شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) . وفيه بيان أثر الذنوب في الفرقة بين المتحابين. حفظ
الشيخ : ثم روى حديثا صحيحا فيه معنى جديد وتشريع حديث روى بإسناده .
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما ) .
هكذا لفظ الحديث وقع في الكتاب ومن كان عنده نسخة من كتابنا هذا الأدب المفرد فعليه أن يصحح هذه الكلمة لأنه لا معنى لها قوله ( فيفرّق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما ) كتبت أنا هنا في التعليق عندي كذا أي الأصل ومر عليه الشارح الجيلاني وفي الجامع الصغير برواية المصنف ( إلا بذنب ) أي يصبح الفقرة الأخيرة بلفظ ( فيفرّق بينهما إلا بذنب ) أي بدل كلمة أول ذنب الصواب إلا بذنب يحدثه أحدهما وحينئذ يظهر معنى الحديث أي إنه إذا عاش اثنان متحابان في سبيل الله عز وجل ما شاء الله من زمن طويل مديد فلا يمكن أن يقع أن تقع الفرقة بينهما والاختلاف والتدابر إلا بذنب يحدثه أحد هذين المتحابين في الله لأنه ما كان لله فهو متصل كما يقولون فما دام أن اثنين من المسلمين أو المسلمات تحابوا في الله عز وجل ثم وقعت المقاطعة بينهما فلابد أن تكون هذه المقاطعة التي وقعت بينهما بسبب ذنب ارتكبه أحدهما فعاقبهم الله عز وجل في هذا التدابر وهذا التقاطع وغرض الحديث كما هو ظاهر الحرص من المتحابين في الله عز وجل على أن يستمرا في هذا الحب ولا يقع من أحدهما ما يخدج بهذا الحب وما يؤدي بهما إلى التقاطع هذا هو هدف الحديث .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .