كتاب الأيمان والنذور. حفظ
الشيخ : أما الآن نبدأ بكتاب: " الأيمان والنّذور ".
القارئ : قال الحافظ رحمه الله تعالى: " كتاب الأيمان والنّذور :
ونقل: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أنّه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ألا إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ) متّفق عليه. وفي رواية لأبي داود والنّسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلاّ وأنتم صادقون )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( يمينك على ما يصدّقك بها صاحبك ) وفي رواية: ( اليمين على نيّة المستحلِف ) أخرجهما مسلم "
.
الشيخ : على ما يصدّقك بها؟ بها وإلاّ به؟ هاه؟
الطالب : به.
الشيخ : وش عندك؟
الطالب : به.
القارئ : " ( يمينك على ما يصدّقك به صاحبك ) وفي رواية: ( اليمين على نيّة المستحلِف ) أخرجهما مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
قال المؤلّف: " كتاب الأيمان والنّذور " جمع بينهما لأنّ في كلّ منهما التزامًا، فالحالف يلتزم بما حلف عليه والنّاذر يلتزم بما نذر، فلهذا جمع المؤلّف بينهما، والأيمان جمع يمين وهو القَسَم وهو: تأكيد الشّيء بذكر معظّم سواء كان خبرًا عن ماضٍ أو مستقبل، والنّذور جمع نذر وهو إلزام المكلّف نفسه شيئًا غير واجب سواء كان عبادة أو غير عبادة، وسيأتي إن شاء الله بيان حكم الوفاء بالنّذر وأنه أقسام، ثمّ اعلم أنّه لا ينبغي للإنسان أن يكثر من اليمين لقول الله تبارك وتعالى: (( واحفظوا أيمانكم )) فقد فسّرها بعض العلماء بأنّ المراد لا تكثروا اليمين وهذا حسن، لأنّ إكثار اليمين فيه شيء من التّهاون بالمحلوف به ولا ينبغي للإنسان أن يكثر اليمين، ولا ينبغي أيضًا أن يحلف إلاّ على شيء مهمّ، واعلم أيضًا أنه ينبغي لك إذا حلفت على شيء أن تقرن ذلك بمشيئة الله فتقول إن شاء الله لتستفيد في ذلك فائدتين: الفائدة الأولى: تسهيل أمرك، والفائدة الثانية: رفع الكفّارة عنك فيما لو حنثت، كذا يا كمال؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إيش قلنا؟
الطالب : قلتم نستفيد أمرين ... الأول أن ... الثاني هذا أن الكفّارة لا تحصل له ...
الشيخ : قلنا إنّ الفائدة في قرن اليمين بالمشيئة شيئان: الفائدة الأولى: تسهيل الأمر، والفائدة الثانية: أنّه لو حنث لم تلزمه كفّارة، دليل الأوّل أنّ سليمان بن داود عليه الصّلاة والسّلام وعلى أبيه، حلف أن يطوف ليلة من اللّيالي على تسعين امرأة تلد كلّ واحدة منهنّ غلاما يقاتل في سبيل الله، فقيل له قل إن شاء الله لكنّه لم يقل اعتمادًا على جزمه عليه الصّلاة والسّلام، لا استهانة بالاستثناء لكن اعتمادًا على أنّه جادّ فلم يقل إن شاء الله فطاف على تسعين امرأة في ليلة واحدة فلم تلد منهنّ إلاّ واحدة ولدت شقّ إنسان، سبحان الله! ليتبيّن لجميع الخلق وعلى رأسهم الأنبياء أنّ الأمر أمر الله وأنّ الإنسان مهما كان في عزيمته على شيء فلا بدّ أن يعترف أنّ الأمر بيد الله عزّ وجلّ، ولهذا لمّا سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن قصّة أصحاب الكهف سألوه قريش، قال أخبركم غدا ولكنّه امتنع الوحي، توقّف الوحي إلى خمسة عشر يومًا لم ينزل عن خبرهم شيء وفي ذلك قول الله تعالى: (( ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدًا إلاّ أن يشاء الله )) أما دليل الثاني وهو أنّه لو حنث لم تجب عليه الكفّارة فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( من حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه ) لذلك يبنغي أن يقرن الإنسان يمينه دائمًا بإن شاء الله أو إلاّ أن يشاء الله، ولا يكفي أن يمرّها على قلبه بل لا بدّ من النّطق بها، وهل يشترط بأن تكون مساوية لليمين في الجهر والإسرار أو يجوز أن يسرّ بها ولو كان اليمين جهرًا؟ الجواب الثاني، يجوز أن يذكرها سرًّا ولو كانت اليمين جهرًا، وهذه فيما إذا حلف على شخص ولم يقل إن شاء الله جهرًا فإنّ مخاطبه يظنّ أنه لم يستثن فلا يحنّثه، ولكن لو استثنى قال له المخاطب استثنيت الآن فلا حنث عليك وأنا لم أفعل.
