ما حكم الأناشيد الإسلامية ؟ حفظ
السائل : فيجب أن نتنبه لهذه الحقيقة من تغيير حقائق بتغيير الأسماء، منها: الأناشيد الإسلاميَّة. لا يوجد في الإسلام طيلة أربعة عشر قرنًا أناشيد تُسمَّى بالأناشيد الإسلاميَّة. هذا من مخترعات العصر الحاضر، تسليك لما كان سالكًا في طيلة القرون الماضية، ولكن مع إنكار طائفة من كبار العلماء لذلك الأمر السَّالك، وهو أغاني الصوفية في مجالسهم التي يسمونها بـ "مجالس الذِّكر".
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : المولد! يسمونه: المولد.
الشيخ : أيضًا هذا من باب تسمية الشَّيء بنقيضه، فهي مجالس الرَّقص وليس مجالس الذِّكر، ومجالس الغِناء، وليس مجالس تلاوة القرآن أو الصَّلاة على الرَّسول عليه السَّلام، فيسمُّونها بغير اسمها الآن. وحلَّت هذه الأناشيد محل تلك الأغاني التي كان يتغنى بها الصوفية، وكانوا يجدون محاربة شديدة من أهل العلم، وظهرتْ هذه المحاربة وقويَت في العصر الحاضر، حتى كادَ الصوتُ الصوفيُّ يموت ولا نسمع له رِكزًا. فخرَجُوا بهذه الحيلة: تركوا الأناشيد القديمة التي كان يتغنّى بها الصوفية في مجالسهم وفي مراقصهم، وجاءوا بالبديل وهو أغاني عصريَّة فيها روح إسلاميَّة، لكن أيضًا فيها أشياء يأباها الإسلام. أول ما شاهدناه عندنا في سوريا لم يكن مع هذه الأناشيد ذكر للدُّفِّ إطلاقًا كانت ساذجة صافية.
السائل : سادة.
الشيخ : نعم، ساذجة، تقولون أنتم: سادة، لكن بدلتم الدال عن الذال. ساذجة: لا يوجد، سادة: جمع سيد، سيد وسيد: سادة. أما ساذج هذه معناها. الشَّاهدُ: فانا أدركت بعض النَّاس الذين كانوا يتردَّدون على حلقات الذِّكر حقيقة، وهي حلقات العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة، كانوا متأثرين ببعض الدَّعايات الأخرى وتأثروا بالدعوة السلفية إلى حد بعيد، لكن وجَدوا شيئًا لم يَرُق لهم، وهذه حقيقة، ولعل بعضكم يشعر بها وأرجو أن لا يكون مُتأثِّرًا بها، يشعر بها، ولكني أرجو أن لا يكون مُتأثِّرًا بها. ما هي هذه الحقيقة؟ أن دروس هذه الجماعة السلفيين جافة، تريد صبر، تريد جَلَد، والعرق يمشي على الجبين، ما في مُكيِّفات، ما في مُرطِّبات، هذا كله موجود في مجالس الرَّقص والذِّكر -زعموا- إلى آخره. فطلع هؤلاء الذين هم مخضرمين، لا هم سلفيين ولا هم صوفيين، طلعوا بأناشيد هي على نفس أنغام الأغاني الصوفية، لكن ما فيها المبالغات الموجودة في تلك، لأنهم عرفوا أن العصر الإسلامي -الآن- لم يعد يتقبل ذاك الأسلوب في بعض المعاني التي فيها ما يوحي بوحدة الوجود، بالغلو في الرَّسول عليه السَّلام، في مدحه ونحو ذلك. فجاءوا بتعديل لتلك العبارات، لكن القوانين الموسيقية هي هي، والنوتات هي هي، فإذن هذا هو البديل، ومضى على ذلك زمن وإذا بعد ما هاجرتُ من دمشق إلى هنا، دخل الدُّفُّ إلى هذه الأناشيد، فرجعوا واقتربوا من الصوفيَّة شوطًا بعيدًا. لا يوجد في الإسلام أناشيد دينية، ألا يوجد في الإسلام شعر وشعر مزكى وممدوح؟
