هل يجوز اتخاذ المحراب في المسجد؟وهل كان في المسجد النبوي سواري؟ حفظ
الشيخ : بالنسبة شيخنا بالنسبة للمحراب في المسجد ما حكمه؟
الشيخ : بدعة
السائل : هناك من يقول أو سمعت قائل يقول إنّ المحراب يوفّر صف
الشيخ : المحراب يوفّر صف !هو واهم
السائل : واهم، جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
الشيخ : لا أريد أبين لك عمّ يتصوّر شيئين أهمّهما أو أخطرهما قريب من الاستدراك على الشارع الحكيم لأنه هو هذا الرجل بين أحد أمرين إمّا أن يعتقد معنا أنه لم يكن في مسجد الرسول عليه السلام محراب أو أن يعتقد العكس كما يظنون اليوم جماهير النّاس فإن كان الأول فهنا الخطورة إن كان يعتقد معنا أنه مسجد الرسول لم يكن فيه محراب فمعنى ذلك أنّه الرّسول الذي أشرف على بناء المسجد ما كان هو المهندس اللاّئق لتخطيط بنيان المسجد ففاته ما استدركه هذا المتخلّف فهمت الخطورة أين تكمن وإمّا أن يعتقد معنا أنه لم يكن هناك منبر فحينئذ هذا الاعتقاد يطيح بعقيدتنا جميعا خير الهدى هدى محمد صلّى الله علبه وآله وسلّم ثمّ إنّ هذا الكلام إنّما يستقيم بالنّسبة للمساجد وليس بالنّسبة للجوامع لعلّي أخطأت حينما قلت هذا الكلام يستقيم لأنّه غير مستقيم وإنّما أردت أن أقول أنّ هذا الكلام قد يصحّ بالنسبة للمساجد وليس للجوامع المساجد الّتي لا تصلّى فيها الجمعة فهي بطبيعة الحال لا يكون فيها منبر يخطب عليه الخطيب أمّا بالنسبة للجوامع ففيها المنابر وحينئذ هذا الرجل وأمثاله يقولون ما يقولون لتسليك الواقع ما لدعوى يؤمنون بها ووجود المنبر في المسجد يحدد ايش القبلة واضح ثم هل ينكر المنبر الطويل الذي يقطع الصفوف ويدل في الوقت نفسه علي القبلة لا يبحث هذه النواحي و هذا من شؤم الاشتغال بالسياسة لعلك فهمتني
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : آه ومع ذلك فهناك رسالة لطيفة جدا وان كان أفسدها بعض المعلقين هي رسالة الحافظ السيوطي التي أسماها باعلام الأريب ببدعة المحاريب أو قال بحدوث بدعة المحاريب فهو ذهب هناك في هذه الرسالة الى هذا المذهب الحق أن مسجد الرسول عليه السلام لم يكن فيه محراب وتبنى هذا بعض العلماء المتأخرين والذي يحضرني منهم الآن الشيخ ملا علي القاري الحنفي فقد صرحوا بأن المحراب في المسجد بدعة يضاف الى ذلك أن هناك اثار سلفية بأنهم كانوا يكرهون الصلاة في الطاق والطاق هو الفتحة في المحراب و السبب في ذلك أن المحاريب بدعة نصرانية تسربت الى المسلمين في القرون الأولى مع الأسف ولذلك كان بعض العارفين بالسّنّة إذا صلّوا في مسجد فيه طاق فيه محراب انحرفوا عنه كما لولم يكن هناك محراب فلذلك الباحثون لا يترددّون إطلاقا في إنكار بدعيّة المحراب في المسجد ولذلك جريت على أن أقول حينما أروي حديث ذي اليدين الّذي فيه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى العصر ركعتين ثمّ سلم ثمّ انتهى ناحية في المسجد و جرى النقاش بينه و بين ذي اليدين حين قال له أقصرت الصلاّة أم نسيت قال كل ذلك لم يكن قال بلى يا رسول الله فقام رسول الله صلّى عليه وسلّم إلى مقامه و أقول