عن أنس بن مالك - رضي الله عنه ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضحي بكبشين أملحين, أقرنين, ويسمي, ويكبر, ويضع رجله على صفاحهما. وفي لفظ: ( ذبحهما بيده ) متفق عليه . وفي لفظ: ( سمينين ) ولأبي عوانة في "صحيحه" : ( ثمينين ) . بالمثلثة بدل السين وفي لفظ لمسلم, ويقول:( بسم الله. والله أكبر ) . وله: من حديث عائشة رضي الله عنها; ( أمر بكبش أقرن, يطأ في سواد, ويبرك في سواد, وينظر في سواد; ليضحي به, فقال: ( اشحذي المدية ) , ثم أخذها, فأضجعه, ثم ذبحه, وقال: ( بسم الله, اللهم تقبل من محمد وآل محمد, ومن أمة محمد ). حفظ
الشيخ : أما الأحاديث فيقول عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين أملحين، أقرنين، ويسمي، ويكبر، ويضع رجله على صفاحهما ) وفي لفظ: ( ذبحهما بيده )، وفي لفظ: ( سمينين )، ولأبي عوانة في "صحيحه": ( ثمينين ) بالمثلثة بدل السين، وفي لفظ لمسلم، ويقول: ( بسم الله والله أكبر ).
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النّبي صلى الله عليه وسلم، ويعلم من أحواله في بيته ما لا يعلمه كثير من الرّجال يقول: " كان يضحّي بكبشين " والكبش ذكر الضّأن الكبير، أقرنين يعني: لهما قرون، وإنما اختار هذين لعظمهما، ولأن ما له قرون أكمل ممّا ليس له قرون، فإنّ وجود القرون من كمال الخِلقة وهو أيضًا يدلّ على قوّة الخروف وشدّته، لأنّ هذا الذي له قرون تجده عند المناطحة يهزم ما يناطحه من الضّأن، وحينئذ يكون له قوّة، قوّة معنويّة جسديّة وقوّة في مصارعة العدوّ، ويسمّي ويكبّر وفسّر ذلك بقوله في الحديث الآخر يقول: ( بسم الله والله أكبر ) والتّسمية سبق أنّها شرط لحلّ الذّبيحة والتّكبير سنّة، وإنّما شرعت التّسمية هنا لأنّها شرط لحلّ الذّبيحة، وشرع التّكبير لأنّ التّكبير تعظيم لله، والذّبح تقرّبًا إليه تعظيم له فيحصل التّناسب بين التّعظيم الفعليّ، والتّعظيم إيش؟ القولي، أما بسم الله فقد مرّ علينا كيف إعرابها أنّها متعلّقة بمحذوف يقدّر فعلًا متأخّرًا مناسبًا، يقدّر فعلًا لماذا يا عبد الله بن عوض؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا يقدّر فعلًا؟
الطالب : يقدّر فعلًا يتعلق.
الشيخ : شرافي؟
الطالب : لأنّ الأصل في العمل الأفعال.
الشيخ : لأنّ الأصل في العمل الأفعال ولهذا تعمل الأفعال بلا شرط، وما ينوب عنها في العمل لا بدّ فيه من شروط، عمل المصدر، عمل اسم الفاعل، عمل اسم المفعول، عمل الصّفة المشبّهة كلها لا بدّ فيها من شروط، ومناسبًا لماذا يا سعد؟ لماذا يقدّر فعلًا مناسبًا، يقدّر فعلًا فهمناها، ولكن مناسبًا؟ لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، أنا أقصد لماذا يقدّر فعلًا مناسبًا لأنّه أدلّ على المقصود، مثلًا تجي تقرأ تقول بسم الله أقرأ، يجوز أن تقدّرها بسم الله أبتدأ، لكن إذا قلت بسم الله أقرأ صار إيش؟ أدلّ على المقصود، طيب متأخّرًا خالد؟
الطالب : تيمّنًا بذكر اسم الله عزّ وجلّ.
الشيخ : هذه واحدة، تيمّنًا بالبداءة ببسم الله، والثاني؟ نعم.
الطالب : الحصر.
الشيخ : إفادة الحصر لأنّ تقديم ما حقّه التأخير يدلّ على الحصر، كيف نقدّر إذا أردت أن تذبح فقلت بسم الله؟ غامدي؟
الطالب : بسم الله أذبح.
