وعن علي رضي الله عنه قال: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، ولا نضحي بعوراء ولا مقابلة ولا مدابرةٍ ولا خرقاء ولا ثرماء ) أخرجه أحمد والأربعة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم. حفظ
الشيخ : " وعن علي رضي الله عنه قال: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن ) ".
" أمرنا ": الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء، وهل يقتضي الوجوب أو الاستحباب؟ هذا محلّ ذكره أصول الفقه، ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن ) نستشرف أي نطلب شرفهما أي حسنهما، أي: نتفقّد العين والأذن، وننظر الأحسن في منظره والأحسن في أذنه، ( ولا نضحّي بعوراء ) يعني: أمرنا أن لا نضحّي بعوراء، وسبق أنّ العور فقد البصر في إحدى العينين وأنه ينقسم إلى قسمين بيّن وغير بيّن، وحديث عليّ بعوراء يشمل إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : العوراء البيّن عورها وما لا يبين عورها، ( ولا مقابلة ولا مدابرة ) هذه العيوب المقابلة والمدابرة ( ولا خرقاء ) الثالثة، الرّابعة؟
الطالب : ...
الشيخ : أي ثرماء، المقابلة والمدابرة والخرقاء كلّها عيوب في الأذن، أما المقابلة فهي التي يقابلك عيبها، والمدابرة هي التي يدابرك عيبها، والخرقاء مخروقة الأذن، المقابلة هي أن تشق أذنها عرضًا من قدّام، تسمّى هذه مقابلة، المدابرة عكسها تشقّ الأذن عرضا من الخلف، الخرقاء ما خرقت أذنها سواء خرقت من أعلى أو أسفل أو وسط أو يمين أو يسار، أي خرق فيها، وسواء كان الخرق من الوسم أم من حادث أصابها كلّه يسمّى خرقًا.
( ولا ثرماء ) الثّرماء هي التي سقط من أسنانها شيء ويوشك أن تكون هذه الكلمة غير محفوظة، لأنّه ليس لها علاقة في العين والأذن والحديث يقول: ( نستشرف العين والأذن ) وفي بعض ألفاظ الحديث ( ولا شرقاء ) شرقاء وهي التي تشق أذنها من الوسط طولًا، هذه تسمّى شرقاء.