هنا ولا أقول إلى محرابه لأنّه لم يكن في مسجد الرسول محراب وإنما كان هناك مكان يصلي فيه وقد جاء في حديث إسناده يمكن تحسينه ( أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا زار مسجدا جعل له علامة عمودا بدل المحراب ليدلّ على القبلة ) ولا يهمّنا كثيرا ثبوت الحديث بمقدار ما يهمنا ممّا فيه لفت النّظر الى أنّه ليس من الضّروري أن نتخذ محرابا دليلا على القبلة فممكن مثلا أن نجعل على الجدار القبلي مسح ونحط مثلا عمودين يدلا يوحيا أنّه هنا مكان الإمام أما التزامنا المحراب وبخاصّة هذه المحاريب التي يتفننون فيها في تضخيمها في تجسيمها في زخرفتها في إلخ وخير الهدى هدى محمّد
الشيخ : جزاك الله خيرا
السائل : تتمة للسؤال كذلك بالنسبة لوجود الأعمدة أو السّواري داخل المسجد هل كان في مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلم سواري كما هي موجودة الآن أوأقل منها أو إلخ
الشيخ : طبعا كان في المسجد النبوي سواري ما شئت أو ما لا شئت لأن المسجد كان متواضعا وكان لا يبنى إلاّ على السواري ومع ذلك فكان ينهى الّذين يصلّون في هذا المسجد عن الصلاة بين السواري وهذا يعني وأنا كنت لمّا بدأت بتأليف كتاب الثمر المستطاب في فقه السنة و الكتاب كنت وضعت صورة للمسجد السلفي أنه ما يكون فيه ولا عضاضة ولا عمود ويكون له باب للرجال وباب للنساء اليوم من الممكن كما لا يخفاك بناء مسجد بدون أي سارية وبدون أيّ عمود
سائل آخر : هذا ما عملناه و ما فعلناه بناء جزاك الله خيرا على توصياتك
الشيخ : الحمد لله
السائل : لكن لماّ رحت للكويت بدأوا يقولون لماذا ما في أعمدة لم ما في محراب
الشيخ : الله أكبر
السائل : وأخذوا يستنكرون هذا القول و حتّى إنّهم يقولون إنّ المحراب ليس بسنّة ولكنّهم أخذوا يقولون يوفّر صفّ فقلت لهم في هذه الحالة يمكن أن يقفوا عن يمين و عن شمال الإمام إذا كان بودّك أن توفّر صفّا وهو يقول هذه ليست من السنّة
الشيخ : ما هي
السائل : يعني أن يقف المصلون عن يمين الإمام وعن شماله ليعملوا صفا وهو جاء بكلمة يوفر صفّ يعني وجود المحراب يوفّر صفّ يعني الإمام يفوت يصلي فيه
الشيخ : أنا أعرف هذا اسأله السؤال التالي وهذا من شؤم تسليك البدعة أيّهما أشد إغراقا في مخالفة السنة إيجاد المحراب الثاّبت على مرّ الزّمان و المكان و إلاّ إذا اقتضت الحاجة وكثرت الصفوف واضطر الإمام أن يقف في منتصف الصفّ أيّهما أقول وقوعا لا شكّ الثّاني أقلّ وقوعا بل في كثير من المساجد خاصّة في المسجد تبعكم أنا ما أتصوّر أنّ الإمام راح يضطرّ يوما ما أنّه يصلّي وسط الصفّ و إن وقع فهو نادر جدّا صح بينما المحراب ثابت في ضرورة ولا ما في ضرورة عرفت كيف يعني هنا تأتي قاعدة الضّرورات تبيح المحظورات و الضّرورة تقدّر بقدرها يعني لو بنينا مسجد في المدينة ما يتصور أنّه يصلّي فيها صفوف يضطرّ الإمام فيها أن يقف في منتصف الصف في حال حينئذ المحراب ... المشكلة هذه ما في حاجة إليه الحين ما يفكروا انّه في حاجة وإلا ما في حاجة هكذا النّظام الآن وانتهى الأمر الله المستعان .
الحلبي : شيخنا
الشيخ : نعم .