ذكر بعض ما جاء في السنة مما يحصل يوم القيامة من المقاصصة والمحاسبة بعد دخول النار (الورود) والخروج منها . حفظ
الشيخ : فهؤلاء المؤمنون إذا خلصوا من النار إما أن يكونوا من الذين عُذبوا ثم خرجوا ، وإما أن يكونوا من الذين دخلوا فقط للعبرة وليس للعذاب ، هؤلاء يقول عنهم الرسول عليه السلام : ( إذا خلص المؤمنون مِن النار حُبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ) :
أُوقفوا هناك وقفة لحساب جديد يتعلق بالحقوق التي تكون للمسلم على المسلم مقاصصة محاسبة كما يقول في الحديث: ( يتقاصُّون مظالمَ بينهم في الدنيا ) .
ويبدو أن هذا التقاصص كأنه من النوع الذي سبق في علم الله عز وجل أن المظلومين يَعفُون عن الظالمين لهم ، لأن المفروض أن مثل هذا التقاصص يكون قبل دخول النار ، المفروض أن التقاصص الذي يُحاسَب عليه الإنسان ويُدان يكون قبل دخول النار ليستحق أن يبقى في النار معذباً بالمقدار الذي يستحقه ، أما بعد الخروج من النار فلماذا التقاصص ؟!
يبدو أن هذا النوع من التقاصص هو مما سبق في علم الله عز وجل أن يجري فيه التسامح بين الظالم وبين المظلوم .
وهناك حديث وإن كان إسناده ضعيفاً مِن حيثُ الرواية ولكن معناهُ مقبولاً جداً من حيثُ سَعة رحمة الله عز وجل وفضله ورحمته بعباده .
هذا الحديث يقول ما خلاصته :
( أن الناس حينما يقفون للحساب يوم القيامة ويقتص المظلوم من الظالم ويحاسبه ، يرفع بصره إلى أفق بعيد فيبدو له قصر جميلٌ جداً يأخذ بعقله ولبه فيقول : يا رب لمن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن دفع الثمن أو لمن يدفع الثمن ، قال يا رب وما ثمنه ؟ قال : أن تعفو عن أخيك ، فيقول : قد عفوت عنه فيدخله الله عز وجل الجنة مع صاحبه ) : الظالم والمظلوم بعد أن عفا المظلوم عن الظالم يدخله الله عز وجل الجنة ، فهؤلاء الذين يتقاصون بعد المرور في النار الظاهر أنهم من هذا النوع الذي سبق في علم الله عز وجل أن المظلوم يعفو عن ظالمه .
ويمكن أن يكون من النوع الآخر ، وجاء هذا أيضاً بيانه في حديث آخر ولكنه صحيح ، أَلَا وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( أتدرون مَن المـُفلس ؟ قالوا: يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا ممتاع ، قال : المفلِس فيكم مَن يأتي يوم القيامة وله حسنات كأمثال الجبال ، يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، حتى إذا لم يبق من حسناته شيء أُخذ من سيآتهم فطُرحت عليه فطُرح في النار ) :
طبعاً هذا الحديث الصحيح يمثل لنا المفلس من هؤلاء إفلاساً تاماً ، لأنه لا يخفى علينا جميعاً أنَّ الاعتداء أنواع سواء من حيث السبّ أو الشتم أو غصب المال ، فمن اغتصب مرة واحدة أو شتم مرة واحدة أو ضرب مرة واحدة لا يستوي بطبيعة الحال من كان ذلك ديدَنَه ، فهذا الذي يكون ديدنه الاعتداء على الناس بهذه الأمثلة وغيرها هو الذي سَيُؤخذ من حسناته ويؤخذ ويؤخذ حتى لا يبقى من حسناته شيء وهو لما يوف بعد ما عليه من الحقوق للمظلومين فيُؤخذ من سيئات هؤلاء المظلومين وتلقى عليه فيلقى في النار ، هذا الأسوأ ، الرسول عليه السلام يتحدث في حديث المفلس عن أسوء المفلسين .
لذلك نستطيع أن نتصور أن هناك ناس مفلسون إفلاساً أولياً أو قليلاً ، فهؤلاء حينما يقاصصون بعد الخروج من النار يبقى عندهم شيء من الزاد والاحتياط مِن الحسنات فيمكن أن يؤخذ مِن حسناتهم وتُعطى للمظلوم من أولئك الناس ، ولكن يبقى الظالم في عنده بقية من الحسنات بحيث أنه يستحق بها أن يُتابع طريقه إلى الجنة .
