باب " باب رحمة البهائم "
شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) وفيه بيان عموم الرحمة بالحيوان. حفظ
الشيخ : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
لا نزال في " باب رحمة البهائم " وبحثنا الآن الحديث الثمانين بعد الثلاثمئة .
وقد رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
هذا الحديث أورده المصنف رحمه الله في هذا الباب في عموم قوله عليه السلام ( ارحموا ترحموا ) أورده في باب رحمة البهائم لأن قوله عليه السلام ( ارحموا ترحموا ) يعم رحمة كل المخلوقات افتحوا الباب بأى خليه يطلع .
( ارحموا ترحموا ) يشمل رحمة البهائم أيضا ولذلك أورده المصنف تحت باب رحمة البهائم ثم قال عليه الصلاة والسلام ( واغفروا يغفر الله لكم ) وهذا كما سبق في درس ماضٍ من قول عمر رضي الله عنه قال " من لا يغفر لا يُغفر " وقلنا يومئذ أن هذه الجملة يمكن أن عمر بن الخطاب قاسها على قوله عليه السلام ( من لا يرحم لا يرحم ) وممكن أنه سمعه من الرسول عليه السلام ولكنه لم يرفعه والآن هنا يأتي الحديث من رواية عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ ( واغفروا يغفر الله لكم ) فكما أن الله عز وجل يقابل رحمة عبده لخلق من خلقه في أن يغفر الله عز وجل لعبده هذا كذلك يقابل مغفرة العبد مغفرة عبد من عباده لأحد من خلقه يقابل ذلك ربنا عز وجل بأن يغفر الله لعبده هذا أي إن الجزاء من جنس العمل ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ) هذا كلام عربي لازم نفهمه الأقماع جمع قمع هاللي بنسميه نحن باللغة العامية قمع ولفظه باللغة العربية قِمع فجمع قِمع أقماع والقمع المعروف هو الإناء المخروطي الشكل هاللي يوضع على ظرف مثلا أو وعاء كبير لإملاء هذا الوعاء بواسطته بماء أو بسائل ما فالرسول عليه السلام يقول ( ويل لأقماع القول ) تشبيه بديع جدا يدعو بالويل والويل وادٍ في جهنم تستعيذ منه جهنم من هول النار التي فيه فالرسول عليه السلام يدعو بالويل هذا لمن لجنس من الناس شبههم بأنهم كالأقماع أي من حيث أنهم يسمعون القول ولا يحفظونه فعم يفوت هالقول مثل دخول الماء في القمع ما حفظ شيء ما بقي فيه شيء فات من هون انزرب من هون راح ... الثاني فقال ( ويل لأقماع القول ) أي للناس الذين هم كالأقماع أي يجري فيهم الكلام ويسمعونه إما مثل ما بيقول العامي بيدخل من هون وبيطلع من هون .
فإذن قوله أقماع القول كناية عن أن هذا السامع للكلام وللقول لا يحفظه ولا يعيه وبالتالي هو لا يعمل به فهؤلاء شبههم الرسول عليه السلام بالأقماع اللي هي طريق لمرور القول وبس للكلام ولا يستفيد القمع من هذا الذي يمر فيه قد يمر فيه زيت قد يمر فيه سمن أي شيء نافع لكن هو سوف لا ينتفع بهذا الذي يمر فيه فدعا الرسول عليه السلام على هذا الجنس من الناس الذين يسمعون القول ثم لا يتبعونه فأقماع القول كناية بديعة جدا لهؤلاء الناس الذين يسمعون الكلام ثم لا يتعظون به ولاينتفعون به كذلك دعا لجنس آخر من الناس فقال ( ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) يعني هذا دعاء أيضا على نوع آخر من الناس متعجرفين متكبرين يصرون على خطئهم وعلى حد تعبير العامي " عينك كنت عينك " عارف حاله هو إنه مخطئ فبيكابر ويكابر وبيصر وهم يعلمون هؤلاء أيضا دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالويل.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
لا نزال في " باب رحمة البهائم " وبحثنا الآن الحديث الثمانين بعد الثلاثمئة .
