ما مدى صحة قولهم " الإمام كرم الله وجهه " على علي رضي الله عنه دون سائر الصحابة .؟ حفظ
الشيخ : ولذلك فالجفر المنسوب إلى علي رضي الله عنه وكدت أن أقع في خطأ مشهور يقع فيه غيري ، كدت أن أقول الجفر المنسوب إلى الإمام علي ، فحبست نفسي وحفظت لساني فلم أقل الإمام علي ، لا لأنه ليس إماما ، لا ، إنما هو من أئمة المسلمين بلاشك ولكن العرف خصة بهذه اللفظة الإمام ، أي عرف ؟ العرف السني أم العرف البدعي ؟ نعم هو العرف الشيعي ، هم الذين سحبوا هذا اللقب وخصوه بعلي رضي الله عنه تعصبا منهم له وعلى الخلفاء الراشدين الأولين أبي بكر وعمر وعثمان ، ولذلك فمن الخطأ أن نذكر عليا بلفظة الإمام دون بقية الخلفاء الراشدين ، فإذا قلنا الإمام أبو بكر حينئذ جاز لنا أن نقول الإمام علي ، لكن أنا أذكركم هل سمعتم يوما ما عالما من أهل السنة أما الشيعة فلا نسأل عنهم لأنهم أعداء الإمامين الشيخين أبي بكر وعمر ، لكن هل سمعتم يوما ما عالما من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة يقولون قال الإمام أبو بكر ؟ الجواب لا ، لكنكم سمعتم مثلي وكدتم أن تسمعوا مني الإمام علي ، لماذا ؟ هذه الغفلة التي تسيطر على الناس والتقليد الذي ران على قلوب كثير من الناس المسلمين فضلا عن غيرهم يقولون قال الإمام علي رضي الله عنه ، على الرأس والعين هو إمامنا بلا شك ولكن لماذا خصصتم عليا بالإمامة ؟ لأنه هو الإمام عند الشيعة ، ولأنهم يزعمون ضغثا على ابالة أن الخلافة كانت له بوصية الرسول ، زعموا له ، ثم صادرها منه أبو بكر وعمر وعثمان طيلة هذه القرون الفاضلة وهو لم يستطع أن يأتي ساكنا ، لماذا ؟ لأنهم زعموا أنه رأى المصلحة في ذلك ، ما يطالب بحقه الذي أعطاه الرسول عليه السلام ، وفي حجة الوداع زعموا ، إذن هذا تعبير شيعي فيجب أن تحفظوا ألسنتكم منه ومثله أيضا قولهم " علي كرم الله وجهه " أيضا خصصوا عليا بهذا التكريم ، نحن نقول علي كرم الله وجهه لاشك ، لكن لماذا خصصنا عليا دون أبي بكر وعمر وعثمان ؟ نقول لكم كما قلنا آنفا لقد سمعتم الشيعة يقولون الإمام علي كرم الله وجهه لكن ما سمعتم منهم من يقول في أبي بكر والبقية الإمام أبو بكر كذلك ما قالوا ولن يقولوا أبو بكر كرم الله وجهه ، إلى آخره ، لكن ألم تسمعوا كثيرا من مشايخ المسلمين يقولون قال علي كرم الله وجهه ؟ نعم ، الأخرى كالأولى تماما ، والأخرى كالأولى تماما أعني الأخرى كالأولى تماما من حيث استعمالهم ، والأخرى كالأولى من حيث عدم جواز تخصيص الأولى كالأخرى بعلي دون الأولين من الخلفاء الراشدين ، لذلك ينبغي أن نحفظ ألسنتنا من أن نقول قال علي كرم الله وجهه وحده أو قال الإمام علي وحده ، إن كان ولابد أعطينا لبقية الخلفاء ما نعطيه له من الوصف ووصف يصدق عليهم جميعا لكي لا نفرق بين أحد منهم ، لاشك أن هذه آية جاءت في الأنبياء والرسل (( لا نفرق بين أحد من رسله )) ولكن اتباع الرسل ينبغي أن نسلك فيهم سبيل الذين نسلكه مع الرسل ، فهؤلاء جمعهم الرسول عليه السلام في بوتقة واحدة كما يقولون في عبارة واحدة في جملة واحدة حيث قال : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) وقال : ( النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة ... ) إلى آخر العشرة المبشرين بالجنة ، فإذا لا نفرق بين أحد منهم ، غيره .
الحلبي : عفوا شيخنا لم تكمل السؤال ... .
