قرأت في بعض كتبكم أنه كان لكم حجرة مخصصة في المكتبة الظاهرية ، كيف توصلتم إلى هذه المرتبة مع أن ذلك صعب ؟ حفظ
السائل : طيب من الأمور التي قرأتها في بعض الكتب لكم ، أن لكم حجرة مخصصة في المكتبة الظاهرية .
الشيخ : هو كذلك .
السائل : نعم ، كيف توصَّلتم إلى هذه المرتبة مع أن هذه تكاد تكون صعبة ؟
الشيخ : في البلاد الإسلامية !
السائل : نعم .
الشيخ : هههههه هذا صحيح ، لا أذكر الآن جيِّدًا ، هو إمَّا أن يكون بسبب شعور المسؤولين في المكتبة الظاهرية أَنّي أنا رجل علم ، هاوي للعلم ، فكنت أجلس في القاعة العامة فأقول : يا أبو مهدي أَعطني -طبعًا بوصل- الكتاب الفلاني المخطوط يعني ، فلا أكاد أنتهي منه إلا أطلب كتاب ثاني وثالث ورابع ، وأنت تعلم أن هذا غير مُتَّبع في المكاتب .
السائل : أي نعم.
الشيخ : فأحيانا كان يجتمع عندي كوم من المخطوطات على الطاولة ، والطاولة وُضعت لأربعة أشخاص ، اثنين في هذه الجهة ، واثنين في الجهة الأخرى ، فبحكم هذا الواقع كان لا يستطيع أحد من الطلاب أن يأتي ليشاركني في الجلوس على هذه الطاولة ، بلا شك هذا يوجد شيء من الاعتراض مِن الطلبة ، فالظاهر أنهم يذكرون للإدارة ، يدخل الطالب أو الطلاب بدهم مكان ما بيلاقوا مكان ، خاصَّة في أوقات الامتحان ، فكأنَّ المسؤولين هناك وجدوا حلًّا للمشكلة ، عندهم غرفة مظلمة لا تصلح لجمع الحطب وتكديس الحطب فيها ، فعرضوا عليَّ ذلك ، قلت في نفسي كما أقول لإخوانا : أنا رجل ما بلقى مزح ، وأنا ما بهمّني قضيَّة أنّها صحِّيّة وما صحِّيًة.
الخلاصة : جعلوني في هذه الغرفة ، ووضعوا لي ما أحتاج من الكتب كمراجع حتى ما أُتعب الموظَّفين هناك هات الكتاب الفلاني وخذ الكتاب الفلاني ، حتى بعض المخطوطات يعني تركوها عندي ، هذا الاحتمال الأول ، وهو الأغلب في ظني لأنّه بعُد العهد عنِّي .
الاحتمال الثاني: أنَّ كلية الشريعة في الجامعة السورية عملوا الظاهر اجتماعات عديدة ، وقرَّروا بينهم أن يضعوا نَواة لموسوعة الحديث ، ومع الأسف أقول : لا يجدون مِن دكاترتهم مَن يقوم بهذا الأمر ، فأرسلوا خلفي للتداول في موضوع عِلمي هام ، فالتقيت معهم في الجامعة ، فعرضوا عليَّ الفكرة وطلبوا مِني أن أعمل في منهج وضعوه هم ، وبعد المداولة في الموضوع اتفقتُ معهم على أن أعمل لهم في كلّ يوم أربع ساعات ، وبقية الساعات لعملي الخاص ، وبشرط أن يُسمح لي في المكتبة الظاهرية بالدخول في أيِّ وقت شئت من ليل أو نهار ، لا يخفاك أن هناك نظام ، تفتح الدائرة أو المكتبة الساعة ثمانية مثلًا صباحًا ، الساعة اثنا عشر ينتهي الدوام ، الساعة الرابعة يبتدئ الدوام المسائي ، ينتهي الساعة تسعة مثلًا ، فقلت لهم : إذا كان يعني المسؤولين في المكتبة يسمحون لي بذلك فأنا أُعطيكم كل يوم أربع ساعات ، قالوا : نحن نتكلم مع المدير المسؤول هناك ، وفعلًا وأنا في هذه الغرفة المظلمة كنت أُشرف على الداخل والخارج ، وأنا لا أُرى لأنها لا تُلفت النظر .
السائل : فكيف كنت تكتب ؟
الشيخ : في نور طبعاً كهرباء .
السائل : آه، نعم .
الشيخ : آه نعم ، المهم جاء أظن يومئذٍ ما عاد أذكر السباعي ، مصطفى السباعي أو محمد المبارك وصعد إلى المدير المسؤول وتكلم في الموضوع ، فأرسلوا خلفي وقالوا : نحن اتفقنا مع المدير على أن يأمر الآذن الحارس أنّه كلما جئت أنت يفتح لك الباب ، فمفتاح المكتبة بجيبي ، الباب الرسمي طبعًا الحارس ، فكنت أدق الجرس قبل الساعة الثامنة ، أصلي الصبح في الدار وأنطلق إلى المكتبة ، فيفتح لي وقد استيقظ مِن نومه ، يعني مضطرًّا مُكرهًا ، وهكذا وفَّرت أربع ساعات لهم ، فكنتُ أعمل في مشروع موسوعة أحاديث البيوع ، لعلَّك تذكر أنني أعزو إلى هذا المشروع أحيانًا .
السائل : تم يا شيخنا ؟
الشيخ : لا ، ما تم ، أو تم له بحثٌ آخر .
الشاهد : الآن أنا الحقيقة ما أستطيع أن أقطع هل بهذه المناسبة فرغوا لي هذه الغرفة أم من قبل ذلك وهذا الذي يترجَّح عندي ، إنما أعطوني هذا الإذن الخاص في الدخول متى شئت من ليل أو نهار ، فهذه قصة الغرفة هذه التي تفرَّدت بها دون كل المراجعين هناك .