الشيخ : بسم الله أذبح، تمام، أما الله أكبر فهي معروفة مبتدأ وخبر، وقد عرفنا أنّ الحكمة من التّكبير هنا هو أن يتفق الفعل والقول على تعظيم الله عزّ وجلّ، ( ويضع رجله على صفاحهما ) يضع رجله عند الذّبح إذا أضجعهما وضع رجله على صفاحهما، أي صفحتي عنقيهما لماذا؟ من أجل أن يضبطها عن الاضطراب والتّحرّك لأنّها لو اضطربت وتحرّكت ربما لا يأتي على ذبحها على الوجه المطلوب وربما ترجع السّكّين على يده اليسرى، فلا بدّ من أن يضع رجله على صفاحهما، لكن هذا الوضع هل هو وضع هيّن وإلاّ وضع شديد بحيث يضبط البهيمة؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : نعم؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني بلا شكّ لأنّ مجرّد الوضع لا يفيد، وفي لفظ: ( ذبحهما بيده ) وهذا تصريح بالمراد بقوله يضّحي لأنّه لو لم تأت هذه لكان كلمة يضحّي يحتمل أن يكون يذبحها بيده أو يأمر من يذبحهما، لكن إذا جاء التّخصيص صار أبلغ، ( ذبحهما بيده ) طيب، بيده بيان للواقع فليس لها إيش؟ ليس لها مفهوم، هذا مثل كتب بيده من باب بيان الواقع.
طيب وفي لفظ: ( سمينين ) ( بكبشين أملحين أقرنين ) تعديّنا أملحين ما تكلّمنا عليها.
الطالب : ...
الشيخ : لا، مكتوبة مصحّحة، أي ألحقوها صحّ.
الطالب : ...
الشيخ : بعد قوله: ( أقرنين أملحين )، الأملح هو الأبيض سمّي بذلك لأنه يشبه الملح في البياض، وقيل: الأبيض الذي خالطه سواد فصار كالرّصاص أبيض أسود، ثمّ هل هذا مقصود؟ هذا اللّون أو لا؟ سيأتينا إن شاء الله بيانه في الفوائد.
وفي لفظ: ( سمينين ) من السِّمنة وهي كثرة اللّحم والشّحم، ولأبي عوانة في "صحيحه": ( ثمينين ) بالمثلثة بدل السّين ومعنى ثمينين أي: كثيري؟
الطالب : الثمن.
الشيخ : الثّمن، والغالب أنّه كلّما عظمت البهيمة كثر ثمنها، وقد يكثر ثمنها لجمالها، وقد يكثر ثمناه لنوعيتها، كما هو الآن موجود، يوجد ضأن الآن مسمّى باسم، وضأن آخر مسمّى باسم آخر، وتجد الفرق بين أثمانهما كبير.
وله أي لمسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: ( أمر بكبش أقرن ) ..
الطالب : ( بسم الله والله أكبر ).
الشيخ : لا، تكلّمنا عليه، بسم الله والله أكبر تكلّمنا عليه، وله: من حديث عائشة رضي الله عنها; ( أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتي به ليضّحي به فقال لها يا عائشة هلمّي المدية! ثمّ قال: اشحذيها بحجر ففعلت، ثمّ أخذها فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد ثمّ ضحّى به ) ففي حديث أنس السابق يقول كان يضحّي بكذا، وحديث عائشة هنا يدلّ على أنّه ضحّى بواحد، فهل نقول بما رواه أنس ونقول لعلّ عائشة رضي الله عنها لم تعلم بالثاني أو نقول أنه أحيانًا يفعل كذا وأحيانًا يفعل كذا؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، طيب كان أمر بكبش أقرن، فقوله: ( بكبش أقرن ) يطابق قوله: ( بكبشين أقرنين )، ( يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد ).
( يطأ في سواد ): يعني أنَّ مقدّم يديه ورجليه أسود فيكون ما يلي الأرض من الرّجلين واليدين أسود.
( يبرك في سواد ): يعني أنّ بطنه أسود لأنّه هو الذي يبرك عليه.