الشيخ : أحسنت ، كنا نتكلم وسبحان الله في ذهني أني شردت فجزاك الله خيرا ، يقولون إن الجفر هذا ينسب إلى من ؟ إلى علي رضي الله عنه ، علي ما عنده خبر لا في هذه اللفظة ولا عنده خبر بهذا الجفر المزعوم ، ثم هذا الجفر باطل شرعا ذلك لأن الله عز وجل يقول منبها عباده معرفا لهم به تعالى ببعض صفاته : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) فالجفر يزعمون أنهم الذي يتدارسونه ويتعاطونه ويعتمدون عليه يزعمون أنهم به يتحدثون عن أمور غيبية لا سبيل لأحد أبدا بأي طريق من الطرق التي ليست طرقا ميسرة إما كونا أي بقوله تعالى : (( كن فيكون )) أو شرعا أي بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التحدث عن الأمور الغيبية لا نستطيع أن نقول سيكون كذا إلا إذا كان هناك نص في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح ، الجفر ليس فيه شيء من هذا وذاك ، ولذلك فهم يتنبأون ويضلون أنفسهم ويضلون غيرهم لأنه لا أحد يستطيع أن يطلع على الغيب كما قال عزوجل : (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) تبارك وتعالى وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سمع يوما جارية تغني وتقول في غنائها " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال لها عليه السلام وهي جارية ، قال لها عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا ، لا تقولي وفينا نبي يعلم ما في غد ، لا يعلم الغيب إلا الله وقولي ما كنت تقولين ) ، يعني من وصف الرسول عليه السلام بما فيه وليس كما يفعل النشادون الذين ينشدون الأناشيد ويسمونها بأنها أناشيد إسلامية وهي بدعة اسمية وذاتية ، ليست بدعة اسمية فقط بل وذاتية ، لأن الإسلام في كل هذه القرون التي مضت ولست أعني فقط القرون التي نحن نحتج بها دائما وأبدا هي القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية بل كل هذه القرون ما عدا هذا القرن الذي نعيشه أو كنا نعيشه القرن الرابع عشر ما يعرف المجتمع الإسلامي في كل هذه القرون أناشيد تسمى بالأناشيد الدينية لكن ضعفاء الإيمان وضعفاء العلم معا لما ارتاحت نفوسهم إلى بعض الأغاني المائعة التي لا يجوز النطق بها إسلاميا ، لا يجوز النطق بها لما فيها من الفسق والمجون والكلام الفاحش ، فمن باب أولى أنه لا يجوز التغني والتطريب بها لما وجدوا ذلك حراما بين التحريم أرادوا أن يجدوا مخرجا لهم للتنفيس والترويح عن النفوس فجاءوا بأناشيد يسمونها أناشيد إسلامية ، ولقد كانوا من قبل ما نجوا حتى من التحريم الظاهر الموجود في المجون وفي الأغاني الماجنة فقد وجدت أغاني يسمونها أناشيد إسلامية وفيها من الكفر ما لا يوجد في الأغاني المائعة ، أينعم ، نحن مثلا نقرأ فيما يسمونه بالبردة
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
رسول الله يقول للجارية كما سمعتم آنفا " لا يعلم الغيب إلا الله " ماذا قالت ؟ ما قالت يعلم الرسول كل شيء وإنما قالت " وفينا نبي يعلم ما في غد " فرد عليها الرسول عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا ) إلى آخر الحديث ، أما هذا الشاعر البوصيري يقول
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
ما يدري ما يكون غدا وما مضى ، ما كان وما سيكون إلى يوم يبعثون ، هذا أكبر من تلك الكلمة التي صدرت من تلك الجارية الطيبة القلب ، ومع ذلك لم يرض بها رسول الله وقال لها ( دعي هذا ، لا يعلم الغيب إلا الله ) ، إلى آخر الحديث ، أيضا مضى دور على هذه الأناشيد الدينية وبسبب دندنة الدعاة السلفيين فقط برهة نصف قرن من الزمن في هذا القرن الماضي يدندنون حول الإنكار مثل هذه الألفاظ دون سائر الجماعات الموجودة في الساحة قديما وحديثا ، كان لدعوتهم ذلك التأثير المرجو والحمد لله ، فتنبه كثير من الشباب المسلم أنه لا ينبغي نحن أن ننشد أناشيد ونروح عن نفوسنا ونذهب الكلل عن أبداننا بالتطريب بأناشيد يكون فيها ما حرم الله عزوجل ، مثل قول البوصيري إذن يجب أن نأتي بأشعار جديدة تكون وسطا بين أشعار المجون وأشعار المديح الغالي في الرسول عليه السلام أو في الأنبياء والصالحين ، وفعلا ظهرت مثل هذه الأناشيد في الزمن الأخير ، وقد تكون أنزه وأقرب إلى الشرع من سابقاتها من الأناشيد ولكن مع ذلك لا يخلو الكثير منها من شيء من الانحراف والغلو والتقرب إلى التصوف المقيت ، كنت أحفظ وأنا في دمشق بعض الأبيات من الشعر ، ايش يقول ساعدونا بقى ايش يقول يا سيدي
السائل : ايش اولها
الشيخ : رايح اقول لكم ... باقي اولها وآخرها باقي في ذهني الدنيا في من حافظها ؟
الحلبي : الكل يفني والباقي حي .
