ضابط الكسوف الشرعي ومتى تشرع الصلاة لأجله ؟ حفظ
الشيخ : لكن قبل أن نبدأ الشّرح نبدأ بقضيّة السّاعة، أُعلن في الجرائد كما فهمه بعضكم وعلم به بعضكم أنّ اللّيلة سيكون كسوف، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : ونحن إذا نظرنا إلى القمر مبدرًا كعادته، لكن الظاهر أنّ الكسوف عند الفلكيّين غير الكسوف الشّرعي، الكسوف عند الفلكيّين إذا حصل ظلّ الأرض بين الشّمس والقمر قالوا هذا كسوف ويضعف فيه نور القمر، يعني ضوء القمر يضعف شويّ، يضعف قليلًا أو كثيرًا حسب الحال، أما الكسوف الشّرعي فهو أن يظهر ويرز ويعرفه الناس بحيث يظلم ربع القمر، نصفه، أكثر أقلّ، المهمّ يراه النّاظر وكذلك في الشمس لأنّ الرّسول قال: ( إذا رأيتموهما ) فلا بدّ من الرّؤية، ولا يكتفى بقول الفلكيّين لأنّنا فهمنا حسب اللّيلة هذه أنّ الفلكيّين لهم اصطلاح، والشّرع لهم اصطلاح آخر، فلذلك لم نعتد بقولهم لأنّنا نرى أنهم صادقون في حسابهم، لأنّ هذا شيء يدرك بالحساب كما هو معروف، ولهذا أنكر أهل العلم على أولئك القوم الذين يقولون إنّه لا يعرف بالحساب، وقالوا إن هؤلاء يريدون أن ينتصروا للشّرع وهم في الحقيقة أساؤوا إلى الشّرع، لأنّ الإنسان إذا علم أنّ الشّرع يمنع مثل هذا وأنه لا يدرك بالحساب، سوف يصدّق الحساب ويكذّب الشّرع فيكون في هذا ضرر كبير على الشّرع، ولذلك يجب على الإنسان التّثبّت في هذه الأمور، وأنّ الأمور الحسّيّة معلومة بالحسّ لا يتسارع في فهمها الخاطئ بالنّسبة للشّرع فيقول هذا لا يمكن، نبّه على ذلك بعض أهل العلم ومنهم الغزالي، ما هو غزالي عصرنا، الغزالي أبو حامد المتقدّم، قال: إنّ الإنسان الذي عنده علم في هذه الأمور يصدّق بما يرى ويكذّب بالشّرع، ففيه خطأ وهذه القاعدة في كلّ شيء، كلّ شيء يثبت حسًّا فإنّه لا يجوز أن يكون الشّرع معارضًا له إطلاقًا، لأنّ الشّرع لا يمكن أن يناقض ما هو محسوس أبدًا، ومن ظنّ المناقضة فهو خاطئ في فهمه، لأنّ الحسّيّ دلالته قطعيّة، والشّرع قطعيّة أيضًا وبعضها ظنّيّ كما هو معروف، فلا يمكن أن يتعارض قطعيّان أبدًا، لأنّه إذا تعارضا صارا غير قطعيّين، فأردت أن أنبّه بهذا لأنّه ربّما يأتي هذا الشّيء في المستقبل فيتسرّع بعض النّاس ويصلي، كما ذكرنا لكم أنّ بعض الناس تسرّع وصلّى صلاة الكسوف ليلة عشرين أظن تسعة عشر أو عشرين أي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، هم حسب كلامهم شدّته أظنّه من السابع إلى الثّامن هذه شدّته، هذا ما سمعته وما قرأته في الصّحف.
الطالب : ...
الشيخ : الآن.