تفسير الساعة الزمانية في الأحاديث النبوية . حفظ
السائل : السّلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
السائل : حيّاكم الله شيخنا .
الشيخ : أهلا .
السائل : بالنسبة للأحاديث التي ذكر فيها لفظ ساعة ، مثل حديث أبيّ عندما كان جاء إلى الخطبة والرّسول عليه الصّلاة و السّلام يخطب ، الصّحابّي الذي جاء وجلس بجانب أبيّ فسمع الرّسول عليه الصّلاة و السّلام يقرأ سورة براءة ، فقال متى تزلت ؟ فتجهّم أبيّ ، ولم يردّ عليه ، فقال سكتّ ساعة ثم سألته بعد ساعة ، فتجهّم فسكتّ ساعة هذا كلّه والرّسول يخطب ، فنحن نعرف أنّ السّنّة في خطبة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم تكون قصيرة ، ففي الحديث جاء لفظ الساعة ثلاث مرات ، يسأل ثم يسكت ساعة يسأل ثم يسكت ساعة ، يسأل ثم يسكت ساعة وفي الأحاديث الأخرى يعني تحرّوا ساعة الاستجابة في العصر ، في الساعة الأخيرة من العصر أوكذا ، فأحببنا نسأل هل هي الساعة الزمنية التي نعرفها أم هي مقدار معين أقل من الساعة أو أكثر ؟
الشيخ : الجواب في حديث ساعة الجمعة ، لو أنك استحضرته أو رجعت إليه ، لأغناك عن سؤالي .
السائل : الحديث تبع يوم الجمعة اثني عشر ساعة ؟
الشيخ : آه ، بس في أحاديث أنها هي يوم الجمعة ، فيها الزيادة التالية وأشار بيده يقلّلها ، ارجع إلى الأحاديث الواردة في هذا الموضوع ، تجد هذه الزّيادة ، وهذه الزّيادة هي جواب سؤالك عن حديث أبيّ بن كعب ، وباختصار السّاعة ، ليس المقصود بها هي السّاعة العرفيّة الّتي جاء ذكرها في حديث ساعة يوم الجمعة ، حيث ذكر أن يوم الجمعة اثني عشرة ساعة وساعة الإجابة هي في آخرها ، ليس المقصود من الساعة في مثل هذا الحديث كمثل ذكر الساعة في كثير من النصوص الأخرى كمثل قوله تعالى (( ساعة من نهار )) ، هل تذكر هذه الآية ؟
السائل : نعم ، نعم .
الشيخ : آه ، فالمقصود حينما تطلق هذه اللفظة يعني وقت دون تحديد لهذا الوقت ، فيفسّر حينئذ في حدود السّياق والسّباق ، وإذا كان معلوما عندك أنّ ( من فقه الرجل قصر خطبته ) ولا شك أن الرّسول عليه السّلام ، كان سيّد الفقهاء وكان يطيل القراءة يوم الجمعة ويخفّف الخطبة ، فلا شكّ حينئذ حينما تستحضر هذا المعنى ، أنّه يجب عليك أن تفسّر السّاعة بمعنى لحظة أو لحظات ، حينئذ يطيح الإشكال ، واضح ؟
السائل : نعم .