متى يجوز الخروج عن الحاكم ؟ حفظ
السائل : ... الخروج عليهم؟
الشيخ : لا، والله سبحانه أوجب على المسلمين أن يصابروا الواحد بعشرة، ثمّ قال: (( الآن خفّف الله عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفًا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين )) وإذا وجد ضعف أكثر لم يجب الخروج، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : هو كلّ حال ... عليه الصّلاة والسّلام حيث قال: ( إلاّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) فهنا ضيّق، شروط ثقيلة جدًّا ... فلا يكفي السّماع، ولا يكفي الظنّ، ولا يكفي القرائن، لا بدّ أن يكون علم يقين، وكفرا احترازًا من؟
السائل : الفسوق.
الشيخ : الفسوق أيًّا كان، لا يجوز الخروج على الأئمة مهما كان لو قتّلوا أو شربوا الخمر أو زنوا أو لاطوا فإنّه لا يجوز الخروج عليهم لأنّ الرّسول قال كفرًا بواحًا صريحًا ما يحتمل التأويل ولا الشكّ لأنّه إذا احتمل التأويل أو الشّكّ فربّما يكون هؤلاء الذين ارتكبوا كفرًا بواحًا ارتكبوه عن جهل وتأويل، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في رسائله المردانية قال إنّ الإمام أحمد رحمه الله يرى أن مذهب المأمون وأشباهه من الدّعوة بالقول بخلق القرآن أنه كفر، ولكنه لا يكفّر المأمون بل يدعو له ويترحّم عليه، هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلا بدّ أن يكون بواحًا ما فيه احتمال ولا للتأويل أو الجهل أو ما أشبه ذلك، الشّرط الرابع؟
السائل : ...
الشيخ : عندنا من الله فيه برهان قاطع ليس قياسًا أو دعوى إجماع، بل لا بدّ يكون تصريح من القرآن والسّنّة أن هذا العمل كفر، ثمّ إنّ الشّيء قد يكون كفرًا ولكنه لا يكفر فاعله أو قائله، فالرّجل الذي قال من شدّة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربّك قال كلمة كفر أليس كذلك؟ ومع هذا لم يقصده، والرجل الذي كان مسرفًا على نفسه وأمر أهله أن يحرقوه وبذرّوه في اليمّ، فجمعه الله وسأله قال يا ربّ ذلك من خشيتك فغفر له، ظاهر حاله أنّه شاكّ؟
السائل : في قدرة الله.
الشيخ : في قدرة الله عزّ وجلّ، والشّكّ في قدرة الله كفر، لكن هذا ... فلم يعاقبه الله على ذلك، وهذا يعني أن الشّيء قد يكون كفرًا باعتبار شخص هذا الشّيء لا باعتبار فاعله قد لا يكون الفاعل كافرًا، وهذه مسألة قلّما من يتفطّن لها، إذا تمّت الشّروط هذه لا بدّ من شرط الوجوب لأنّ هذه الشّروط شرط الجواز بقي شرط الوجوب ما هو؟ القدرة، إن لم يكن قدرة وعلمنا أنّ الأمر سينعكس صار حرامًا، وأنتم الآن تشاهدون المعارك الضارية والعياذ بالله التي لا يفعلها العدوّ الصّريح بالمسلمين يكون بين بعضهم بعضًا الآن، كل هذا من أجل التّهوّر الخروج في غير محلّه. أي نعم ... ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أخ أحمد!
الطالب : السّلام عليكم يا شيخ.
الشيخ : عصام، من المسؤول عن حلقتكم؟ هل هو عصام وإلاّ أحمد وإلاّ عادل؟
الطالب : ما فيه أحد مسؤول معيّن يا شيخ نتناوب نتعاون.
الشيخ : إذن يكون النّداء لأهل البحرين.
الطالب : جزاكم الله خيرًا.
الشيخ : طيب، الآن إن شاء الله بدأ الدّرس لكن فيه مناقشة مع الطّلبة.
الطالب : جزاك الله خيرًا.