مخالفة الشيخ الألباني لأبيه في مسألة الصلاة في مسجد بني أمية لما فيه من القبور . حفظ
الشيخ : ولقد كان مِن عادته -رحمه الله- أن يصلي في مسجد بني أمية ، وكان متأثرًا ببعض الأقوال والآثار المذكورة في كتب الحنفية في فضل الصلاة في مسجد بني أُمية ، مِن ذلك مثلاً ما جاء في الكتاب الأخير من كتب الحنفية المعتمدة : * حاشية ابن عابدين * : " ذكر فيه عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد بني أمية بسبعين ألف صلاة " ، أنا ما كنت أَعقل هذه الفضيلة لمثل هذا المسجد المــــُحدث بعد الرسول عليه السلام ، وما كان عندي استعداد أن أتقبَّل مثل هذه المبالغة في الفضيلة فطرةً ، ثم تمضي الأيام مع السنين ويصل بَحثي ودراستي إلى أن أدرس أكبر تاريخ إسلامي معروف وهو * تاريخ دمشق * لابن عساكر ، وهذا الأثر المذكور في * حاشية ابن عابدين * في فضيلة المسجد الأموي مَعزوٌ لابن عساكر ، وهكذا متفقِّهة آخر الزمان يُقنعهم أن يكون الحديث معزوًّا ولو لابن عساكر حتى يُصبحَ كما تقول العامة : حديث مُثبت ، فلما تمكَّنتُ -هذا طبعًا بعد سنين- وصل بي الدور إلى دراسة مخطوطات المكتبة الظاهرية كلها .
السائل : سنة كم دا كان يا شيخ ؟
الشيخ : ما أحفظ سنوات ، ولا ، والسبب في ذلك أنني لستُ طالب علم على الطريقة النظامية ، بحيث يوجِّهني موجِّه أنّك أنت سجِّل ، ما كان عندي هالخاطرة إطلاقًا ، فلمَّا وصل بي البحث والدراسة إلى * تاريخ ابن عساكر * مررتُ عليه كله ، وموجود منه في المكتبة الظاهرية سبعة عشر مجلد ، كل مجلد ضخم هكذا ، مرَّ بي هذا الأثر .
السائل : مسجد بني أمية ؟
الشيخ : آه ، وإذا الإسناد إليه ظلمات بعضها فوق بعض ! فقلت : سبحان الله ! كيف هؤلاء الفقهاء بسبب إهمالهم لدراستهم للحديث يروون أثرًا أولًا : لو صحَّ السند إليه فهو كما تعلم في علم الحديث مُعضل !
السائل : نعم.
الشيخ : فكيف والسند إليه كما قلنا ظلمات بعضها فوق بعض ؟!
وبذلك يعني يسيئون من حيث يريدون الإحسان .
ثم اطَّلعت على قصة دفن يحيى عليه السلام أو قبر يحيى عليه السلام المزعوم في مسجد بني أمية ، قرأت ذلك في * تاريخ ابن عساكر * أيضًا .
المهم وصلَ بي البحث إلى أن الصلاة في مسجد بني أُمية لا تجوز ، انظر هذا الصوفي السلفي !
السائل : يعني وحُقَّ له !
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ما بعرف كيف يجتمعان في شخص ؟!
من يحترم شيخه على طريقة الصوفية ، لكن هو سلفي .
السائل : أي نعم.
الشيخ : المقصود تبيَّن لي أن الصلاة في هذا المسجد لا تصحُّ ، وما وصلت إلى ذلك طَفرَة ، بل على تدرُّج وتمهُّل ، تكونت هذه الفكرة في اجتهادي ، فأحببتُ أن آخذ رأي بعض المشايخ ، منهم أبي ، ومنهم الشيخ البرهاني ، ففي يوم من الأيام بعدما صليت عنده الظهر يمكن والله أعلم ، أسررت إليه بأنّ أنا تبيَّن لي أنّ الصلاة في مسجد فيه قبر لا تصح .
السائل : أسررت للوالد ؟
الشيخ : لا ، البرهاني أقول ، قال : اكتب الأشياء التي أنت حصلتها ، فكتبت وقدمتها إليه يمكن في ثلاث صفحات أو أربع صفحات ، كان الوقت فيما يغلب على ظنِّي يومئذٍ في شهر رمضان ، فلما قدَّمت الورقات هذه إليه قال لي : إن شاء الله بعد العيد بعطيك الجواب ، بعد العيد قال لي : كل هذا الذي كتبته وجمعته لا قيمة له ، قلت له : ليش متعجِّبًا ؟! قال : لأنَّ هذه الكتب التي أنت نقلتَ منها هذه كتب غير معتمدة عندنا .
السائل : عندنا !؟
الشيخ : إي ، المعتمد عندنا * مراقي الفلاح * ، * حاشية ابن عابدين * وبس يعني ! أنا نقلت له من * مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار * لابن ملك ، وهو حنفي ، نقلت له من * مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح * لملا علي قاري ، وهو حنفي ، وما عَاد أذكر نصوص أخرى ، نبذها نبذ النواة ، وقال : هذه لا قيمة لها ، على أنَّ هناك أحاديث كنتُ جمعتها له فلم يعبأ بها ، ولم يرفع إليها رأسًا ، وقال : نحن مرجعنا في الدين هو كتب الفقه فقط ليس كتب الحديث ، وعلى هذا النمط كان موقف والدي أيضًا ، وكان ذلك نواة لتأليف كتابي * تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد * .
