فوائد حديث : ( إذا رميت بسهمك فغاب عنك فأدركته فكله ما لم ينتن ). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث فوائد منها: أنّ الصّيد إذا غاب ثمّ وجده الصائد فإنه يحلّ أكله إلاّ إذا أنتن.
ويستفاد منه: أنّ أكل اللحم المنتن ممنوع إمّا منع تحريم وإمّا منع كراهة، فإن كان النّتن قويًّا فإنه يكون حرامًا لأنه ضارّ، وإن كان خفيفًا فإنّ الغالب ولا سيما فيما سبق أنّ اللحم في أيّام الصّيف يسرع إليه التغيّر فلا يكون محرّمًا بل يكون مكروهًا، فإن قال قائل: هل لنا طريقة أو علاج لهذا النّتن أن يذهب؟ فما الجواب؟ الجواب نعم إذا طبخ طبخًا تامًّا يزول النتن فإن بقي له أثر فإنه ينهى عن أكله.
ومن فوائد الحديث: حرص الشّريعة الإسلاميّة على حفظ الصّحّة لقوله: ( ما لم ينتن ) وعلى هذا فيجب على الإنسان المحافظة على صحّته ولا يقول أنا حرّ إن شئت فعلت ما يضرّ بصحّتي وإن شئت لم أفعل، نقول ليس كذلك إن بدنك أمانة عندك وإنّه يجب عليك أن ترعاه أحسن رعاية، ولهذا قال الله تعالى: (( ولا تقتلوا أنفسكم )) وقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ( لا ضرر ولا ضرار ) بل أسقط الله على الإنسان شرطًا من شروط الصّلاة خوفًا من الضّرر كالطّهارة بالماء، فإنّ الإنسان إذا خاف الضّرر سقط عنه أن يتطهّر بها من جنابة أو من حدث أصغر لأنك مأمور بحفظ بدنك، ولهذا وجب على الإنسان المضطرّ أن يأكل وليس بالخيار يجب أن يأكل، فإن لم يأكل فقد تعرّض لقتل نفسه.