شرح قول المؤلف : " ... و عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا : ( ما أحل الله في كتابه فهو حلال و ما حرم فهو حرام ، و ما سكت عنه فهو عافيه ، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا ثم تلا : (( و ما كان ربك نسيا )) رواه البزار و ابن أبي حاتم و الطبراني . و عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ، و على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة و على الأبواب ستور مرخاة و عند رأس الصراط داع يقول : استقيموا على الصراط و لا تعوجوا و فوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ) . ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام ، و أن الأبواب المفتحة محارم الله و أن الستور المرخاة حدود الله ، و أن الداعي على رأس الصراط هو القرآن و أن الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن . رواه رزين و رواه أحمد و الترمذي عن النواس بن سمعان بنحوه . و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) فقرأ إلى قوله : (( و ما يذكر إلا أولوا الألباب )) قالت : قال : ( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه . و عن عبد الله ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا بيده ثم قال : ( هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه و عن شماله و قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه و قرأ : (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) رواه أحمد و الدارمي و النسائي . و عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( إن أحمق الحمق و أضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى نبي غير نبيهم و إلى أمة غير أمتهم ثم أنزل الله (( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون )) رواه الإسماعيلي في معجمه و ابن مردويه . قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى نبي غير نبيهم و إلى أمة غير أمتهم ثم أنزل الله (( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون )) رواه الإسماعيلي في معجمه و ابن مردويه . و عن عبد الله بن ثابت بن الحارث الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : دخل عمر ـ رضي الله عنه ـ على النبي صلى الله عليه و سلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم تغيرا شديدا لم أر مثله قط . فقال عبد الله بن الحارث لعمر ـ رضي الله عنهما ـ أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عمر رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا فسري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : (( لو نزل موسى فاتبعتموه و تركتموني لضللتم أنا حظكم من النبيين و أنتم حظي من الأمم ) رواه عبد الرزاق و ابن سعد و الحاكم في الكنى ... " . حفظ