هل يجوز أخذ الأجرة على تدريس القرآن .؟ حفظ
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : السؤال الأول الذي في نفسي عن أخذ الأجرة على تعليم القرآن وبالنسبة لمدرسي التربية الإسلامية
الشيخ : كيف ؟
السائل : بالنسبة لمدرسي التربية الإسلامية في هذا الزمن من مواد التربية الإسلامية القرآن فهل يجوز أخذ الأجر على هذا التدريس أم ما الصواب ؟
الشيخ : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ومن الله تبارك وتعالى نستلهم التوفيق للصواب من القول والصالح من العمل فأقول معلوم باتفاق العلماء أنه لا يجوز أخذ الأجر على أي نوع من أنواع العبادات المحضة ، سواء كان القرآن أو الحديث أو الفقه ، أو أي علم من علوم الشريعة التي يتعبد المسلم بها ويتقرب إلى الله تبارك وتعالى ، والأدلة في ذلك ما أظن تخفى على أحد من طلاب العلم ، ومن أشهرها قول ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وقوله عزوجل : (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) وقد ذكر علماء التفسير في هذه الآية بأن العمل الصالح يشترط فيه شرطان أخذا من هذه الآية الكريمة (( فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) الشرط الأول أن يكون عمله على وفق السنة ، فإذا كان مخالفا لها لم يكن مقبولا ولو كان صاحبه مخلصا فيه لله عزوجل ، ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) والشرط الثاني أن يكون هذا بيت القصيد من هذا البحث أن يكون مخلصا في هذا العمل الذي وافق السنة ، فالإخلاص شرط في كل عبادة حتى تكون مقبولة عند الله عزوجل ، والشرط الآخر أن تكون هذه العبادة موافقة للسنة وليست مخالفة لها ، فإذا اختل أحد هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا إذا كان هذا أمرا معروفا فحينئذ يعرف أن الجواب عن ذاك السؤال أنه لا يجوز أخذ الأجرة مطلقا على أي عمل يقوم به المسلم مادام هذا العمل عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل أو بعبارة قد تكون أدق يفترض أن يكون يتقرب بهذا العمل إلى الله تبارك وتعالى ، إذا كانت هذه القضية واضحة بينة في أذهان طلاب العلم عدنا إلى الجواب عن السؤال المطروح آنفا ، باختصار لا يجوز أخذ الأجر على تعليم القرآن ، ولكن هنا شيء لابد من لفت النظر إليه ألا وهو أن الأجر حينما يقال أجر فهو حق يطلبه صاحب العمل من المعمول له ، والمقدم إليه ، فبهذا المعنى لا يجوز أن يؤخذ أجر على تلاوة القرآن وتعليمه وسائر الأعمال التعبدية كما ذكرنا آنفا ، إذا كان هذا كذلك نقول أما إذا قدم مال ما من جهة ما سواء كانت هذه الجهة حكومية أو من أي فرد من أفراد الأمة قدم هذا المال راتبا أو هبة أو جعالة ولم يأخذه المعلم سواء كان كما قلنا آنفا للقرآن أو للحديث أو نحو ذلك من العلوم ، إذا أخذ ذلك ليس بمعنى الأجر أي إنه قام بعمل يستحق عليه شرعا أجرا وإنما أخذه بأنه قدم إليه من من قدم هذا المال فأخذه لا أجرة وإنما هبة جعالة راتبا أو نحو ذلك من المعاني التي تخالف معنى الأجر مقابل الشيء ، وفي اعتقادي أيضا أنه لا إشكال في هذا التفريق فيما إذا رجعنا إلى مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ) إلى آخر الحديث المعروف فالعمل الواحد يختلف حكمه باختلاف النية ، فالنية لها علاقة كبيرة جدا في تصحيح العمل أو في إفساده ، ومن