الشيخ : هذا هو ، أيش معنى الدنيا في ؟ هذه هي وحدة الوجود ، الدنيا خيال ظل لمن ؟ لرب العالمين ، من هو رب العالمين ؟ هنا بقى نريد ندخل في كفريات ، ولكن ناقل الكفر ليس بكافر ، يقولون كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات هي ظل الله ، وهي وهم لا حقيقة لها ، هذا الشعر يرمي إلى هذه العقيدة الباطلة ، المهم قد أيضا تحسنت الألفاظ ولكن دخل فيها شيئان اثنان ، أول شيء دخل فيها أن هذه الأناشيد إذا سلمنا بصحة معانيها وعدم تعارضها مع الشريعة كما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا من التعارض ، إذا سلمنا بسلامتها سلامة معانيها فقد دخل فيها أولا شيء ثم لحقه شيء آخر ، الشيء الأول هو أنهم يوزنونها بالأوزان الأغاني المائعة
السائل : النوتات الموسيقية
الشيخ : ايوه النوتات الموسيقية ، هذا لابد منه لكل هذه الأناشيد والمنشدين ، الشيء الثاني وهو الأفظع أدخلوا فيه الضرب على الدف ، فتسمع الآن أناشيد يسمونها بأناشيد دينية وقيض لي على قلة ما ابتلي بالنظر إلى التلفزيون بأنهم أحضروا شخصا هنا ومع الأسف هو سوري من بلدي وإذا به يعرض ويضرب على الدف تماما ، ومكيف هو تماما ويري حاله بالتعبير السوري قاضي غرض يعني .
الشيخ : فهذا يضرب على الدف ويغني أغاني وأناشيد دينية حتى وصل الدف إلى المساجد بحيلة أيش ؟ أناشيد دينية ، وفي المساجد الإسلامية ، فكله متانجس عفوا متجانس قلت متناجس -يضحك الشيخ والطلاب- معليش هذا لغو لكن له معنى
الحلبي : ... .
الشيخ : نعم متجانس بعضه مع بعض ، المساجد اليوم مع الأسف لو دخلتها دخلت كأنك تدخل كنائس هذا مع الأسف ظاهره تأخذ بألباب غير المسلمين من جهة وبألباب المسلمين المنحرفين ، نحن لما كنا في دمشق كنا نرى مع الأسف الشديد أصبح المسجد الأموي كعبة الأوروبيين والأمريكيين نساء ورجالا ، لماذا ؟ ليصلوا ليهتدوا ؟ لا ، لم يكن شيء من هذا وإنما يتفرجوا على الفسيفساء وعلى النقوش التي نقشت في زمن بني أمية إلى آخره ، هذه آثار قديمة هذه ، وتدخل النساء كاسيات متبرجات وأكثر من ذلك نرى الذل ، المجسد المجسم واستعلاء الكافر على المسلم وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) نرى ماذا ؟ نرى بعض خدام المساجد وعلى رؤوسهم العمائم الصفراء ما تعرفونها هنا ، هذه تدل على أن المتعمم بهذه العمامة ما هو بعالم لكن هو متمسك بدينه ، فبعض هؤلاء الخدم يأتي بنعال يكسيها على أقدام النساء الأوروبيات اللاتي هن متبرجات كاسيات عاريات ، وهو جالس القرفصاء وهي فوقه فوق رأسه فهو يخدمها ، لماذا ؟ قال لتدخل المسجد ، وفي اعتقادي أنا لو دخلت هذه الكافرة أو ذاك الكافر بنعالهم أشرف للمسلمين من هذا الذل الذي كنا نراه آسفين ، المقصود فالمساجد كما قال عمر رضي الله عنه لما جدد المسجد النبوي قال للبناء المهندس " أكن الناس من الحر والقر ، ولا تحمر ولا تصفر " رضي الله عن عمر ، لو جاء اليوم ورأى مسجد الفيحاء مسجدنا هذا ، لكن ما مسجدنا .
الحلبي : عفوا شيخنا لم تكمل السؤال ... .