الشيخ : هو كذلك .
السائل : نعم ، كيف توصَّلتم إلى هذه المرتبة مع أن هذه تكاد تكون صعبة ؟
الشيخ : في البلاد الإسلامية !
السائل : نعم .
الشيخ : هههههه هذا صحيح ، لا أذكر الآن جيِّدًا ، هو إمَّا أن يكون بسبب شعور المسؤولين في المكتبة الظاهرية أَنّي أنا رجل علم ، هاوي للعلم ، فكنت أجلس في القاعة العامة فأقول : يا أبو مهدي أَعطني -طبعًا بوصل- الكتاب الفلاني المخطوط يعني ، فلا أكاد أنتهي منه إلا أطلب كتاب ثاني وثالث ورابع ، وأنت تعلم أن هذا غير مُتَّبع في المكاتب .
السائل : أي نعم.
الشيخ : فأحيانا كان يجتمع عندي كوم من المخطوطات على الطاولة ، والطاولة وُضعت لأربعة أشخاص ، اثنين في هذه الجهة ، واثنين في الجهة الأخرى ، فبحكم هذا الواقع كان لا يستطيع أحد من الطلاب أن يأتي ليشاركني في الجلوس على هذه الطاولة ، بلا شك هذا يوجد شيء من الاعتراض مِن الطلبة ، فالظاهر أنهم يذكرون للإدارة ، يدخل الطالب أو الطلاب بدهم مكان ما بيلاقوا مكان ، خاصَّة في أوقات الامتحان ، فكأنَّ المسؤولين هناك وجدوا حلًّا للمشكلة ، عندهم غرفة مظلمة لا تصلح لجمع الحطب وتكديس الحطب فيها ، فعرضوا عليَّ ذلك ، قلت في نفسي كما أقول لإخوانا : أنا رجل ما بلقى مزح ، وأنا ما بهمّني قضيَّة أنّها صحِّيّة وما صحِّيًة.
الخلاصة : جعلوني في هذه الغرفة ، ووضعوا لي ما أحتاج من الكتب كمراجع حتى ما أُتعب الموظَّفين هناك هات الكتاب الفلاني وخذ الكتاب الفلاني ، حتى بعض المخطوطات يعني تركوها عندي ، هذا الاحتمال الأول ، وهو الأغلب في ظني لأنّه بعُد العهد عنِّي .
الاحتمال الثاني: أنَّ كلية الشريعة في الجامعة السورية عملوا الظاهر اجتماعات عديدة ، وقرَّروا بينهم أن يضعوا نَواة لموسوعة الحديث ، ومع الأسف أقول : لا يجدون مِن دكاترتهم مَن يقوم بهذا الأمر ، فأرسلوا خلفي للتداول في موضوع عِلمي هام ، فالتقيت معهم في الجامعة ، فعرضوا عليَّ الفكرة وطلبوا مِني أن أعمل في منهج وضعوه هم ، وبعد المداولة في الموضوع اتفقتُ معهم على أن أعمل لهم في كلّ يوم أربع ساعات ، وبقية الساعات لعملي الخاص ، وبشرط أن يُسمح لي في المكتبة الظاهرية بالدخول في أيِّ وقت شئت من ليل أو نهار ، لا يخفاك أن هناك نظام ، تفتح الدائرة أو المكتبة الساعة ثمانية مثلًا صباحًا ، الساعة اثنا عشر ينتهي الدوام ، الساعة الرابعة يبتدئ الدوام المسائي ، ينتهي الساعة تسعة مثلًا ، فقلت لهم : إذا كان يعني المسؤولين في المكتبة يسمحون لي بذلك فأنا أُعطيكم كل يوم أربع ساعات ، قالوا : نحن نتكلم مع المدير المسؤول هناك ، وفعلًا وأنا في هذه الغرفة المظلمة كنت أُشرف على الداخل والخارج ، وأنا لا أُرى لأنها لا تُلفت النظر .
السائل : فكيف كنت تكتب ؟
الشيخ : في نور طبعاً كهرباء .
السائل : آه، نعم .
الشيخ : آه نعم ، المهم جاء أظن يومئذٍ ما عاد أذكر السباعي ، مصطفى السباعي أو محمد المبارك وصعد إلى المدير المسؤول وتكلم في الموضوع ، فأرسلوا خلفي وقالوا : نحن اتفقنا مع المدير على أن يأمر الآذن الحارس أنّه كلما جئت أنت يفتح لك الباب ، فمفتاح المكتبة بجيبي ، الباب الرسمي طبعًا الحارس ، فكنت أدق الجرس قبل الساعة الثامنة ، أصلي الصبح في الدار وأنطلق إلى المكتبة ، فيفتح لي وقد استيقظ مِن نومه ، يعني مضطرًّا مُكرهًا ، وهكذا وفَّرت أربع ساعات لهم ، فكنتُ أعمل في مشروع موسوعة أحاديث البيوع ، لعلَّك تذكر أنني أعزو إلى هذا المشروع أحيانًا .
السائل : تم يا شيخنا ؟
الشيخ : لا ، ما تم ، أو تم له بحثٌ آخر .
الشاهد : الآن أنا الحقيقة ما أستطيع أن أقطع هل بهذه المناسبة فرغوا لي هذه الغرفة أم من قبل ذلك وهذا الذي يترجَّح عندي ، إنما أعطوني هذا الإذن الخاص في الدخول متى شئت من ليل أو نهار ، فهذه قصة الغرفة هذه التي تفرَّدت بها دون كل المراجعين هناك .