كذلك أيضًا من مباحث هذا الباب أنّ اليمين أو الحلف بغير الله محرّم، وسيأتي إن شاء الله في الحديث الذي بعده وستأتي إن شاء الله الكفّارة فيما أظنّ في المستقبل، ما أدري ذكرها المؤلف وإلاّ لا، الكفّارة لا تجوز إلاّ بشروط: الشّرط الأوّل: أن تكون اليمين منعقدة، أن تكون اليمين منعقدة وهي أي اليمين المنعقدة التي قصد عقدها على مستقبل ممكن هذه اليمين المنعقدة قصد عقدها على أمر مستقبل ممكن، فإن لم يقصد عقدها لم تكن منعقدة وليس عليها كفّارة، لكن إن كان صادقًا فقد برّ وإن كان كاذبًا فعليه إثم الكاذبين، لكنّه يتضاعف عليه الإثم لأنّه قرن كذبه باليمين بالله وهل هذه اليمين الغموس؟
الطالب : لا.
الشيخ : قيل: إنّها اليمين الغموس، وقيل: لا، والصّحيح أنها ليست يمينًا غموسًا وأنّ اليمين الغموس هي التي يُقسم بها ليأكل بها مالًا بالباطل، وأما هذه فهو كاذب عليه إثم الكاذبين مع مضاعفة الإثم عليه لكونه حلف وأقسم.
إذن على أمر مستقبل، الحلف على الماضي ليس فيه كفّارة فإما صادقًا وإمّا كاذبًا، مثل أن يقول والله لقد حصل أمس كذا وكذا وهو لم يحصل فما الحكم؟ هل عليه كفّارة؟ لا، لأنّ ذلك على أمر ماضٍ، طيّب لكن نقول الآن هو بين أمرين إمّا آثم وإمّا سالم، إن كان صادقًا فهو سالم، وإن كاذبًا فهو آثم، وهل يجوز أن يحلف على غلبة ظنّه في أمر ماضٍ؟ الجواب: نعم يجوز ذلك أن يحلف على غلبة ظنّه، لأنه حلف عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على غلبة الظّنّ ولم ينكر ذلك، وقولنا قصد عقدها ضدّه إيش؟ ما لم يقصد ذلك، لم يقصد عقدها، فإذا لم يقصد عقدها فلا حنث عليه لقول الله تعالى: (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان فكفّارته إطعالم عشرة مساكين )) إلى آخره، فما هي التي لا يقصدها؟ هي التي تأتي في مجرى الكلام بلا قصد، مثل أن يقال له أتذهب إلى فلان يقول لا والله ماني رايح ثم يروح فهذا ليس فيه كفّارة، لماذا؟ لأنّه لم يقصد عقدها، وهذه تقع كثيرًا تقول مثلًا المرأة أو الأب لابنه والله لإن خرجت إلى السّوق لأكسرنّ رجليك هذه قصد عقدها أو لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ...
الشيخ : مو مكسّر رجليه أبدًا، لكن هذه من لغو اليمين، أمّا قوله ممكن فضدّ ممكن المستحيل، والمستحيل إذا حلف على إيجاده فقد اختلف العلماء فيه هل عليه كفّارة في الحال لأنّنا نعلم أنه لا يمكن أن يوجده أو ليس عليه شيء، لأنّ هذا من باب اللّغو والهذيان، مثل أن يقول والله لأبنيّن بيتًا في القمر، ما تقولون؟
الطالب : مستحيل.
