إذا كان الإمام حنفياً فهل أتابعه على ترك تكبيرات الإنتقال ؟ حفظ
السائل : ولكن يا شيخنا يرد إشكال هنا : نفترض أن الإمام كان حنفيًّا فيرى أن من السنة الرفع في التكبيرات الأولى ، فهل أنا أتابعه على ترك التكبيرات الانتقالية ؟
الشيخ : أنا أُجيبك عن هذا بكلامي السابق ، لكن هل انتهينا من المثال السابق أو الأسبق ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : نعم ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : ما في عندك شيء ملاحظة أو شيء حتى نستفيدها ؟
السائل : سبحان الله !
الشيخ : والحمد لله .
السائل : ربما أنا آتي لأستفيد يعني .
الشيخ : وأنت جئت أيضًا لا تُحسن أن تفيد ؟
السائل : إن كان عندي شيء يعني .
الشيخ : هذا الذي نسأل عنه .
نعم ينبغي متابعة الإمام الحنفي الذي لا يرفع يديه ، وعلى ذلك طرِّد المسألة إلا في حدود مَن كان جاهلًا ، لا هو مجتهد ولا هو متَّبع ولا هو مقلِّد لإمام مُتَّبَع ، وبخاصة إذا كان يُخالف مذهبه ، فمثلًا مِن الأوضح في مثالك السابق : حنفي لا يرفع يديه ، شافعي لا يرفع يديه ، لكن هذا مُهملٌ ، هذا لا يُتَّبع ، لأنه يخالف السنة في مذهبه ، أما الحنفي فيعتقد أنه هكذا السنة ، وليس يهمنا أن ندقِّق أنّ هذا الحنفي الذي لا يرفع هو خالف السنة أم لم يخالف ، لأننا مأمورون باتباع الإمام أصاب أم أخطأ ، لكن في حالة واحدة كما ضربت مثلاً بالنسبة للإمام الشافعي يُهمل السنة ولا يتَّبعها فهذا لا نتَّبعه ، بخلاف الإمام الحنفي ، لأنك تستطيع أن تتصوَّر أنَّك تصلي وراء مثلًا ابن مسعود ، فهو يصلي ولا يرفع يديه إلا مع تكبيرة الإحرام ، فماذا نقول في هذه الصورة ؟ !
ما دونها يُقاس عليها ، فإذا سُلِّم بهذه الصورة المـــــُثلى أي : في حالة الاقتداء بابن مسعود مثلًا ، إذا سُلِّم بهذه سُلِّم بما بعدها ، وإلا فلا ، ولذلك فينبغي إدارة الحديث على مثل هذا ، لو صلينا وراء ابن مسعود ماذا نفعل ؟
السائل : يعني هو يظهر أن نقول مثلًا نحن نفترض عبد الله بن مسعود .
الشيخ : هذه الأسئلة على حسابك ، فأعط بالك ههههه.
السائل : لا شيخنا ، هذا آخر يوم يعني وآخر لقاء فأرجو أن تسامحنا يعني .
الشيخ : عفوًا .
السائل : يعني مثلًا لو افترضنا أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصلي خلف ابن مسعود ، فعبد الله بن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم يكبِّر في تكبيراته الانتقالية ، وابن مسعود رضي الله عنه يرفع في الأولى تكبيرة الإحرام.
الشيخ : نحن افترضنا أنك أنت ابن عمر ماذا تفعل ؟
السائل : يعني أفعل كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : وماذا تفعل بقوله ؟
السائل : عليه الصلاة والسلام ( إنما جُعل الإمام ) ؟
الشيخ : آه.
السائل : يعني هنا يعني يرد سؤال .
الشيخ : طبعًا ، ههههه نعم .
السائل : وهو مسألة إلحاق غير الوارد في النص بالنص ، يعني ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) مثلاً هذا لفظٌ عامٌّ ، هل ما سُكت عنه في النص أستطيع أنّ أنا أورد ما لم يذكره الشارع في النص من باب القياس أو كذا ؟
الشيخ : لا ليس من باب القياس .
السائل : إنما هو من باب الإلحاق ؟
الشيخ : ولا من باب الإلحاق ، وإنما من باب استعمال النص العام على عمومه .
السائل : يعني مثلًا لو ترك ، لو أسدلَ يديه في الصلاة ولم يقبض اليمنى على اليسرى ؟!