الشيخ : أحسنت ، كنا نتكلم وسبحان الله في ذهني أني شردت فجزاك الله خيرا ، يقولون إن الجفر هذا ينسب إلى من ؟ إلى علي رضي الله عنه ، علي ما عنده خبر لا في هذه اللفظة ولا عنده خبر بهذا الجفر المزعوم ، ثم هذا الجفر باطل شرعا ذلك لأن الله عز وجل يقول منبها عباده معرفا لهم به تعالى ببعض صفاته : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) فالجفر يزعمون أنهم الذي يتدارسونه ويتعاطونه ويعتمدون عليه يزعمون أنهم به يتحدثون عن أمور غيبية لا سبيل لأحد أبدا بأي طريق من الطرق التي ليست طرقا ميسرة إما كونا أي بقوله تعالى : (( كن فيكون )) أو شرعا أي بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التحدث عن الأمور الغيبية لا نستطيع أن نقول سيكون كذا إلا إذا كان هناك نص في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح ، الجفر ليس فيه شيء من هذا وذاك ، ولذلك فهم يتنبأون ويضلون أنفسهم ويضلون غيرهم لأنه لا أحد يستطيع أن يطلع على الغيب كما قال عزوجل : (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) تبارك وتعالى وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سمع يوما جارية تغني وتقول في غنائها " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال لها عليه السلام وهي جارية ، قال لها عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا ، لا تقولي وفينا نبي يعلم ما في غد ، لا يعلم الغيب إلا الله وقولي ما كنت تقولين ) ، يعني من وصف الرسول عليه السلام بما فيه وليس كما يفعل النشادون الذين ينشدون الأناشيد ويسمونها بأنها أناشيد إسلامية وهي بدعة اسمية وذاتية ، ليست بدعة اسمية فقط بل وذاتية ، لأن الإسلام في كل هذه القرون التي مضت ولست أعني فقط القرون التي نحن نحتج بها دائما وأبدا هي القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية بل كل هذه القرون ما عدا هذا القرن الذي نعيشه أو كنا نعيشه القرن الرابع عشر ما يعرف المجتمع الإسلامي في كل هذه القرون أناشيد تسمى بالأناشيد الدينية لكن ضعفاء الإيمان وضعفاء العلم معا لما ارتاحت نفوسهم إلى بعض الأغاني المائعة التي لا يجوز النطق بها إسلاميا ، لا يجوز النطق بها لما فيها من الفسق والمجون والكلام الفاحش ، فمن باب أولى أنه لا يجوز التغني والتطريب بها لما وجدوا ذلك حراما بين التحريم أرادوا أن يجدوا مخرجا لهم للتنفيس والترويح عن النفوس فجاءوا بأناشيد يسمونها أناشيد إسلامية ، ولقد كانوا من قبل ما نجوا حتى من التحريم الظاهر الموجود في المجون وفي الأغاني الماجنة فقد وجدت أغاني يسمونها أناشيد إسلامية وفيها من الكفر ما لا يوجد في الأغاني المائعة ، أينعم ، نحن مثلا نقرأ فيما يسمونه بالبردة
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
رسول الله يقول للجارية كما سمعتم آنفا " لا يعلم الغيب إلا الله " ماذا قالت ؟ ما قالت يعلم الرسول كل شيء وإنما قالت " وفينا نبي يعلم ما في غد " فرد عليها الرسول عليه السلام ( لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا ) إلى آخر الحديث ، أما هذا الشاعر البوصيري يقول
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
ما يدري ما يكون غدا وما مضى ، ما كان وما سيكون إلى يوم يبعثون ، هذا أكبر من تلك الكلمة التي صدرت من تلك الجارية الطيبة القلب ، ومع ذلك لم يرض بها رسول الله وقال لها ( دعي هذا ، لا يعلم الغيب إلا الله ) ، إلى آخر الحديث ، أيضا مضى دور على هذه الأناشيد الدينية وبسبب دندنة الدعاة السلفيين فقط برهة نصف قرن من الزمن في هذا القرن الماضي يدندنون حول الإنكار مثل هذه الألفاظ دون سائر الجماعات الموجودة في الساحة قديما وحديثا ، كان لدعوتهم ذلك التأثير المرجو والحمد لله ، فتنبه كثير من الشباب المسلم أنه لا ينبغي نحن أن ننشد أناشيد ونروح عن نفوسنا ونذهب الكلل عن أبداننا بالتطريب بأناشيد يكون فيها ما حرم الله عزوجل ، مثل قول البوصيري إذن يجب أن نأتي بأشعار جديدة تكون وسطا بين أشعار المجون وأشعار المديح الغالي في الرسول عليه السلام أو في الأنبياء والصالحين ، وفعلا ظهرت مثل هذه الأناشيد في الزمن الأخير ، وقد تكون أنزه وأقرب إلى الشرع من سابقاتها من الأناشيد ولكن مع ذلك لا يخلو الكثير منها من شيء من الانحراف والغلو والتقرب إلى التصوف المقيت ، كنت أحفظ وأنا في دمشق بعض الأبيات من الشعر ، ايش يقول ساعدونا بقى ايش يقول يا سيدي
السائل : ايش اولها
الشيخ : رايح اقول لكم ... باقي اولها وآخرها باقي في ذهني الدنيا في من حافظها ؟
الحلبي : الكل يفني والباقي حي .