( ينظر في سواد ): يعني أنّ ما حول عينيه أسود، فهل الرّسول قال ائتوني بما هذا وصفه؟ أو أنّه أمر بكبش أقرن ووصفته عائشة رضي الله عنها بأنه يطأ في سواد ويبرك في سواد إلى آخره؟ وعندي محتمل أنّ الرّسول أمر بكبش هذا وصفه أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد، ويحتمل أنّه أمر بكبش أقرن فجيء به فإذا هو ملوّن بهذا بالتلوين يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، وعندي أنّ هذا أقرب، عندي أنّ هذا أقرب وذلك لأنّه إذا أمر بكبش هذا وصفه فقد يكون صعبًا، صعبًا جدًّا ثمّ إنّ الإنسان بعقله القاصر يقول أيّ فرق بين هذا اللّون واللّون الثاني؟ نحن نقول فأتي به ليضّحي به وهذا قد يؤيّد أنه أمر به على هذا الوصف لقولها: " فأتي به ليضّحي به " فقال لها: ( يا عائشة هلمّي المدية ) يعني: أعطيني إيّاها، وهلمّ هل هي اسم فعل وإلاّ فعل؟
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : نعم؟
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : طيب، يحتاج إلى دليل، ما هو الدليل على أنّ هلّم اسم فعل وليست فعلًا؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟
الطالب : عدم دخول الضّمير عليها.
الشيخ : أين الدّليل على أنّ الضّمير لم يدخل عليها؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : عدم التّصرّف.
الشيخ : أي أين هو الدّليل؟ أنت حكمت الآن فنحتاج إلى دليل.
الطالب : ...
الشيخ : إيه.
الطالب : بعضهم يقول أنّه اسم فعل وبعضهم يقول أنه فعل.
الشيخ : طيب وماذا تؤيّد؟
الطالب : أنا؟
الشيخ : أي نعم أنت.
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : أنها اسم فعل، ما دليلك على هذا التّأييد ما هو؟
الطالب : (( قل هلمّ شهداءكم )) ما أدخل عليها الضمير.
الشيخ : ولم يقل هلموا (( والقائلين لإخوانهم ))؟
الطالب : (( هلمّ إلينا ))
الشيخ : (( هلمّ إلينا )) ولم يقولوا هلموا إلينا، طيب القول الثّاني وش دليله؟
الطالب : بيت من الشّعر ما أعرفه.
الشيخ : بيت من الشّعر، وهذا الحديث؟
الطالب : أي نعم هذا الحديث.
الشيخ : ( هلميّ ... المدية ) فهنا أدخل ياء الفاعل على هلمّ وهذا يدلّ على أنّها إيش؟ فعل، لأنّ كلّ ما دلّ على الأمر ولم يقبل علامته فهو اسم فعل، فإن قبل علامته فهو فعل، على كلّ حال هذا خلاف ... وهذه مسألة لغويّة ( هلمّي المدية ) المدية هي؟ السّكّين، ثمّ قال: ( اشحذيها بحجر ) اشحذيها يعني إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : حدّديها، بحجر في ذلك الوقت فيما يظهر والله أعلم ليس عندهم هذه المبارد المعروفة عندنا لكن حجر، وكان النّاس فيما سبق يحدّون الشّفار بالحجر.
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النّبي صلى الله عليه وسلم، ويعلم من أحواله في بيته ما لا يعلمه كثير من الرّجال يقول: " كان يضحّي بكبشين " والكبش ذكر الضّأن الكبير، أقرنين يعني: لهما قرون، وإنما اختار هذين لعظمهما، ولأن ما له قرون أكمل ممّا ليس له قرون، فإنّ وجود القرون من كمال الخِلقة وهو أيضًا يدلّ على قوّة الخروف وشدّته، لأنّ هذا الذي له قرون تجده عند المناطحة يهزم ما يناطحه من الضّأن، وحينئذ يكون له قوّة، قوّة معنويّة جسديّة وقوّة في مصارعة العدوّ، ويسمّي ويكبّر وفسّر ذلك بقوله في الحديث الآخر يقول: ( بسم الله والله أكبر ) والتّسمية سبق أنّها شرط لحلّ الذّبيحة والتّكبير سنّة، وإنّما شرعت التّسمية هنا لأنّها شرط لحلّ الذّبيحة، وشرع التّكبير لأنّ التّكبير تعظيم لله، والذّبح تقرّبًا إليه تعظيم له فيحصل التّناسب بين التّعظيم الفعليّ، والتّعظيم إيش؟ القولي، أما بسم الله فقد مرّ علينا كيف إعرابها أنّها متعلّقة بمحذوف يقدّر فعلًا متأخّرًا مناسبًا، يقدّر فعلًا لماذا يا عبد الله بن عوض؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا يقدّر فعلًا؟
الطالب : يقدّر فعلًا يتعلق.