الأمثلة التي يذكرها بعض العلماء في شرح حديث النية أن رجلا ما يأتي شهوة وهي له حلال ، بل ويكون مأجورا عليها ، وآخر يأتي نفس الشهوة ويكون مأزورا تجاهها ، والعمل واحد وإنما اختلفت النتيجة باختلاف النية ، فمن أوضح الأمثلة في ذلك هو النكاح والزنى ، فمن كل هذين الأمرين يأتي الشخص شهوته ولكن في النكاح يكون مأجورا ، وفي الزنا يكون مأزورا والعمل هو هو ، ويضربون على ذلك مثلا رجل أتى خطأ غير زوجته وهو يظنها زوجته فلا وزر عليه في ذلك ، والعكس بالعكس تماما ، في رجل آخر جامع زوجته وهو يظنها غريبة عنه إنما أتاها لقضاء شهوته بالحرام ، وبعد أن فرغ منها تبين له أنها زوجته ، فهو آثم مع أنه جامع زوجته وقضى وطره منها ، ذلك لأن الأول كانت نيته أن يأتي زوجته لكنه أخطأ في الواقع فلم يصبه شيء من الوزر ، والعكس في المثالي الثاني تماما ، وتفصيل هاتين الصورتين ليس من الصعب لكل سامع أن يعرف حقيقة ذلك ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهو أن العمل الواحد يختلف باختلاف النية حينئذ يكون معالجة المسألة التي طرحتها بإصلاح النية فمن كان وكل إليه أمر التعليم الديني ورتب له راتب أو معاش فتصحيح هذا العمل يكون بأن لا يأخذ ما يقدم إليه بمعنى الأجر الذي يستحقه مقابل أي عمل دنيوي وإنما يأخذ ذلك كما ذكرنا آنفا من المعاني الهبة أو جعالة أو الراتب ، فالدولة مثلا حينما تكون غنية وتكون متمسكة بالأحكام الشرعية وقائمة على تنفيذها لها أن تقدم لكل فرد من أفراد المسلمين راتبا يكفيه ويغنيه عن السعي والضرب في الأرض ليتفرغ لعبادة الله عز وجل والقيام بما يجب عليه من تربية أهله وذويه ومن حوله ، فهذا هو الجواب العملي الذي ينبغي أن يكون عليه القائمون بتعليم المسلمين أي علم من علوم الشرعية ، هذا ما عندي جوابا عن ذاك السؤال .
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك
السائل : شيخنا هذا المعاني الهبة والجعالة تختلط أحيانا في نفس الإنسان فيقوى أحدها فترة والآخر فترة فيشعر أحيانا أنه يأخذ هذا أجرا وأحيانا يشعر أنه يأخذه لكي .. ؟
الشيخ : المسألة بارك الله فيك هي ليست بالشعور وإنما بتصليح ما في القلوب ، فأنا قلت آنفا لمعالجة القضية هو أن ينوي المسلم حينما يأخذ هذا المال لا يأخذه أجرا لأنه إن فعل ذلك أبطل عمله كما ذكرنا آنفا ، أن هناك في قبول العمل ليكون صالحا شرطين اثنين ، الشرط الأول هو الإخلاص لله عز وجل، فهذا أمر يتعلق بالعقيدة وبما وقر في قلب هذا الإنسان الذي قدم إليه هذا المال ، أما هو يشعر بكذا ويشعر بكذا فهذا أمر طبيعي جدا ، فقد يقوم إنسان يصلي ركعتين لله عز وجل فتتحول نفسه من الإخلاص لهذه العبادة إلى أن يتظاهر أمام الناس بأنه رجل صالح وهو بذلك يبطل هذه العبادة التي ليس لها علاقة بأخذ أجر مادي إطلاقا ، ولكن لما طور ما في قلبه من النية في هذه العبادة التي كان المفروض فيها أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل أن يرائي الناس فيها ، ذلك إما أن يبطل عمله بالكلية وإما أن يقلل من أجر هذه العبادة على نسبة قوة الرياء فيها وضعف الرياء فيها ، فالشعور الذي أنت ذكرته أمر واقع في نفوس كثير من الناس ، لكن البحث الآن هو كيف نجعل ما قد يبتلى به بعض الناس من الأخذ لمال ما مقابل علم ما أو تعليم ما ، هو إصلاح هذه النية ، هذا هو الجواب .