الشيخ : هذا هو ، أيش معنى الدنيا في ؟ هذه هي وحدة الوجود ، الدنيا خيال ظل لمن ؟ لرب العالمين ، من هو رب العالمين ؟ هنا بقى نريد ندخل في كفريات ، ولكن ناقل الكفر ليس بكافر ، يقولون كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات هي ظل الله ، وهي وهم لا حقيقة لها ، هذا الشعر يرمي إلى هذه العقيدة الباطلة ، المهم قد أيضا تحسنت الألفاظ ولكن دخل فيها شيئان اثنان ، أول شيء دخل فيها أن هذه الأناشيد إذا سلمنا بصحة معانيها وعدم تعارضها مع الشريعة كما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا من التعارض ، إذا سلمنا بسلامتها سلامة معانيها فقد دخل فيها أولا شيء ثم لحقه شيء آخر ، الشيء الأول هو أنهم يوزنونها بالأوزان الأغاني المائعة
السائل : النوتات الموسيقية
الشيخ : ايوه النوتات الموسيقية ، هذا لابد منه لكل هذه الأناشيد والمنشدين ، الشيء الثاني وهو الأفظع أدخلوا فيه الضرب على الدف ، فتسمع الآن أناشيد يسمونها بأناشيد دينية وقيض لي على قلة ما ابتلي بالنظر إلى التلفزيون بأنهم أحضروا شخصا هنا ومع الأسف هو سوري من بلدي وإذا به يعرض ويضرب على الدف تماما ، ومكيف هو تماما ويري حاله بالتعبير السوري قاضي غرض يعني .
الشيخ : فهذا يضرب على الدف ويغني أغاني وأناشيد دينية حتى وصل الدف إلى المساجد بحيلة أيش ؟ أناشيد دينية ، وفي المساجد الإسلامية ، فكله متانجس عفوا متجانس قلت متناجس -يضحك الشيخ والطلاب- معليش هذا لغو لكن له معنى
الحلبي : ... .
الشيخ : نعم متجانس بعضه مع بعض ، المساجد اليوم مع الأسف لو دخلتها دخلت كأنك تدخل كنائس هذا مع الأسف ظاهره تأخذ بألباب غير المسلمين من جهة وبألباب المسلمين المنحرفين ، نحن لما كنا في دمشق كنا نرى مع الأسف الشديد أصبح المسجد الأموي كعبة الأوروبيين والأمريكيين نساء ورجالا ، لماذا ؟ ليصلوا ليهتدوا ؟ لا ، لم يكن شيء من هذا وإنما يتفرجوا على الفسيفساء وعلى النقوش التي نقشت في زمن بني أمية إلى آخره ، هذه آثار قديمة هذه ، وتدخل النساء كاسيات متبرجات وأكثر من ذلك نرى الذل ، المجسد المجسم واستعلاء الكافر على المسلم وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) نرى ماذا ؟ نرى بعض خدام المساجد وعلى رؤوسهم العمائم الصفراء ما تعرفونها هنا ، هذه تدل على أن المتعمم بهذه العمامة ما هو بعالم لكن هو متمسك بدينه ، فبعض هؤلاء الخدم يأتي بنعال يكسيها على أقدام النساء الأوروبيات اللاتي هن متبرجات كاسيات عاريات ، وهو جالس القرفصاء وهي فوقه فوق رأسه فهو يخدمها ، لماذا ؟ قال لتدخل المسجد ، وفي اعتقادي أنا لو دخلت هذه الكافرة أو ذاك الكافر بنعالهم أشرف للمسلمين من هذا الذل الذي كنا نراه آسفين ، المقصود فالمساجد كما قال عمر رضي الله عنه لما جدد المسجد النبوي قال للبناء المهندس " أكن الناس من الحر والقر ، ولا تحمر ولا تصفر " رضي الله عن عمر ، لو جاء اليوم ورأى مسجد الفيحاء مسجدنا هذا ، لكن ما مسجدنا .