وقد رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
هذا الحديث أورده المصنف رحمه الله في هذا الباب في عموم قوله عليه السلام ( ارحموا ترحموا ) أورده في باب رحمة البهائم لأن قوله عليه السلام ( ارحموا ترحموا ) يعم رحمة كل المخلوقات افتحوا الباب بأى خليه يطلع .
( ارحموا ترحموا ) يشمل رحمة البهائم أيضا ولذلك أورده المصنف تحت باب رحمة البهائم ثم قال عليه الصلاة والسلام ( واغفروا يغفر الله لكم ) وهذا كما سبق في درس ماضٍ من قول عمر رضي الله عنه قال " من لا يغفر لا يُغفر " وقلنا يومئذ أن هذه الجملة يمكن أن عمر بن الخطاب قاسها على قوله عليه السلام ( من لا يرحم لا يرحم ) وممكن أنه سمعه من الرسول عليه السلام ولكنه لم يرفعه والآن هنا يأتي الحديث من رواية عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ ( واغفروا يغفر الله لكم ) فكما أن الله عز وجل يقابل رحمة عبده لخلق من خلقه في أن يغفر الله عز وجل لعبده هذا كذلك يقابل مغفرة العبد مغفرة عبد من عباده لأحد من خلقه يقابل ذلك ربنا عز وجل بأن يغفر الله لعبده هذا أي إن الجزاء من جنس العمل ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ) هذا كلام عربي لازم نفهمه الأقماع جمع قمع هاللي بنسميه نحن باللغة العامية قمع ولفظه باللغة العربية قِمع فجمع قِمع أقماع والقمع المعروف هو الإناء المخروطي الشكل هاللي يوضع على ظرف مثلا أو وعاء كبير لإملاء هذا الوعاء بواسطته بماء أو بسائل ما فالرسول عليه السلام يقول ( ويل لأقماع القول ) تشبيه بديع جدا يدعو بالويل والويل وادٍ في جهنم تستعيذ منه جهنم من هول النار التي فيه فالرسول عليه السلام يدعو بالويل هذا لمن لجنس من الناس شبههم بأنهم كالأقماع أي من حيث أنهم يسمعون القول ولا يحفظونه فعم يفوت هالقول مثل دخول الماء في القمع ما حفظ شيء ما بقي فيه شيء فات من هون انزرب من هون راح ... الثاني فقال ( ويل لأقماع القول ) أي للناس الذين هم كالأقماع أي يجري فيهم الكلام ويسمعونه إما مثل ما بيقول العامي بيدخل من هون وبيطلع من هون .
فإذن قوله أقماع القول كناية عن أن هذا السامع للكلام وللقول لا يحفظه ولا يعيه وبالتالي هو لا يعمل به فهؤلاء شبههم الرسول عليه السلام بالأقماع اللي هي طريق لمرور القول وبس للكلام ولا يستفيد القمع من هذا الذي يمر فيه قد يمر فيه زيت قد يمر فيه سمن أي شيء نافع لكن هو سوف لا ينتفع بهذا الذي يمر فيه فدعا الرسول عليه السلام على هذا الجنس من الناس الذين يسمعون القول ثم لا يتبعونه فأقماع القول كناية بديعة جدا لهؤلاء الناس الذين يسمعون الكلام ثم لا يتعظون به ولاينتفعون به كذلك دعا لجنس آخر من الناس فقال ( ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) يعني هذا دعاء أيضا على نوع آخر من الناس متعجرفين متكبرين يصرون على خطئهم وعلى حد تعبير العامي " عينك كنت عينك " عارف حاله هو إنه مخطئ فبيكابر ويكابر وبيصر وهم يعلمون هؤلاء أيضا دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالويل.