والسلام من الصحابة أن يخبروه عن شجرة مثلها مثل المسلم فهي تنفع الناس دائمًا وأبدًا لأن شجرة النخل صحيح أنها تحمل في السنة مرة ولكن يظل هذا الثمر طعاماً مُدخرًا لأصحابه إلى العام القادم الذي تكون الشجرة قد أثمرت من جديد وهكذا ، فهي تنفع الناس وتُؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، هذه صفة بارزة في شجرة النخل فأضاف الرسول عليه السلام إلى هذه الصفة صفة أخرى مثلها في البروز ألا وهي الخضار وبقاء الشجر على الأم وعلى الأصل ، قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تحث ورقها ) .
لما سأل الرسول عليه السلام هذا السؤال أصحابه الكرام أُلقي في نفس عبد الله بن عمر بن الخطاب أنها النخلة، عبد الله بن عمر بن الخطاب، فعمر بن الخطاب من كبار الصحابة الذين أسلموا قديماً وابنه صغير السن بطبيعة الحال كان حاضراً في المجلس حينما توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا السؤال فهو كان عنده حكمة ، عبدالله بن عمر كان عنده حكمة وعنده كياسة وعنده علم وعنده أخيرًا أدب العلم ، وأدب العلماء ومجالس العلماء، أُلقي في نفسه إنها الشجرة التي من صفتها أنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والتي من صفتها أنها لا يسقط ورقها من تكون هذه إلا النخلة ، لكن ضبط أعصابه.
الآن يبوب المصنف -رحمه الله- بابا جديدا فيقول :
" باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " .
ذكرنا في الدرس الماضي أن الباب السابق والحديث الذي تحته يدلنا على أدب من آداب المجالس وهو أنه لا ينبغي للصغير عِلمًا وسِنًّا أن يتقدم بين يدي الكبير سنًّا وعِلمًا.
الآن من دقة الإمام البخاري رحمه الله أنه يأتي بفقه جديد تحت هذا الباب فيقول: " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم "
الجواب يُفهم من الحديث الآتي وهو الإيجاب كما قد تبين لنا .
والحديث الذي ذكره تحت هذا الباب إسناده صحيح يرويه .
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها لا تحث ورقها ؟ فوقع في نفسي النخلة فكرهت أن أتكلم ، وثَمَ أبوبكر وعمر -رضي الله عنهما- فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هي النخلة ، فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتي وقع في نفسي النخلة ، قال : ما منعك أن تقولها ؟! لو كنت قلتها كان أحب إليّ من كذا وكذا ، قال : ما منعني إلا لم أرك ولا أبابكر تكلمتما فكرهت ) . انتهى الحديث.
نعود إلى شيء من التعليق على الحديث :
في مجلس أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أن يختبر أصحابه وأن يمتحن أفهامَهم فوجَّه إليهم السؤال الآتي: ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ) :
شو معنى مثل المسلم :
يعني إنها دائمًا تنفع الناس، ذلك طبيعة الرجل المسلم أنه نافع للناس دائمًا وأبدًا ، وقد خصّ الرسول عليه السلام الشجرة التي مثّلها بالمسلم بقوله عليه السلام : ( تؤتي أُكُلها كلّ حين بإذن ربها ) وهذه قطعة من القرآن الكريم : (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلُها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كلَّ حين بإذن ربها )) :
والحين في لغة العرب -هذه اللفظة- تطلق ويراد بها أوقات متفاوتة ما بين اللحظة وما بين السنين الطويلة، فهنا في هذه الجملة التي اقتبسها الرسول عليه السلام في هذا الحديث من الآية السابقة الذكر (( تُؤتِي أُكلها كل حين بإذن ربها )) فالحين هنا المقصود بها السنة ، على عكس مثلاً : (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )) فهناك المقصود به زمن طويل يقال إنه أربعون سنة.
الشاهد إن من صفة هذه الشجرة التي ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المثل لها بالمسلم فوصفها أنها تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها أي: كل سنة وهو من صفاتها:
( لا تحث ورقها ) أي : لا يتساقط ، يظل ثابتاً على أغصانها وعلى أعضائها لا يتساقط شأن أكثر الأشجار وإنما يظل كما هو أخضر هذا هو السؤال ، كان يطلب الرسول عليه الصلاة والسلام من الصحابة أن يخبروه عن شجرة مثلها مثل المسلم فهي تنفع الناس دائمًا وأبدًا لأن شجرة النخل صحيح أنها تحمل في السنة مرة ولكن يظل هذا الثمر طعاماً مُدخرًا لأصحابه إلى العام القادم الذي تكون الشجرة قد أثمرت من جديد وهكذا ، فهي تنفع الناس وتُؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، هذه صفة بارزة في شجرة النخل فأضاف الرسول عليه السلام إلى هذه الصفة صفة أخرى مثلها في البروز ألا وهي الخضار وبقاء الشجر على الأم وعلى الأصل ، قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تحث ورقها ) .
لما سأل الرسول عليه السلام هذا السؤال أصحابه الكرام أُلقي في نفس عبد الله بن عمر بن الخطاب أنها النخلة، عبد الله بن عمر بن الخطاب، فعمر بن الخطاب من كبار الصحابة الذين أسلموا قديماً وابنه صغير السن بطبيعة الحال كان حاضراً في المجلس حينما توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا السؤال فهو كان عنده حكمة ، عبدالله بن عمر كان عنده حكمة وعنده كياسة وعنده علم وعنده أخيرًا أدب العلم ، وأدب العلماء ومجالس العلماء، أُلقي في نفسه إنها الشجرة التي من صفتها أنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والتي من صفتها أنها لا يسقط ورقها من تكون هذه إلا النخلة ، لكن ضبط أعصابه.