باب : " باب الطعن في الأنساب "
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) .
وفيه بيان إثم من أنكر نسبه لسبب أو طعن في نسب آخرين. حفظ
الشيخ : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الماضي في قوله عليه الصلاة والسلام ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) فقد تكلمنا على النياحة بما يلزم وبقي علينا التفسير لقوله عليه السلام ( والطعن في الأنساب ) الطعن في الأنساب يراد به الشك في انتساب الشخص المسلم سواء كان ذكرا أو أنثى إلى أحد أبائه سواء كان من أعلى أو من أسفل من الأدنى يعني سواء شك في انتساب زيد من الناس إلى أبيه الذي خرج من صلبه أو أبيه الأعلى فهذا الطعن من المحرمات بل ذكر بعض العلماء أنه من الكبائر لأنه لازم هذا الطعن أن ينسب إلى أنه بالتعبير الشامي اليوم ابن حرام فلا شك أن هذا الطعن يكون من الكبائر ويدخل في هذا الطعن المحرم أن يكون الإنسان شريف النسب حسنيا أو حسينيا يعني منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشرف الانتساب إلى الرسول عليه السلام ليس له إلا طريق من طريقين ذلك هو طريق الحسن أو الحسين لأن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه رزق كثيرا من الأولاد وخاصة من البنات فلم تخلف إحداهن ولدا وذرية اللهم إلا فاطمة عليها الصلاة والسلام فقد خلفت من بعدها الحسن والحسين فذرية المنتسبين جميعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون من طريق فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي خلّفت الحسن والحسين فكل إنسان شريف فينتهي نسبه ولا شك إلى الحسن أو الحسين أمهما فاطمة أبوهما علي رضي الله عنهم فإذا كان هناك شخص أيضا منسوب إلى الحسن أو الحسين فلا يجوز الطعن في هذا النسب بغير علم .
ويقول الفقهاء والعلماء أن الناس مؤمّنون على أنسابهم يعني كل شخص المفروض فيه أنه صادق في قوله أبي فلان وجدي فلان و و إلى آخره فيصدّق على ما يقول حتى يقوم الدليل الذي يثبت كذب هذه الدعوى وحينئذ فكذب هذا المدعي الانتساب إلى أب ما ولو كان هذا الأب غير شريف النسب كما ذكرنا أب عادي فكثير من الناس خاصة في هذا الزمن لأنهم فتنوا بالدنيا ومظاهرها وربما ابتلوا بشيء من الثروة والغنا والجاه ويكون واقع أبيه أنه رجل صعلوك لا قيمة له في هذا المجتمع فهو يتبرأ منه حتى لا يعيّر ولا يعاب بأبيه هذا الذي لا جاه له ولا ذكر بين الناس فيتبرأ من انتسابه إلى أبيه هذا التبرؤ يقابله الطعن في نسب المنتسب فكما أن الطعن في الأنساب حرام ومن الكبائر فتبرؤ الإنسان أيضا من نسبه أيضا كبيرة من الكبائر ولذلك جاء في صحيح البخاري وغيره ( أن من رأى ما لم ير ) يعني من ادعى أنه رأى في المنام كذا وكذب ( وتبرأ من نسبه فهو من أفرى الفري ) يعني من أكذب الكذب شيئان اثنان أن يتبرأ الإنسان من نسبه وأن يزعم بأنه رأى في المنام كذا وكذا وهو لم ير شيئا فكما إنه تبرؤ الإنسان من نسبه من الكبائر فالطعن في نسب المنتسب إلى نسب ما هو أيضا من الكبائر فكما لا يجوز للمسلم أن يتبرأ من نسبه لمصلحة طبعا مزعومة كذلك لا يجوز الطعن في نسب هذا المنتسب.
