تتمة شرح على أثر أبي العجلان المحاربي قال: " ... فتوفى بن عم لي وأوصى بجمل له في سبيل الله فقلت لابنه ادفع إلى الجمل فإني في جيش بن الزبير فقال اذهب بنا إلى بن عمر حتى نسأله ... ) ، وبيان أهمية الرجوع إلى أهل العلم الراسخين لسؤالهم عما يشكل، واستحباب التكني بكنية، ومراعاة أدب منادة الشخص بكنيته. حفظ
الشيخ : إذن هذا أبو العجلان المحاربي يقول : " كنت جنديا في جيش ابن الزبير " يعني حينما خرج يطالب الناس إنه يبايعوه بالخلافة .
" فتوفي ابن عم لي وأوصى بجمل له في سبيل الله " ابن عم لأبي العجلان هذا مات وكان أوصى بجمل يحارب عليه في سبيل الله.
" فقلت لابنه " أبو العجلان يقول لابن عمه
" أعطني الجمل " ما دام أبوك أوصى بهذا الجمل في سبيل الله ادفع لي الجمل فإني في جيش ابن الزبير كان ابن ابن عم أبي العجلان يبدو كيسا عاقلا حيث لم يبادر إلى الاستجابة لقريبه .
" فقال اذهب بنا إلى ابن عمر حتى نسأله " نأخذ رأيه باعتباره من كبار الصحابة ومن علمائهم .
" فأتينا ابن عمر فقال: يا أبا عبدالرحمن إن والدي " هذا ابن عم أبي العجلان يقول لابن عمر " يا أبا عبد الرحمن " كنية عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن ناداه بكنيته.
وهذا أدب من الآداب الإسلامية وأظن مضى شيء من هذا في درس سابق أن الأدب الإسلامي ألا ينادى الرجل باسمه ولا بلقب له وإنما بكنيته ولذلك فقلّ ما نجد بل لا يمكن أن نجد رجلا من السلف الصالح ليس له كنية لابد اسمه محمد بن أحمد محمد إسماعيل إلا ويصير له كنية أبو أحمد أبو محمد أبو صالح أبو عبد الرحمن إلى آخره
وهذه سنة تركها المسلمون منذ مئات السنين وبخاصة منهم الأعاجم الأعاجم لا يعرفون هذه السنة مطلقا لأنه غلبت عليهم العادات الأعجمية أما العرب فجماهيرهم حتى اليوم يحافظون على هذه السنة لأنه هي في الأصل عادة عربية ثم دعمها الرسول عليه السلام وكنى كثيرا من الأتباع له بكنن حتى بعض النساء فمثلا السيدة عائشة رضي الله عنها على الرغم من أنها لم ترزق ولدا وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكأنها أحست بشيء من الغضاضة حيث أنه لا كنية لها ( فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت نساؤك كلهم لهم كنى فقال لها تكني بابن أختك عبد الله بن الزبير ) هذا فتكنت بأم عبد الله وهي لا ولد لها فهذا مما يؤخذ منه إنه من الأدب إسلامي أن المسلم يتكنى بكنية ولو لم يكن له ولد
وأعجب من هذا أن هناك طفلة صغيرة كانت من أقارب الرسول عليه السلام من جهة خديجة ( جاء الرسول عليه السلام ببعض الثياب الجميلة واللائقة بالنساء فألبس شيئا من هذه الثياب تلك الفتاة الصغيرة ثم قال لها هذا سنا يا أم خالد هذا سنا يا أم خالد ) وهي طفلة هكذا فكناها بأم خالد ولا مانع أن نذكر بأني اقتديت بالرسول في هذا فكنيت ابنتي هذه بأم خالد فهي أم خالد.