تتمة حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ... ورقها فوقع في نفسي النخلة فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما لم يتكلما ... )، ونصيحة للشباب المسلم بأن عليهم التأدب بآداب المجالس، بتقديم الكبار وأهل الفضل بالكلام. حفظ
الشيخ : وكما أشرت في الدرس السابق خلاف الشباب المسلم اليوم الذي لا يكاد يسمع سؤالًا يوجه إلى رجل من أهل العلم فيتطفل هو ويبادر إلى الجواب دون أن يحال السؤال إليه ، ابن عمر لم يكن كذلك لأنه نشأ ورُبي وتخرّج من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، هذه المدرسة التي تعلم مع العلم الأدب ، فأُلقي في نفس عبد الله بن عمر أنها النخلة ، ولكنه أسرّها في نفسه ولم يبدها لهم أدباً ، قال : ( فوقع في نفسي أنها النخلة فكرهت أن أتكلم ) : ليه ؟
يقول : ( وثمّ أبوبكر وعمر بن الخطاب ) هناك في المجلس أبوبكر أفضل صحابة الرسول عليه السلام من جهة وهناك أبوه وهو أفضل منه علمًا وسِنًا فكيف يتكلم؟ !
قال ابن عمر : ( فلما لم يتكلما أجاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السؤال الذي طرحه على الصحابة بقوله : هي النخلة ) .
قال ابن عمر : ( فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتي وقع في نفسي النخلة ) : بعد ما انفض المجلس أفضى عبدالله بن عمر بما كان ألقي في نفسه أنها النخلة، هنا أصابَ أباه شيء من الحزن والأسى والانقباض ذلك ما يعبر عنه قول عمر: ( ما منعك أن تقولها ؟! لو كنت قلتها كان أحب إليّ من كذا وكذا ) : يعني مما الناس يحبونه من المال والجاه و و إلى آخره لأنه يظهر والحالة هذه أن ابن عمر الصغير السن يظهر أمام الصحابة بأنه كبير العقل لو أنه صرّح بأنها النخلة ، ولكن قد أكّد ابن عمر السبب الذي منعه من أن يتحدث بهذه النعمة التي أنعم الله بها عليه حيث فهم كلام الرسول عليه السلام الذي لم يفهمه الصحابة الكبار فقال متأدبًا ومعتذرًا بأنواع التأديب : ( ما منعني إلا لم أرك ولا أبابكر تكلمتما فكرهت ) : لما شفتك أنت وأبوبكر الصديق سكتوا ما حكيتوا فأنا بدي أسكت ما بدي أحكي من باب أولى.