مخالفة الشيخ الألباني لأبيه في مسألة الجماعة الثانية في المسجد ، حيث كان يرى عدم جواز ذلك بخلاف والده. حفظ
الشيخ : جاءت مسألة أخرى خالفتُ القومَ فيها ، وهي : الجماعة الثانية في المسجد ، المسجد الذي كان أبي بِجواره واسمه * جامع التوبة * كان يؤمُّ فيه الشيخ البرهاني ، وبِحكم الجوار كان إذا غاب الشيخ سعيد وكَّل والدي بأن يصلي نيابةً عنه ، في هذا المسجد محرابان وإمامان ، إمام حنفي هو البرهاني ، وإمام شافعي كان يتغيَّب .
السائل : وجماعتان في وقت واحد ؟
الشيخ : لا ، أردتُ أن أقول لك : في العهد العثماني كان يصلي الإمام الحنفي قبل الإمام الشافعي ، سواء في المسجد الأكبر المسجد الأموي أو في غيره من المساجد كمسجد التوبة هذا ، ثم لما تولى رياسة الجمهورية السورية الشيخ تاج الدين الذي هو ابن الشيخ بدر الدين الحسيني ، المعروف بأنه كان محدِّثًا في عصره ، فهو بالنظر إلى أنه كان شافعيَّ المذهب فأصدر أمره السامِي بأن يصلي الإمام الشافعي قبل الإمام الحنفي ، وهكذا نُفِّذ كما هو طبيعة الأمر هذا الصادر مِن ولي الأمر كما يقولون ، نُفِّذ هذا النظام في كل المساجد ، ومنها مسجد التوبة ، فكان الإمام الشافعي يُصلي قبل البرهاني الحنفي ، فأنا لما تفقَّهت وعرفتُ أن الجماعة الثانية لا أصل لها في السنة صِرت أصلي وراء الإمام الشافعي ، الإمام الأول ، وهذا تقوم قيامة والدي بسبب هذه المخالفة ، أولًا : لمذهبه ، وثانيًا : لفعله ، فإنه يتأخَّر ليصلي مع الإمام الحنفي البرهاني ، لكن هو ماضٍ في سبيله ، وأنا ماضٍ في سبيلي ، ثم سافر الشيخ البرهاني في حجٍّ أو عمرة ما أذكر ، فأنابَ والدي بأن يصليَ مكانه ، فكنتُ لا أصلي خلفه ، لأنّ ما في فرق عندي بين البرهاني وبين والدي ، لأنهما كل منهما يتأخر عن الجماعة الأولى ، فكنت أَدع والدي يصلي الجماعة الثانية ، وأُصلي مع الإمام الأول أنا ، ثم جاءت فيما بعد كما يقال: " ضِغثًا على إبَّالة " واقتضى لوالدي أن يغيب عن البلد يوماً أو يومين ، فطلب منِّي أن أصلي بديله ، يعني الجماعة الثانية ، فأبيتُ عليه ، وقلتُ : أنت تعرف رأيي في الموضوع ، وصعب جدًّا أن أخالف رأيي .