كيف تم اختياركم للتدريس في الجامعة الإسلامية والمعروف أن مثل هذا التدريس الأكاديمي يحتاج إلى الدكتوراة ؟ حفظ
الشيخ : نعم.
السائل : طيب كان في سؤال ، وهو بالنسبة لاختياركم للتدريس في الجامعة الإسلامية ، يعني كيف تم مع أن الدراسة العادية الأكاديمية تحتاج للدكتوراة والتحضير والحاجات دي ؟
الشيخ : الحقيقة لأول مرة أُسأل مثل هذا السؤال ، الذي يحضرني الآن من الجواب يعود إلى أمرين اثنين :
الأمر الأول : أن الجامعة كانت حديثة عهد بالتدريس الجامعي ، وخاصة في البلاد السعودية ، حيث أنها هي أيضًا كدولة حديثة عهد بالاصطلاحات العصرية ، هذا من جهة ، أو السبب الأول .
السبب الثاني : هو شهرة بعض المؤلفات ، ورضاء الجماعة هناك عنها ، وفيما يبدو تقديرهم لها حقَّ قدرها هو الذي دفعهم إلى أن يُرسلوا إليَّ وأنا ما طلبت ، ولن أطلب ، وعشت هكذا والحمد لله ، لا أطلب وظيفةً ما ، فأنا منذ -كما علمت مما مضى- منذ نعومة أظفاري كنت أكسب قوت يومي مِن كدِّ يمين وعرق جبيني ، وأنا في هذا الصدد مِن الكسب جاءني طلب مِن الشيخ محمد آل إبراهيم حيث كان هو مفتي المملكة وكان رئيس الجامعة ، يطلب مني الموافقة على تدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية التي ستَفتتِح أبوابها عين وقتًا معيَّنًا ، وأنا تشاورت مع إخوانا هناك الذين أثقُ بفهمهم وعلمهم ، فقال لي أحدهم مِن أذكيائهم ومِن أخلص الإخوان لي : جرِّب ، فإن رأيت أنك تُفيد الطلاب ، لأني أنا ذكرت أنّي أنا ما عندي شهادات أولًا ، وبعدين بصورة عامَّة الدراسة في الجامعات ما تتناسب مع دعوتي أنا ، فكنت متردِّدًا جدًّا ، فما أقنعني إلا هذا الأخ حين فقال : جرب سَنة ، فإن آنستَ من تدريسك خيرًا واظبت على تدريس ما كُتب لك ، وإلَّا تنتهي السنة وترجع إلى مِهنتك ، وهكذا كان ، لكن الحقيقة أنا وجدت هناك يعني جوًّا رائعًا جدًّا مستعدًّا لتقبل الدَّعوة أولًا ، والمنهج العلمي الذي أنا فُطرت عليه وجريتُ عليه ثانيًا .