الشيخ : شرافي؟
الطالب : لأنّ الأصل في العمل الأفعال.
الشيخ : لأنّ الأصل في العمل الأفعال ولهذا تعمل الأفعال بلا شرط، وما ينوب عنها في العمل لا بدّ فيه من شروط، عمل المصدر، عمل اسم الفاعل، عمل اسم المفعول، عمل الصّفة المشبّهة كلها لا بدّ فيها من شروط، ومناسبًا لماذا يا سعد؟ لماذا يقدّر فعلًا مناسبًا، يقدّر فعلًا فهمناها، ولكن مناسبًا؟ لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، أنا أقصد لماذا يقدّر فعلًا مناسبًا لأنّه أدلّ على المقصود، مثلًا تجي تقرأ تقول بسم الله أقرأ، يجوز أن تقدّرها بسم الله أبتدأ، لكن إذا قلت بسم الله أقرأ صار إيش؟ أدلّ على المقصود، طيب متأخّرًا خالد؟
الطالب : تيمّنًا بذكر اسم الله عزّ وجلّ.
الشيخ : هذه واحدة، تيمّنًا بالبداءة ببسم الله، والثاني؟ نعم.
الطالب : الحصر.
الشيخ : إفادة الحصر لأنّ تقديم ما حقّه التأخير يدلّ على الحصر، كيف نقدّر إذا أردت أن تذبح فقلت بسم الله؟ غامدي؟
الطالب : بسم الله أذبح.
الشيخ : بسم الله أذبح، تمام، أما الله أكبر فهي معروفة مبتدأ وخبر، وقد عرفنا أنّ الحكمة من التّكبير هنا هو أن يتفق الفعل والقول على تعظيم الله عزّ وجلّ، ( ويضع رجله على صفاحهما ) يضع رجله عند الذّبح إذا أضجعهما وضع رجله على صفاحهما، أي صفحتي عنقيهما لماذا؟ من أجل أن يضبطها عن الاضطراب والتّحرّك لأنّها لو اضطربت وتحرّكت ربما لا يأتي على ذبحها على الوجه المطلوب وربما ترجع السّكّين على يده اليسرى، فلا بدّ من أن يضع رجله على صفاحهما، لكن هذا الوضع هل هو وضع هيّن وإلاّ وضع شديد بحيث يضبط البهيمة؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : نعم؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني بلا شكّ لأنّ مجرّد الوضع لا يفيد، وفي لفظ: ( ذبحهما بيده ) وهذا تصريح بالمراد بقوله يضّحي لأنّه لو لم تأت هذه لكان كلمة يضحّي يحتمل أن يكون يذبحها بيده أو يأمر من يذبحهما، لكن إذا جاء التّخصيص صار أبلغ، ( ذبحهما بيده ) طيب، بيده بيان للواقع فليس لها إيش؟ ليس لها مفهوم، هذا مثل كتب بيده من باب بيان الواقع.
طيب وفي لفظ: ( سمينين ) ( بكبشين أملحين أقرنين ) تعديّنا أملحين ما تكلّمنا عليها.
الطالب : ...
الشيخ : لا، مكتوبة مصحّحة، أي ألحقوها صحّ.
الطالب : ...
الشيخ : بعد قوله: ( أقرنين أملحين )، الأملح هو الأبيض سمّي بذلك لأنه يشبه الملح في البياض، وقيل: الأبيض الذي خالطه سواد فصار كالرّصاص أبيض أسود، ثمّ هل هذا مقصود؟ هذا اللّون أو لا؟ سيأتينا إن شاء الله بيانه في الفوائد.
وفي لفظ: ( سمينين ) من السِّمنة وهي كثرة اللّحم والشّحم، ولأبي عوانة في "صحيحه": ( ثمينين ) بالمثلثة بدل السّين ومعنى ثمينين أي: كثيري؟
الطالب : الثمن.
الشيخ : الثّمن، والغالب أنّه كلّما عظمت البهيمة كثر ثمنها، وقد يكثر ثمنها لجمالها، وقد يكثر ثمناه لنوعيتها، كما هو الآن موجود، يوجد ضأن الآن مسمّى باسم، وضأن آخر مسمّى باسم آخر، وتجد الفرق بين أثمانهما كبير.
وله أي لمسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: ( أمر بكبش أقرن ) ..
الطالب : ( بسم الله والله أكبر ).