السائل : السؤال الأول الذي في نفسي عن أخذ الأجرة على تعليم القرآن وبالنسبة لمدرسي التربية الإسلامية
الشيخ : كيف ؟
السائل : بالنسبة لمدرسي التربية الإسلامية في هذا الزمن من مواد التربية الإسلامية القرآن فهل يجوز أخذ الأجر على هذا التدريس أم ما الصواب ؟
الشيخ : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ومن الله تبارك وتعالى نستلهم التوفيق للصواب من القول والصالح من العمل فأقول معلوم باتفاق العلماء أنه لا يجوز أخذ الأجر على أي نوع من أنواع العبادات المحضة ، سواء كان القرآن أو الحديث أو الفقه ، أو أي علم من علوم الشريعة التي يتعبد المسلم بها ويتقرب إلى الله تبارك وتعالى ، والأدلة في ذلك ما أظن تخفى على أحد من طلاب العلم ، ومن أشهرها قول ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وقوله عزوجل : (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) وقد ذكر علماء التفسير في هذه الآية بأن العمل الصالح يشترط فيه شرطان أخذا من هذه الآية الكريمة (( فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) الشرط الأول أن يكون عمله على وفق السنة ، فإذا كان مخالفا لها لم يكن مقبولا ولو كان صاحبه مخلصا فيه لله عزوجل ، ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) والشرط الثاني أن يكون هذا بيت القصيد من هذا البحث أن يكون مخلصا في هذا العمل الذي وافق السنة ، فالإخلاص شرط في كل عبادة حتى تكون مقبولة عند الله عزوجل ، والشرط الآخر أن تكون هذه العبادة موافقة للسنة وليست مخالفة لها ، فإذا اختل أحد هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا إذا كان هذا أمرا معروفا فحينئذ يعرف أن الجواب عن ذاك السؤال أنه لا يجوز أخذ الأجرة مطلقا على أي عمل يقوم به المسلم مادام هذا العمل عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل أو بعبارة قد تكون أدق يفترض أن يكون يتقرب بهذا العمل إلى الله تبارك وتعالى ، إذا كانت هذه القضية واضحة بينة في أذهان طلاب العلم عدنا إلى الجواب عن السؤال المطروح آنفا ، باختصار لا يجوز أخذ الأجر على تعليم القرآن ، ولكن هنا شيء لابد من لفت النظر إليه ألا وهو أن الأجر حينما يقال أجر فهو حق يطلبه صاحب العمل من المعمول له ، والمقدم إليه ، فبهذا المعنى لا يجوز أن يؤخذ أجر على تلاوة القرآن وتعليمه وسائر الأعمال التعبدية كما ذكرنا آنفا ، إذا كان هذا كذلك نقول أما إذا قدم مال ما من جهة ما سواء كانت هذه الجهة حكومية أو من أي فرد من أفراد الأمة قدم هذا المال راتبا أو هبة أو جعالة ولم يأخذه المعلم سواء كان كما قلنا آنفا للقرآن أو للحديث أو نحو ذلك من العلوم ، إذا أخذ ذلك ليس بمعنى الأجر أي إنه قام بعمل يستحق عليه شرعا أجرا وإنما أخذه بأنه قدم إليه من من قدم هذا المال فأخذه لا أجرة وإنما هبة جعالة راتبا أو نحو ذلك من المعاني التي تخالف معنى الأجر مقابل الشيء ، وفي اعتقادي أيضا أنه لا إشكال في هذا التفريق فيما إذا رجعنا إلى مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ) إلى آخر الحديث المعروف فالعمل الواحد يختلف حكمه باختلاف النية ، فالنية لها علاقة كبيرة جدا في تصحيح العمل أو في إفساده ، ومن الأمثلة التي يذكرها بعض العلماء في شرح