لا شك، قال عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ لَحِكْمَةً ). ولقد كان من شعراء الرَّسول عليه السلام الفحول الذي كان يُدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام بشعره، "حسَّان بن ثابت" فكان يَردُّ على المشركين هجاءهم للرسول الكريم، ويقول له عليه الصلاة والسلام: ( اهْجُهُمْ فإنَّ رُوحُ القُدُسِ مَعَكَ )، أي: جبريل معك، ينافح عنك، يدافع عنك. إذن هذا الشِّعر له أصل، الدِّفاع عن الإسلام، وحضّ المسلمين -مثلاً- على الجهاد في سبيل الله، وعلى التمسُّك بالأخلاق إلى آخره، هذا شعر جميل ومقبول، ولكن أن نُلحِّنه على القوانين الموسيقية: الغربية منها والشرقية، هذا ليس من الإسلام في شيء. وإنما الشاعر كان يلقي قصيدته: أولاً: هي في مبناها، وفي مغزاها، وفي معناها توافق الشريعة في كل أجزائها. وثانيًا: يلقيها بالسليقة العربية الإسلامية، لا يُحاكي في إلقائِه لها قانون للموسيقى يوافق الشرق أو الغرب بخلاف هذه الأناشيد التي تُسمَّى بـ "الأناشيد الدينيَّة" أو "الأناشيد الإسلاميَّة". أنا لا أسمع نشيدًا كنت حفظتُه في صباي بقي في ذهني بعض منه لجمالِه وقوتِه وانظروا هذا المعنى ما أجمله لا نسمع مثله إطلاقًا، لماذا؟ لا يناسب أهواءهم وأذواقهم.
القصيدة هذه تنسب للماوردي يقول في مطلعها :
السائل : ابن الوردي
الشيخ : ابن الوردي أحسنت
" اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا فلأيام الصبا نجم أفل "
بعد ذلك ما يقول:
" ودع الخمرة إن كنت فتى كيف يسعى في جنونٍ من عقل "
إلى آخره، أشياء كثيرة كنت أحفظها. مثل هذا الكلام الذي فيه نصائح، فيه مواعظ، فيه الأمر بالتمسُّك بالأخلاق التي جاء فيها قوله عليه السلام: ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ ). هذه الأناشيد هي لم تكن في العهد الأول، لا في مبناها ولا في طريقة إلقائها. غيره .
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : المولد! يسمونه: المولد.
الشيخ : أيضًا هذا من باب تسمية الشَّيء بنقيضه، فهي مجالس الرَّقص وليس مجالس الذِّكر، ومجالس الغِناء، وليس مجالس تلاوة القرآن أو الصَّلاة على الرَّسول عليه السَّلام، فيسمُّونها بغير اسمها الآن. وحلَّت هذه الأناشيد محل تلك الأغاني التي كان يتغنى بها الصوفية، وكانوا يجدون محاربة شديدة من أهل العلم، وظهرتْ هذه المحاربة وقويَت في العصر الحاضر، حتى كادَ الصوتُ الصوفيُّ يموت ولا نسمع له رِكزًا. فخرَجُوا بهذه الحيلة: تركوا الأناشيد القديمة التي كان يتغنّى بها الصوفية في مجالسهم وفي مراقصهم، وجاءوا بالبديل وهو أغاني عصريَّة فيها روح إسلاميَّة، لكن أيضًا فيها أشياء يأباها الإسلام. أول ما شاهدناه عندنا في سوريا لم يكن مع هذه الأناشيد ذكر للدُّفِّ إطلاقًا كانت ساذجة صافية.
السائل : سادة.