الشيخ : لا، تكلّمنا عليه، بسم الله والله أكبر تكلّمنا عليه، وله: من حديث عائشة رضي الله عنها; ( أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتي به ليضّحي به فقال لها يا عائشة هلمّي المدية! ثمّ قال: اشحذيها بحجر ففعلت، ثمّ أخذها فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد ثمّ ضحّى به ) ففي حديث أنس السابق يقول كان يضحّي بكذا، وحديث عائشة هنا يدلّ على أنّه ضحّى بواحد، فهل نقول بما رواه أنس ونقول لعلّ عائشة رضي الله عنها لم تعلم بالثاني أو نقول أنه أحيانًا يفعل كذا وأحيانًا يفعل كذا؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، طيب كان أمر بكبش أقرن، فقوله: ( بكبش أقرن ) يطابق قوله: ( بكبشين أقرنين )، ( يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد ).
( يطأ في سواد ): يعني أنَّ مقدّم يديه ورجليه أسود فيكون ما يلي الأرض من الرّجلين واليدين أسود.
( يبرك في سواد ): يعني أنّ بطنه أسود لأنّه هو الذي يبرك عليه.
( ينظر في سواد ): يعني أنّ ما حول عينيه أسود، فهل الرّسول قال ائتوني بما هذا وصفه؟ أو أنّه أمر بكبش أقرن ووصفته عائشة رضي الله عنها بأنه يطأ في سواد ويبرك في سواد إلى آخره؟ وعندي محتمل أنّ الرّسول أمر بكبش هذا وصفه أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد، ويحتمل أنّه أمر بكبش أقرن فجيء به فإذا هو ملوّن بهذا بالتلوين يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، وعندي أنّ هذا أقرب، عندي أنّ هذا أقرب وذلك لأنّه إذا أمر بكبش هذا وصفه فقد يكون صعبًا، صعبًا جدًّا ثمّ إنّ الإنسان بعقله القاصر يقول أيّ فرق بين هذا اللّون واللّون الثاني؟ نحن نقول فأتي به ليضّحي به وهذا قد يؤيّد أنه أمر به على هذا الوصف لقولها: " فأتي به ليضّحي به " فقال لها: ( يا عائشة هلمّي المدية ) يعني: أعطيني إيّاها، وهلمّ هل هي اسم فعل وإلاّ فعل؟
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : نعم؟
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : طيب، يحتاج إلى دليل، ما هو الدليل على أنّ هلّم اسم فعل وليست فعلًا؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟
الطالب : عدم دخول الضّمير عليها.
الشيخ : أين الدّليل على أنّ الضّمير لم يدخل عليها؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : عدم التّصرّف.
الشيخ : أي أين هو الدّليل؟ أنت حكمت الآن فنحتاج إلى دليل.
الطالب : ...
الشيخ : إيه.
الطالب : بعضهم يقول أنّه اسم فعل وبعضهم يقول أنه فعل.
الشيخ : طيب وماذا تؤيّد؟
الطالب : أنا؟
الشيخ : أي نعم أنت.
الطالب : اسم فعل.
الشيخ : أنها اسم فعل، ما دليلك على هذا التّأييد ما هو؟
الطالب : (( قل هلمّ شهداءكم )) ما أدخل عليها الضمير.
الشيخ : ولم يقل هلموا (( والقائلين لإخوانهم ))؟
الطالب : (( هلمّ إلينا ))
الشيخ : (( هلمّ إلينا )) ولم يقولوا هلموا إلينا، طيب القول الثّاني وش دليله؟
الطالب : بيت من الشّعر ما أعرفه.
الشيخ : بيت من الشّعر، وهذا الحديث؟
الطالب : أي نعم هذا الحديث.
الشيخ : ( هلميّ ... المدية ) فهنا أدخل ياء الفاعل على هلمّ وهذا يدلّ على أنّها إيش؟ فعل، لأنّ كلّ ما دلّ على الأمر ولم يقبل علامته فهو اسم فعل، فإن قبل علامته فهو فعل، على كلّ حال هذا خلاف ... وهذه مسألة لغويّة ( هلمّي المدية ) المدية هي؟ السّكّين، ثمّ قال: ( اشحذيها بحجر ) اشحذيها يعني إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : حدّديها، بحجر في ذلك الوقت فيما يظهر والله أعلم ليس عندهم هذه المبارد المعروفة عندنا لكن حجر، وكان النّاس فيما سبق يحدّون الشّفار بالحجر.