حديث النية أن رجلا ما يأتي شهوة وهي له حلال ، بل ويكون مأجورا عليها ، وآخر يأتي نفس الشهوة ويكون مأزورا تجاهها ، والعمل واحد وإنما اختلفت النتيجة باختلاف النية ، فمن أوضح الأمثلة في ذلك هو النكاح والزنى ، فمن كل هذين الأمرين يأتي الشخص شهوته ولكن في النكاح يكون مأجورا ، وفي الزنا يكون مأزورا والعمل هو هو ، ويضربون على ذلك مثلا رجل أتى خطأ غير زوجته وهو يظنها زوجته فلا وزر عليه في ذلك ، والعكس بالعكس تماما ، في رجل آخر جامع زوجته وهو يظنها غريبة عنه إنما أتاها لقضاء شهوته بالحرام ، وبعد أن فرغ منها تبين له أنها زوجته ، فهو آثم مع أنه جامع زوجته وقضى وطره منها ، ذلك لأن الأول كانت نيته أن يأتي زوجته لكنه أخطأ في الواقع فلم يصبه شيء من الوزر ، والعكس في المثالي الثاني تماما ، وتفصيل هاتين الصورتين ليس من الصعب لكل سامع أن يعرف حقيقة ذلك ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهو أن العمل الواحد يختلف باختلاف النية حينئذ يكون معالجة المسألة التي طرحتها بإصلاح النية فمن كان وكل إليه أمر التعليم الديني ورتب له راتب أو معاش فتصحيح هذا العمل يكون بأن لا يأخذ ما يقدم إليه بمعنى الأجر الذي يستحقه مقابل أي عمل دنيوي وإنما يأخذ ذلك كما ذكرنا آنفا من المعاني الهبة أو جعالة أو الراتب ، فالدولة مثلا حينما تكون غنية وتكون متمسكة بالأحكام الشرعية وقائمة على تنفيذها لها أن تقدم لكل فرد من أفراد المسلمين راتبا يكفيه ويغنيه عن السعي والضرب في الأرض ليتفرغ لعبادة الله عز وجل والقيام بما يجب عليه من تربية أهله وذويه ومن حوله ، فهذا هو الجواب العملي الذي ينبغي أن يكون عليه القائمون بتعليم المسلمين أي علم من علوم الشرعية ، هذا ما عندي جوابا عن ذاك السؤال .
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك
السائل : شيخنا هذا المعاني الهبة والجعالة تختلط أحيانا في نفس الإنسان فيقوى أحدها فترة والآخر فترة فيشعر أحيانا أنه يأخذ هذا أجرا وأحيانا يشعر أنه يأخذه لكي .. ؟
الشيخ : المسألة بارك الله فيك هي ليست بالشعور وإنما بتصليح ما في القلوب ، فأنا قلت آنفا لمعالجة القضية هو أن ينوي المسلم حينما يأخذ هذا المال لا يأخذه أجرا لأنه إن فعل ذلك أبطل عمله كما ذكرنا آنفا ، أن هناك في قبول العمل ليكون صالحا شرطين اثنين ، الشرط الأول هو الإخلاص لله عز وجل، فهذا أمر يتعلق بالعقيدة وبما وقر في قلب هذا الإنسان الذي قدم إليه هذا المال ، أما هو يشعر بكذا ويشعر بكذا فهذا أمر طبيعي جدا ، فقد يقوم إنسان يصلي ركعتين لله عز وجل فتتحول نفسه من الإخلاص لهذه العبادة إلى أن يتظاهر أمام الناس بأنه رجل صالح وهو بذلك يبطل هذه العبادة التي ليس لها علاقة بأخذ أجر مادي إطلاقا ، ولكن لما طور ما في قلبه من النية في هذه العبادة التي كان المفروض فيها أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل أن يرائي الناس فيها ، ذلك إما أن يبطل عمله بالكلية وإما أن يقلل من أجر هذه العبادة على نسبة قوة الرياء فيها وضعف الرياء فيها ، فالشعور الذي أنت ذكرته أمر واقع في نفوس كثير من الناس ، لكن البحث الآن هو كيف نجعل ما قد يبتلى به بعض الناس من الأخذ لمال ما مقابل علم ما أو تعليم ما ، هو إصلاح هذه النية ، هذا هو الجواب .