الشيخ : مثِّل ما شئت ، عشرات الأمثلة مكانك راوِحْ ، إيش الفرق بين هذا وهذا ؟ !
إما أن تفترض الإثبات أو أن تفترض النفي ، النتيجة واحدة .
السائل : ممكن نفترض الإثبات أو النفي ما لم يخالف السنة ؟
الشيخ : أنا قلت لك آنفًا ، ورجعتَ تستدل بالحديث ، فهل انتهينا من الحديث ، أنّ هذا حديث : ( إنما جُعل ) هل خصَّ الاتباع بهذه المسائل أم يجوز على حدِّ تعبيرك الإلحاق ، وعلى حد تعبيري استعمال النص العام ؟!
ما انتهينا إلى شيء ، لكنك عدت إلى ما به بدأت .
السائل : أتهرَّب !
الشيخ : على كل حال التذكير ينفع إن شاء الله لمن لا يقصد التهرب ، ماذا تبيَّن لك في قوله : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً ، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعين ) : هل تفهم أن هذه الأوامر التي ذكرتها في هذا الحديث بعد التعميم هو تخصيص للنص حتى يرد سؤالك السابق أنّه نلحق نقيس إلى آخره ، أم ماذا تفهم من الحديث ؟ !
السائل : يُفهم من الحديث المتابعة التامَّة .
الشيخ : حسن ، حينئذٍ الأمثلة التي طُرِحت ، أليس يكون من المتابعة التامة أن نفعل كما يفعل الإمام ؟
السائل : يعني مثلًا نفترض أن الإمام مثلًا كان لابس بنطلون ، يعني أتابعه في هذا ؟
الشيخ : هههههه هذا ليس من الصلاة سامحك الله !
السائل : يعني شيخ الإسلام ابن تيمية كنت قرأت له : " رجل قال : إذا لم يكن الإمام يجلس جلسة الاستراحة ، فهل المأموم يجلس ؟ قال : نعم يجلس بقدر ما لا يتأخر عن الإمام " : فيظهر هنا أنّ الرجل أو الظاهر عليه أنّه يعني غير بالي في السنة ، فمسألة متابعة الإمام هل يشترط فيها أن أكون أعرف أن هذا الرجل ممن يقرأ ويفهم ونحو ذلك ولم يُهمل ؟
الشيخ : أنا ذكرت لك : هذا الإمام إما أن يكون مجتهد أو متبعاً أو مقلدًا لمجتهد ، فإذا كان عابثًا قلت لك آنفًا عن الشافعي الذي لا يرفع يديه ويهمل السنة ، هذا لا يُتَّبع ، أما إذا كان مجتهدًا ، ولذلك أنا أنصح لك ولأمثالك أنك تبحث المسألة مِن أصلها وجذرها ، لأنه يهون بعد ذلك فهم ما يترتب على ذلك ، أنتَ الأن أخذت مِن موضوع الصلاة وراء ابن مسعود مثلًا ، ابن مسعود إمام مجتهد صحابي جليل رأى الرسول ورآه ابن عمر وإلى آخره ، فإذا صلينا وراء ابن مسعود مثلًا ، أو وراء مَن تبنَّى رأي ابن مسعود كأبي حنيفة ، أو وراء مَن تبع أبا حنيفة ، أو وراء مَن قلَّد أبا حنيفة ، الأمثلة من حيث ما يتعلق ببحثنا واحدة ، لكن في فرق طبعًا بين المجتهد والمتبع والمقلد ، ولذلك فكما يقولون عندنا في الشام : " أنا ضربتها علَّاوية " ، وصَّلتها لابن مسعود الإمام المجتهد الــ الـــــ آخره ، فماذا يتصور الإنسان هل يُخالفه أم يُتابعه في حدود هذا الحديث ؟ !
أما أنت تعود بقى تقول ابن عمر تقول ابن تيمية ، لا ، نحن الآن ما نبحث في الأشخاص ، قد يرى ابن تيمية رأيًا لا تراه أنت وأراه أنا ، قد يرى ابن تيمية رأيًا تراه أنت ولا أراه أنا ، فما ذلك بحجة منك عليَّ أو مني عليك ، لأنّ هذه الآراء مُشاعة للجميع وكل إنسان يعمل بما يبدو له ، نحن الآن في صدد التفقه في هذا الحديث ، ماذا يعطينا هذا الحديث ؟ !