الشيخ : نعم، ساذجة، تقولون أنتم: سادة، لكن بدلتم الدال عن الذال. ساذجة: لا يوجد، سادة: جمع سيد، سيد وسيد: سادة. أما ساذج هذه معناها. الشَّاهدُ: فانا أدركت بعض النَّاس الذين كانوا يتردَّدون على حلقات الذِّكر حقيقة، وهي حلقات العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة، كانوا متأثرين ببعض الدَّعايات الأخرى وتأثروا بالدعوة السلفية إلى حد بعيد، لكن وجَدوا شيئًا لم يَرُق لهم، وهذه حقيقة، ولعل بعضكم يشعر بها وأرجو أن لا يكون مُتأثِّرًا بها، يشعر بها، ولكني أرجو أن لا يكون مُتأثِّرًا بها. ما هي هذه الحقيقة؟ أن دروس هذه الجماعة السلفيين جافة، تريد صبر، تريد جَلَد، والعرق يمشي على الجبين، ما في مُكيِّفات، ما في مُرطِّبات، هذا كله موجود في مجالس الرَّقص والذِّكر -زعموا- إلى آخره. فطلع هؤلاء الذين هم مخضرمين، لا هم سلفيين ولا هم صوفيين، طلعوا بأناشيد هي على نفس أنغام الأغاني الصوفية، لكن ما فيها المبالغات الموجودة في تلك، لأنهم عرفوا أن العصر الإسلامي -الآن- لم يعد يتقبل ذاك الأسلوب في بعض المعاني التي فيها ما يوحي بوحدة الوجود، بالغلو في الرَّسول عليه السَّلام، في مدحه ونحو ذلك. فجاءوا بتعديل لتلك العبارات، لكن القوانين الموسيقية هي هي، والنوتات هي هي، فإذن هذا هو البديل، ومضى على ذلك زمن وإذا بعد ما هاجرتُ من دمشق إلى هنا، دخل الدُّفُّ إلى هذه الأناشيد، فرجعوا واقتربوا من الصوفيَّة شوطًا بعيدًا. لا يوجد في الإسلام أناشيد دينية، ألا يوجد في الإسلام شعر وشعر مزكى وممدوح؟
لا شك، قال عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ لَحِكْمَةً ). ولقد كان من شعراء الرَّسول عليه السلام الفحول الذي كان يُدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام بشعره، "حسَّان بن ثابت" فكان يَردُّ على المشركين هجاءهم للرسول الكريم، ويقول له عليه الصلاة والسلام: ( اهْجُهُمْ فإنَّ رُوحُ القُدُسِ مَعَكَ )، أي: جبريل معك، ينافح عنك، يدافع عنك. إذن هذا الشِّعر له أصل، الدِّفاع عن الإسلام، وحضّ المسلمين -مثلاً- على الجهاد في سبيل الله، وعلى التمسُّك بالأخلاق إلى آخره، هذا شعر جميل ومقبول، ولكن أن نُلحِّنه على القوانين الموسيقية: الغربية منها والشرقية، هذا ليس من الإسلام في شيء. وإنما الشاعر كان يلقي قصيدته: أولاً: هي في مبناها، وفي مغزاها، وفي معناها توافق الشريعة في كل أجزائها. وثانيًا: يلقيها بالسليقة العربية الإسلامية، لا يُحاكي في إلقائِه لها قانون للموسيقى يوافق الشرق أو الغرب بخلاف هذه الأناشيد التي تُسمَّى بـ "الأناشيد الدينيَّة" أو "الأناشيد الإسلاميَّة". أنا لا أسمع نشيدًا كنت حفظتُه في صباي بقي في ذهني بعض منه لجمالِه وقوتِه وانظروا هذا المعنى ما أجمله لا نسمع مثله إطلاقًا، لماذا؟ لا يناسب أهواءهم وأذواقهم.
القصيدة هذه تنسب للماوردي يقول في مطلعها :
السائل : ابن الوردي
الشيخ : ابن الوردي أحسنت
" اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا فلأيام الصبا نجم أفل "
بعد ذلك ما يقول:
" ودع الخمرة إن كنت فتى كيف يسعى في جنونٍ من عقل "
إلى آخره، أشياء كثيرة كنت أحفظها. مثل هذا الكلام الذي فيه نصائح، فيه مواعظ، فيه الأمر بالتمسُّك بالأخلاق التي جاء فيها قوله عليه السلام: ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ ). هذه الأناشيد هي لم تكن في العهد الأول، لا في مبناها ولا في طريقة إلقائها. غيره .