تتمة كلام الشيخ حول التوفيق بين عمله وطلبه للعلم وشيء من سيرته. حفظ
الشيخ : ثم في فترة من فترات العمل في الدكان كان تعرَّف عليَّ رجل فلسطيني من المهاجرين إلى دِمشق ، فعرضَ عليَّ أن يضع ابنا له ليتعلم المهنة ، قلت له : أنا أخي ما عندي مانع ، بس أنا إلي شروط ، أول شرط :
أنّه ما بيجوز يعمل شهرين ثلاثة يأخذ مبادئ العلم في الوقت الذي أنا بكون ما بستفيد منه شيء إطلاقًا ، لأنه بكون جهدي كله موجَّه إلى تعليمه ، فإذا ما شعر بشيء مِن العلم ولَّى الأدبار وتركني قد استفاد ولم يُفدني شيئاً ، والرجل كنت أظن فيه الخير فوعدني خيرًا ، وفعلًا هذا الأجير بقيَ عندي سنين حتى قلتُ : باستطاعتك الآن أنت أن تستقل تفتح دكانًا ، ففتح دكانًا في قرية اسمها * القابون * هناك حيث كان ساكناً هو وأبيه .
السائل : كان طالب علم ؟
الشيخ : لا ما كان طالب علم .
السائل : علم الساعات .
الشيخ : إي الساعات ، فالمهم هذا كان أيضًا يُعنيني ، أهيِّئ له الساعات والأشياء التي هو لا يستطيعها ، فتوفَّر أيضاً بواسطته شيء من الوقت لي ، فبهذه الصورة كنت يعني وفَّرت وقتًا طويلًا لدراسة العلم وبواسطة المكتبة الظاهرية .
وكذلك كان مما يسَّر الله لي بعض المكاتب الخاصة التي تبيع الكتب للناس ، فكانت تُعيرني ما ليس عندي ، وأنا ليس عندي شيء ، لأني ناشئ وما عندي ولا كتاب ، ولا أستطيع أن أشتري كتب ، فكنت آخذ الكتاب والكتابين والأكثر من ذلك من المكاتب الخاصة ، وأدعها عندي في الدكان حتى إذا لم يبقَ عند المعير نسخة أخرى وجاء شخص يريد أن يشتري التي عندي يرسل لي خبر فأرسل إليه النسخة ، وقد تبقى النسخة عندي سنين لا أحد يطلبها ، خاصة علم الحديث كما تعلم هو كان أمراً مهجورًا ما في رغاب فيه ، فمكتبة الظاهرية ، مكتبة القصيباتي ، مكتبة العربية الهاشمية ، كانوا أيضًا من الأسباب التي سخَّرها الله لي حتى انتفعت بكتبهم كما لو كانت من ممتلكاتي .
السائل : أستاذي !
الشيخ : وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
السائل : أستاذي بخصوص الورقة التي كانت ضائعة مرة .
الشيخ : نعم هو يعرف قصتها لأنها مسجلة في مقدمة فهرس المخطوطات الظاهرية .
السائل : ما وقفت عليها .
الشيخ : الفهرس ما عندك ؟
السائل : ما وقفت عليه .
الشيخ : فهرس المكتبة الظاهرية ؟!
السائل : نعم هو لكم ليس عندنا في مصر إطلاقاً ولا يُعرف .
الشيخ : آه إذن أنت أحق الناس ، عندي نسختين فممكن أعطيك نسخة منها .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
الشيخ : إن شاء الله ما دام ما عندكم .
السائل : طيب ممكن أن تسرد لي آخذها سماعاً .
الشيخ : كيف ؟
السائل : حكاية الورقة هذه .
الشيخ : كمان هنا في علو ؟!
السائل : آخذها سماعاً .
الشيخ : هذه قصة عجيبة ، لكن ما في وقت يا أستاذ ، أجلها لمرة أخرى إن شاء الله أعطيهم خبر ، صارت الساعة التاسعة خلص إن شاء الله في فرصة أخرى إن شاء الله .
السائل : طيب بالنسبة لفهرس الظاهرية ؟!
الشيخ : بالنسبة إيش ؟
السائل : لفهرس .
سائل آخر : اشرب قهوة يا أستاذي .
الشيخ : قلها صارت الساعة تسعة .
السائل : بيقول بيشربوا قهوة .
الشيخ : بيخلصوا هو فنجان .
السائل : زي ما قلت للدكتور عصام لما كنت مريض من غير اليوم الحمد لله على سلامتكم .
الشيخ : إي .
السائل : قلت له تشاطرت علي هلأ.
السائل : كيف أصبح شيخنا ؟
الشيخ : الحمد لله بخير .
السائل : جزاك الله خير على الكتاب يا شيخ .
الشيخ : ولك مثل ذلك وخير من ذلك .
السائل : طيب إن شاء الله نكمل الترجمة ؟
الشيخ : كما تريد .