حديث الشيخ عن المهنة التي تعلمها في صغره . حفظ
الشيخ : ثم في الوقت نفسِه كنتُ أتعاطى مهنة النِّجارة والتي تُسمَّى اليوم بالنِّجارة العربية، وتخرَّجتُ مِن معلِّمين اثنين في النِّجارة ، أحدهما خالي اسمه إسماعيل - رحمه الله - عملت معه سنتين ، والآخر سوري يعرف بـ أبو محمد أيضًا عملت معه سنتين ، وكان عملي معهما في الغالب في تصليح وترميم البيوت القديمة ، لأن البيوت القديمة في الشام كانت مِن الخشب واللَّبن ، فكانت مع مُضِيِّ الزمن والأمطار والثلوج ونحو ذلك تنهار بعض الجوانب من تلك الدور ، فتحتاج إلى نجَّار عربي يُصلِحها ، فكنت أخرج معه ، ففي أيام الشتاء في الغالب كنا لا نستطيع أن نعمل شيئًا ، فأمرُّ على والدي ، وكان يتعاطى مهنة تصليح الساعات من بلده ، ذات يوم قال لي وقد رجعت من معلِّمي ، وقد شعر بأنّه لا يوجد عمل في ذاك اليوم ، لأن الجو كان غائمًا قال : الظاهر ما في شغل اليوم ؟ قلت له : نعم ، ما في شغل ، قال : شو رأيك أنا شايف هالشغلة هذه ما هي شغلة ولا هي مهنة ، شو رأيك تشتغل عندي ؟ قلت له : كما تريد ، قال لي : يالله اصعد ، كانت دكانته مرتفعة شوي عن الأرض ، كان يخشى مِن الرطوبة ، من يومها لزمتُه حتى تخرَّجت في المهنة مِن عنده ، وفتحتُ دكَّانًا خاصّة بي ، وهكذا .