والمهم أنَّ من عيوبي التي يظنُّها بعض الناس أنني لا أُريد أن يُخالفَ فعلي قولي ، فما دام تبنَّيت أن الصلاة في المساجد المبنيَّة على القبور لا تجوز فإذًا أنا لازم ما عاد روح مع والدي إلى مسجد بني أُمية ، وهكذا كان ، طبعاً هذا أزعجه وأغضبه ، لكنه أسرَّها في نفسه .
السائل : سنة كم دا كان يا شيخ ؟
الشيخ : ما أحفظ سنوات ، ولا ، والسبب في ذلك أنني لستُ طالب علم على الطريقة النظامية ، بحيث يوجِّهني موجِّه أنّك أنت سجِّل ، ما كان عندي هالخاطرة إطلاقًا ، فلمَّا وصل بي البحث والدراسة إلى * تاريخ ابن عساكر * مررتُ عليه كله ، وموجود منه في المكتبة الظاهرية سبعة عشر مجلد ، كل مجلد ضخم هكذا ، مرَّ بي هذا الأثر .
السائل : مسجد بني أمية ؟
الشيخ : آه ، وإذا الإسناد إليه ظلمات بعضها فوق بعض ! فقلت : سبحان الله ! كيف هؤلاء الفقهاء بسبب إهمالهم لدراستهم للحديث يروون أثرًا أولًا : لو صحَّ السند إليه فهو كما تعلم في علم الحديث مُعضل !
السائل : نعم.
الشيخ : فكيف والسند إليه كما قلنا ظلمات بعضها فوق بعض ؟!
وبذلك يعني يسيئون من حيث يريدون الإحسان .
ثم اطَّلعت على قصة دفن يحيى عليه السلام أو قبر يحيى عليه السلام المزعوم في مسجد بني أمية ، قرأت ذلك في * تاريخ ابن عساكر * أيضًا .
المهم وصلَ بي البحث إلى أن الصلاة في مسجد بني أُمية لا تجوز ، انظر هذا الصوفي السلفي !
السائل : يعني وحُقَّ له !
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ما بعرف كيف يجتمعان في شخص ؟!
من يحترم شيخه على طريقة الصوفية ، لكن هو سلفي .
السائل : أي نعم.
الشيخ : المقصود تبيَّن لي أن الصلاة في هذا المسجد لا تصحُّ ، وما وصلت إلى ذلك طَفرَة ، بل على تدرُّج وتمهُّل ، تكونت هذه الفكرة في اجتهادي ، فأحببتُ أن آخذ رأي بعض المشايخ ، منهم أبي ، ومنهم الشيخ البرهاني ، ففي يوم من الأيام بعدما صليت عنده الظهر يمكن والله أعلم ، أسررت إليه بأنّ أنا تبيَّن لي أنّ الصلاة في مسجد فيه قبر لا تصح .
السائل : أسررت للوالد ؟
الشيخ : لا ، البرهاني أقول ، قال : اكتب الأشياء التي أنت حصلتها ، فكتبت وقدمتها إليه يمكن في ثلاث صفحات أو أربع صفحات ، كان الوقت فيما يغلب على ظنِّي يومئذٍ في شهر رمضان ، فلما قدَّمت الورقات هذه إليه قال لي : إن شاء الله بعد العيد بعطيك الجواب ، بعد العيد قال لي : كل هذا الذي كتبته وجمعته لا قيمة له ، قلت له : ليش متعجِّبًا ؟! قال : لأنَّ هذه الكتب التي أنت نقلتَ منها هذه كتب غير معتمدة عندنا .
السائل : عندنا !؟
الشيخ : إي ، المعتمد عندنا * مراقي الفلاح * ، * حاشية ابن عابدين * وبس يعني ! أنا نقلت له من * مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار * لابن ملك ، وهو حنفي ، نقلت له من * مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح * لملا علي قاري ، وهو حنفي ، وما عَاد أذكر نصوص أخرى ، نبذها نبذ النواة ، وقال : هذه لا قيمة لها ، على أنَّ هناك أحاديث كنتُ جمعتها له فلم يعبأ بها ، ولم يرفع إليها رأسًا ، وقال : نحن مرجعنا في الدين هو كتب الفقه فقط ليس كتب الحديث ، وعلى هذا النمط كان موقف والدي أيضًا ، وكان ذلك نواة لتأليف كتابي * تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد * .
والمهم أنَّ من عيوبي التي يظنُّها بعض الناس أنني لا أُريد أن يُخالفَ فعلي قولي ، فما دام تبنَّيت أن الصلاة في المساجد المبنيَّة على القبور لا تجوز فإذًا أنا لازم ما عاد روح مع والدي إلى مسجد بني أُمية ، وهكذا كان ، طبعاً هذا أزعجه وأغضبه ، لكنه أسرَّها في نفسه .