إذا كان التكتل محظورا لغير الراسخين في العلم فهل للعلماء أن يتكتلوا ليكونوا قدوة للناس.؟ حفظ
السائل : إذا كان التكتل محظورا أمام أولئك أمام الذين لم يرسخ كعبهم بعد في العلم ومختلفه ، فهل كان للعلماء الأجلاء الذين لهم دور بارز في هذا المضمار أو هذا المجال ، ألا يكون لهم لقاء مع العلماء الآخرين ، حتى يعملوا على التكتل ، ويكونوا القدوة لنا ؟
الشيخ : الجواب بلى ولكن أين هم ؟ وتعلم أنت أنّ نظام الكون أنّ أوّل الغيث قطر ثم ينهمر ، كلّ بلدة يجب أن يكون فيها علماء بالمعنى الواسع الذي ذكرناه آنفا ، وأن يتكتّلوا على هذا الأساس الّذي ذكر فيما سبق ، لكن أنا في اعتقادي ، أنّه لا يوجد علماء ، لأنّ هؤلاء الّذين يتوهّم عامّة الناس أنهم علماء هم في الواقع طلاّب علم ، مثلي أنا طلاّب علم ، فهم مشغولون الآن بطلب العلم ولذلك فالدّور الذي أنت تنشده ، وتطلبه من هؤلاء ، هو أيضا سابق لأوانه ، بالنّسبة لهؤلاء الّذين تظنّون ، أنهّم علماء يعني الآن لا نذهب بكم بعيدا ، أنا الآن لا أستطيع أن ألقي درسا ، مش أعمل تكتلا مع أمثالي مثلا من طلاّب العلم ولا نزيد على ذلك ، لماذا ؟ لأنّي أجد نفسي مضطرّا إلى أن أعمل في دائرة معينة ، وهو من خدمة السنة ، وإجراء أو تحقيق وتطبيق جانب ممّا نسمّيه بالتّصفية جانب وهوة تصفية السّنّة ، ممّا دخل فيها ، فأنا مثال لأولئك العلماء الذين أنت تشير إليهم وتتساءل ألا يستطيعون أن يجتمعوا وأن يتكتّلوا ؟ فأنا أقول قبل كلّ شيء عن نفسي ، والأمر كما قال تعالى (( بل الإنسان على نفسه بصيرا )) و أعتقد أن الآخرين مثلي ، يعني كل لديه ما لا يسمح له بأن يمشوا خطوه ، إلى المشروع الذي ذكرته آنفا ، وجاء الكلام ودار الكلام حوله سابقا فلذلك هذا الأمر في اعتقادي لا يتحقّق إلاّ بعد أن تمتلئ المجتمعات الإسلامية ، بعشرات العلماء الناضجين ، الذي وصل بهم الأمر إنه كما يقولون عندنا في سوريا ، ما عندهم عمل إلا سند الحيطان ، أو إلقاء رجل على رجل ، هؤلاء يجب أن يعملوا لكن أين هؤلاء الذين أكملوا علومهم أو علمهم وتخصّصهم كلّ منهم ثمّ لم يبق لديهم إلا القيام بهذا التكتل فالقضيّة تدور حول استباق الأمور ، وأنّ هذا أمر سابق لأوانه ، غير مستطاع سواء ما يتعلق أو ابتداءا فيما يتعلق بالأفراد ، ثمّ بما يتعلّق بالمجتمع السّياسي أو الدّولي أو ما شابه ذلك ، فلعلّ هذا الجواب واضح بالنسبة لسؤالك ؟