الشاهد : أن المقاصصة والمحاققة والمحاسبة يُستفاد مِن هذا الحديث وغيره أنها على نوعين :
نوع قبل دخول النار ، والنوع الثاني : بعد دخول النار ، هذا النوع الثاني الذي بعد دخول النار لا يستوجب أن يدخل النار مَن كان عليه شيء من الحقوق لأنه سيوفيها إما بما عنده مِن حسنات كثيرة ، وإما بأن يعفوَ عنه المظلوم الذي كان ظلمه في الحياة الدنيا .
أُوقفوا هناك وقفة لحساب جديد يتعلق بالحقوق التي تكون للمسلم على المسلم مقاصصة محاسبة كما يقول في الحديث: ( يتقاصُّون مظالمَ بينهم في الدنيا ) .
ويبدو أن هذا التقاصص كأنه من النوع الذي سبق في علم الله عز وجل أن المظلومين يَعفُون عن الظالمين لهم ، لأن المفروض أن مثل هذا التقاصص يكون قبل دخول النار ، المفروض أن التقاصص الذي يُحاسَب عليه الإنسان ويُدان يكون قبل دخول النار ليستحق أن يبقى في النار معذباً بالمقدار الذي يستحقه ، أما بعد الخروج من النار فلماذا التقاصص ؟!
يبدو أن هذا النوع من التقاصص هو مما سبق في علم الله عز وجل أن يجري فيه التسامح بين الظالم وبين المظلوم .
وهناك حديث وإن كان إسناده ضعيفاً مِن حيثُ الرواية ولكن معناهُ مقبولاً جداً من حيثُ سَعة رحمة الله عز وجل وفضله ورحمته بعباده .
هذا الحديث يقول ما خلاصته :
( أن الناس حينما يقفون للحساب يوم القيامة ويقتص المظلوم من الظالم ويحاسبه ، يرفع بصره إلى أفق بعيد فيبدو له قصر جميلٌ جداً يأخذ بعقله ولبه فيقول : يا رب لمن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن دفع الثمن أو لمن يدفع الثمن ، قال يا رب وما ثمنه ؟ قال : أن تعفو عن أخيك ، فيقول : قد عفوت عنه فيدخله الله عز وجل الجنة مع صاحبه ) : الظالم والمظلوم بعد أن عفا المظلوم عن الظالم يدخله الله عز وجل الجنة ، فهؤلاء الذين يتقاصون بعد المرور في النار الظاهر أنهم من هذا النوع الذي سبق في علم الله عز وجل أن المظلوم يعفو عن ظالمه .
ويمكن أن يكون من النوع الآخر ، وجاء هذا أيضاً بيانه في حديث آخر ولكنه صحيح ، أَلَا وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( أتدرون مَن المـُفلس ؟ قالوا: يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا ممتاع ، قال : المفلِس فيكم مَن يأتي يوم القيامة وله حسنات كأمثال الجبال ، يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، حتى إذا لم يبق من حسناته شيء أُخذ من سيآتهم فطُرحت عليه فطُرح في النار ) :
طبعاً هذا الحديث الصحيح يمثل لنا المفلس من هؤلاء إفلاساً تاماً ، لأنه لا يخفى علينا جميعاً أنَّ الاعتداء أنواع سواء من حيث السبّ أو الشتم أو غصب المال ، فمن اغتصب مرة واحدة أو شتم مرة واحدة أو ضرب مرة واحدة لا يستوي بطبيعة الحال من كان ذلك ديدَنَه ، فهذا الذي يكون ديدنه الاعتداء على الناس بهذه الأمثلة وغيرها هو الذي سَيُؤخذ من حسناته ويؤخذ ويؤخذ حتى لا يبقى من حسناته شيء وهو لما يوف بعد ما عليه من الحقوق للمظلومين فيُؤخذ من سيئات هؤلاء المظلومين وتلقى عليه فيلقى في النار ، هذا الأسوأ ، الرسول عليه السلام يتحدث في حديث المفلس عن أسوء المفلسين .
لذلك نستطيع أن نتصور أن هناك ناس مفلسون إفلاساً أولياً أو قليلاً ، فهؤلاء حينما يقاصصون بعد الخروج من النار يبقى عندهم شيء من الزاد والاحتياط مِن الحسنات فيمكن أن يؤخذ مِن حسناتهم وتُعطى للمظلوم من أولئك الناس ، ولكن يبقى الظالم في عنده بقية من الحسنات بحيث أنه يستحق بها أن يُتابع طريقه إلى الجنة .
الشاهد : أن المقاصصة والمحاققة والمحاسبة يُستفاد مِن هذا الحديث وغيره أنها على نوعين :
نوع قبل دخول النار ، والنوع الثاني : بعد دخول النار ، هذا النوع الثاني الذي بعد دخول النار لا يستوجب أن يدخل النار مَن كان عليه شيء من الحقوق لأنه سيوفيها إما بما عنده مِن حسنات كثيرة ، وإما بأن يعفوَ عنه المظلوم الذي كان ظلمه في الحياة الدنيا .