وهذا الطعن كما شرحت آنفا يمكن أن يفسر بتفسيرين الطعن بصورة عامة سواء كان شريفا أو غير شريف كأن يقال فلان ماهو ابن فلان هذا معناه أنه ابن حرام أو يقال هذا بيدعي أنه منسوب وليس منسوبا أيضا هذا طعن في النسب لأن الناس مؤمّنون على أنسابهم نحن ليس علينا شيء أننا إذا قبلنا دعوى مدعي أنه منسوب إلى الحسن أو الحسين فلو فرضنا أنه كان صادقا في ذلك وطعنا في نسبه فنكون حين ذاك قد ارتكبنا كبيرة من الكبائر وإن كان كاذبا فوزره على نفسه ويكون هو ارتكب هذه المعصية الكبيرة .
فإذن الطعن في الأنساب هو من الكبائر ومن خصال الجاهلية الأولى وهذه الخصال التي كان عليها أهل الجاهلية منها التفاخر بالأنساب واحد بيقول أنا أبي فلان وجدي فلان وأنت رجل لا أصل لك ولا نسب لك ولا حسب لك فخصلتان متقابلتان الافتخار بالأنساب فهو من عمل الجاهلية والطعن في الأنساب أيضا يقابل ذلك الفخر بالأنساب فكلاهما من أعمال الجاهلية وكلاهما من المحرمات.
فينبغي على المسلم ألا يقع في شيء من هذه الخصال الجاهلية لاسيما ومن أدب الإسلام قوله عليه الصلاة والسلام ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فنسب الإنسان وإن كان له شرفه من حيث الدنيا لكنه لا يفيده شيئا في الآخرة أبدا ولذلك اشتهر عن بعض العلماء من السلف أو الشعراء الذين أوتوا شيئا من العلم حيث قال " لسنا وإن أحسابنا يوما على الأحساب نتكل " هذا معنى الأبيات " وإنما نفعل كما فعلوا " هذا هو التوجيه الإسلامي الصحيح .
فإذن لا يجوز الطعن في النسب ولا يجوز الافتخار بالنسب ولا يجوز الاعتماد أيضا على النسب لأن الذي يفيد المسلم إنما هو عمله.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الماضي في قوله عليه الصلاة والسلام ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) فقد تكلمنا على النياحة بما يلزم وبقي علينا التفسير لقوله عليه السلام ( والطعن في الأنساب ) الطعن في الأنساب يراد به الشك في انتساب الشخص المسلم سواء كان ذكرا أو أنثى إلى أحد أبائه سواء كان من أعلى أو من أسفل من الأدنى يعني سواء شك في انتساب زيد من الناس إلى أبيه الذي خرج من صلبه أو أبيه الأعلى فهذا الطعن من المحرمات بل ذكر بعض العلماء أنه من الكبائر لأنه لازم هذا الطعن أن ينسب إلى أنه بالتعبير الشامي اليوم ابن حرام فلا شك أن هذا الطعن يكون من الكبائر ويدخل في هذا الطعن المحرم أن يكون الإنسان شريف النسب حسنيا أو حسينيا يعني منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشرف الانتساب إلى الرسول عليه السلام ليس له إلا طريق من طريقين ذلك هو طريق الحسن أو الحسين لأن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه رزق كثيرا من الأولاد وخاصة من البنات فلم تخلف إحداهن ولدا وذرية اللهم إلا فاطمة عليها الصلاة والسلام فقد خلفت من بعدها الحسن والحسين فذرية المنتسبين جميعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون من طريق فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي خلّفت الحسن والحسين فكل إنسان شريف فينتهي نسبه ولا شك إلى الحسن أو الحسين أمهما فاطمة أبوهما علي رضي الله عنهم فإذا كان هناك شخص أيضا منسوب إلى الحسن أو الحسين فلا يجوز الطعن في هذا النسب بغير علم .
ويقول الفقهاء والعلماء أن الناس مؤمّنون على أنسابهم يعني كل شخص المفروض فيه أنه صادق في قوله أبي فلان وجدي فلان و و إلى آخره فيصدّق على ما يقول حتى يقوم الدليل الذي يثبت كذب هذه الدعوى وحينئذ فكذب هذا المدعي الانتساب إلى أب ما ولو كان هذا الأب غير شريف النسب كما ذكرنا أب عادي فكثير من الناس خاصة في هذا الزمن لأنهم فتنوا بالدنيا ومظاهرها وربما ابتلوا بشيء من الثروة والغنا والجاه ويكون واقع أبيه أنه رجل صعلوك لا قيمة له في هذا المجتمع فهو يتبرأ منه حتى لا يعيّر ولا يعاب بأبيه هذا الذي لا جاه له ولا ذكر بين الناس فيتبرأ من انتسابه إلى أبيه هذا التبرؤ يقابله الطعن في نسب المنتسب فكما أن الطعن في الأنساب حرام ومن الكبائر فتبرؤ الإنسان أيضا من نسبه أيضا كبيرة من الكبائر ولذلك جاء في صحيح البخاري وغيره ( أن من رأى ما لم ير ) يعني من ادعى أنه رأى في المنام كذا وكذب ( وتبرأ من نسبه فهو من أفرى الفري ) يعني من أكذب الكذب شيئان اثنان أن يتبرأ الإنسان من نسبه وأن يزعم بأنه رأى في المنام كذا وكذا وهو لم ير شيئا فكما إنه تبرؤ الإنسان من نسبه من الكبائر فالطعن في نسب المنتسب إلى نسب ما هو أيضا من الكبائر فكما لا يجوز للمسلم أن يتبرأ من نسبه لمصلحة طبعا مزعومة كذلك لا يجوز الطعن في نسب هذا المنتسب.
وهذا الطعن كما شرحت آنفا يمكن أن يفسر بتفسيرين الطعن بصورة عامة سواء كان شريفا أو غير شريف كأن يقال فلان ماهو ابن فلان هذا معناه أنه ابن حرام أو يقال هذا بيدعي أنه منسوب وليس منسوبا أيضا هذا طعن في النسب لأن الناس مؤمّنون على أنسابهم نحن ليس علينا شيء أننا إذا قبلنا دعوى مدعي أنه منسوب إلى الحسن أو الحسين فلو فرضنا أنه كان صادقا في ذلك وطعنا في نسبه فنكون حين ذاك قد ارتكبنا كبيرة من الكبائر وإن كان كاذبا فوزره على نفسه ويكون هو ارتكب هذه المعصية الكبيرة .
فإذن الطعن في الأنساب هو من الكبائر ومن خصال الجاهلية الأولى وهذه الخصال التي كان عليها أهل الجاهلية منها التفاخر بالأنساب واحد بيقول أنا أبي فلان وجدي فلان وأنت رجل لا أصل لك ولا نسب لك ولا حسب لك فخصلتان متقابلتان الافتخار بالأنساب فهو من عمل الجاهلية والطعن في الأنساب أيضا يقابل ذلك الفخر بالأنساب فكلاهما من أعمال الجاهلية وكلاهما من المحرمات.
فينبغي على المسلم ألا يقع في شيء من هذه الخصال الجاهلية لاسيما ومن أدب الإسلام قوله عليه الصلاة والسلام ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فنسب الإنسان وإن كان له شرفه من حيث الدنيا لكنه لا يفيده شيئا في الآخرة أبدا ولذلك اشتهر عن بعض العلماء من السلف أو الشعراء الذين أوتوا شيئا من العلم حيث قال " لسنا وإن أحسابنا يوما على الأحساب نتكل " هذا معنى الأبيات " وإنما نفعل كما فعلوا " هذا هو التوجيه الإسلامي الصحيح .
فإذن لا يجوز الطعن في النسب ولا يجوز الافتخار بالنسب ولا يجوز الاعتماد أيضا على النسب لأن الذي يفيد المسلم إنما هو عمله.