شرح قول المصنف رحمه الله : "... و محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و سيد المرسلين ، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ، و يشهد بنبوته ، و لا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته ، و لا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته ، صاحب لواء الحمد و المقام المحمود ، و الحوض المورود ، و هو إمام النبيين ، و خطيبهم ، و صاحب شفاعتهم ، أمته خير الأمم ، و أصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام ، و أفضل أمته أبو بكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، رضي الله عنهم أجمعين ، لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نقول و النبي صلى الله عليه و سلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فلا ينكره ، و صحت الرواية عن علي رضي الله عنه ، أنه قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، و لو شئت سميت الثالث ، و روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( ما طلعت الشمس و لا غربت بعد النبيين و المرسلين على أفضل من أبي بكر ) و هو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه و سلم لفضله و سابقته ، و تقديم النبي صلى الله عليه و سلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم ، و إجماع الصحابة على تقديمه و مبايعته ، و لم يكن الله ليجمعهم على ضلالة ، ثم من بعده عمر رضي الله عنه ، لفضله و عهد أبي بكر إليه ، ثم عثمان رضي الله عنه ، لتقديم أهل الشورى له ، ثم علي رضي الله عنه ، لفضله و إجماع أهل عصره عليه . و هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم : ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ) فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه .و نشهد للعشرة بالجنة ، كما شهد لهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( أبو بكر في الجنة و عمر في الجنة و عثمان في الجنة ، و علي في الجنة ، و طلحة في الجنة ، و الزبير في الجنة و سعد في الجنة و السعيد في الجنة , و عبد الرحمن بن عوف في الجنة و عبيدة بن الجراح في الجنة ) و كل من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة شهدنا له بها ، كقوله : ( الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ، و قوله لثابت بن قيس : ( إنه من أهل الجنة ) . و لا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة و لا نار ، إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه و سلم لكنا نرجو للمحسن ، و نخاف على المسيء ... " . حفظ