الشيخ : هذا مستحيل، مستحيل أن يبني بيتًا في القمر، فهل نقول إنّ عليك الكفّارة من الآن لأنّك ما يمكن أن تصل إلى هذا أو نقول إنّ هذا كلام لغو وهذيان فليس فيه كفّارة؟ فيه خلاف بين العلماء بعضهم يقول كذا وبعضهم يقول كذا، ولو عزّرناه بالكفّارة تأديبًا له عن هذا الكلام اللّغو لكان حسنًا، يعني من باب التأديب، كم ذكرنا من مبحث؟
الطالب : أربعة،، خمسة،، كثير.
الشيخ : لا ما هو كثير ... أوّلا ... الأيمان، والثاني أن يقرنه؟
الطالب : بالمشيئة.
الشيخ : بالمشيئة، وثالثًا: اليمين التي تجب بالكفّارة هذه هي ثلاثة مباحث رئيسيّة، ننتقل إلى النّذور إن شاء الله بعد أن نصل إلى أحاديثها.
------------
القارئ : " ولا تجوز الصلاة على كافر لقول الله تعالى: (( ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) وقال الله تعالى: (( ما كان للنّبيّ والذين آمنوا )) .. "
الشيخ : قوله الأول؟ لقوله تعالى؟
القارئ : لقول الله تعالى.
الشيخ : نعم، والثانية؟
القارئ : وقال الله تعالى.
الشيخ : عندي أنا وقوله سبحانه.
القارئ : نصحّح؟
الشيخ : على الأقل اجعلوها نسخة لأجل يكون الكلام منتظم فلا يعطف فعل على اسم.
القارئ : " وقوله سبحانه: (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى )) ومن حكمنا بكفره من أهل البدع لم يصلّ عليه، قال أحمد: لا أشهد الجهميّ ولا الرّافضيّ ويشهدهما من أحبّ ".
الشيخ : الآيتان (( ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) ... فمن علم نفاقه فإنه لا يجوز للمسلمين أن يصلّوا عليه ولا أن يدفنوه مع المسلمين ولا أن يقوموا على قبره بالاستغفار بعد الدّفن إذا علمنا نفاقه ايًّا كان حتى لو كان أباك أو أمّك، كذلك أيضًا قال الله تعالى: (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى )) ما كان بمعنى أنّه ممتنع شرعًا غاية الإمتناع، كما قال تعالى: (( ما كان لله أن يتّخذ من ولد )) فإذا جاء الكون منفيًّا فمعناه مستحيل شرعًا أو قدرًا، أو هما، (( ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أي يستغفروا للمشركين )) أي يطلبوا من الله المغفرة، فمن طلب من الله المغفرة لمشرك فإنه معتد في الدّعاء، لأنّه طلب ما لا يجوز شرعًا وهذا من االاعتداء في الدّعاء والله تعالى يقول: (( ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفية إنه لا يحبّ المعتدين )) (( ولو كانوا أولي قربى )) حتى لو كان أباك أو أمّك أو ابنك أو ابنتك لا تستغفر لهم، وهذا ليس عقوقًا، هذا طاعة لله عزّ وجلّ، لقد استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ربّه جلّ وعلا أن يستغفر لأمّه فلم يأذن له وأقرب الناس إلى الله مَن؟ الرّسول عليه الصلاة والسلام وأحقّ النّاس بالشّفقة وحسن الصّحبة مَن؟ الأم، ومع وجود هذا السّبب المقتضي التّام لم يأذن الله تعالى له أن يستغفر لها مع أنّها أمّه، ولا نعلم أنّ شفاعة الرّسول نفعت لا أباه ولا أمّه بينما نفعت عمّه سبحان الله! ليش؟ لأنّ عمّه حصل منه من الدّفاع عن الإسلام والرّسول صلّى الله عليه وسلّم ما لم يحصل من أبيه ولا أمّه، فلذلك شفع في عمّه لكن الشّفاعة لم تقبل على سبيل الإطلاق وإنما خفّف عنه، مع أنّه يرى نفسه أشدّ الناس عذابًا فكأنه لم يخفّف عنه، الذي خفّف عنه ويرى أنّه أشدّ الناس عذابًا ما كأنّه خفّف عنه وكان في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه، عليه نعلان يغلي منهما دماغه، استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الله جلّ وعلا أن يزور قبر أمّه فأذن له شوف سبحان الله! لكن يقف على قبرها لا يقول اللهم اغفر لها ليش؟ لأنّها كافرة ورضا الله قبل كلّ شيء، لا يمكن أن يستغفر لها لكن وقف على قبرها اعتبارًا فبكى عليه الصّلاة والسّلام وأبكى من حوله لأنّها أمّه، لكن رضا الرّب عزّ وجلّ فوق كلّ شيء ما استغفر لها إطلاقًا صلوات الله وسلامه عليه، الذين آمنوا كذلك لا يمكن أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى، فلو مات ابن لشخص هو أعزّ الأبناء عنده في خدمته وطوعه، لكنّه لا يصلّي فإنه لا يجوز له أن يستغفر له ولا أن يصلّي عليه، لماذا؟ لأنّه كافر، وطاعة الله ورسوله أحبّ إلينا من طاعة أنفسنا وأهوائنا هذا هو المؤمن حقّا، فلذلك قال: (( ما كان للنّبي والذين معه أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد أن تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم )) طيب إبراهيم استغفر لأبيه؟ (( ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )) أجاب الله عنه في نفس الآية: (( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه )) والأنبياء أحقّ الناس بالوفاء بالوعد: (( فلمّا تبيّن له أنّه عدوّ لله تبرّأ منه إنّ إبراهيم لأوّاه حليم )) اللهم اجعل رضاك مقدّمًا على رضانا يا ربّ العالمين، هكذا المؤمن، يقول المؤلف: " ومن حكمنا بكفره من أهل البدع لم يصلّ عليه " هذه عبارة ... كلّ بدعيّ حكمنا عليه بالكفر ما نصلي عليه، عرفت لكن هل ... ما هي البدعة المكفّرة وغير المكفّرة ثمّ هل تنطبق على هذا قواعد التكفير لأنه عالم معاند أو لا تنطبق لأنّه جاهل متّبع؟ المسألة تحتاج إلى تحرير وتبيين وبيان، ما البدعة المكفّرة وهل هذا كافر بها أو لا؟ لكن الإمام أحمد رحمه الله لورعه انظر كيف كان كلامه؟ قال أحمد: " لا أشهد الجهميّ ولا الرّافضيّ ويشهدهما من أحبّ " يعني كأنّه يقول: ولا أمنع الناس، هو لورعه لا يشهد الجهميّ ولا يشهد الرّافضيّ لأنه يرى أنّهما كافران، ولكن من سواه لا يمنع يقول يشهدهما من أحبّ وهذا من ورعه، لأنّ بعض الناس الذين هم دون الإمام أحمد بمراحل بل الإمام أحمد في الثريّا وهم في الثرى لا يرضون أنّ أحدًا يخالف أقوالهم أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يوجد الآن أناس ما بلغوا من العلم ولا ربع ربع ربع ما عند الإمام أحمد ومع ذلك لا يرضون أنّ أحدًا يخالفهم، بل من خالفهم فهو مبتدع ضالّ يحذّر الناس عنه الله المستعان! إنّ الذي يقول هكذا أو يعتقد هكذا هو المبتدع الضّالّ، إلاّ بشرط إذا التزم به فإنّنا نعذره ونقول امش على ما أردت إذا قال إنّه رسول الله الواجب الطاعة والاتّباع، إذا قال هكذا؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : على كلّ حال ... لأنّه كذّب الله ورسوله وإجماع المسلمين، لكن ما يمكن أن يقول إنّه رسول الله، نقول إذا تنازلت عن الرّسالة طيب هل أنت معصوم؟ هل أنت أوسع الناس علمًا؟ هل أنت أدقّ الناس فهمًا؟ هل أنت أتقى النّاس؟ ما يمكن يدّعي هذا لنفسه، إذن أنت والناس سواء، أنت مجتهد إما أن تصيب أو تخطئ، ثم إنّي أقول وأكرّر يا إخوان إذا أحد اعترض على رأي هو رأيك أنت فهذا لا يضرّك شيئًا، لأنه إذا كان الصّواب معك فقد باء بإثم الخطأ حيث أضلّ الناس بمعارضة عن الحقّ، ويبوء بإثمه (( إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك )) وإن كان الخطأ منك فاحمد الله أن الله يسّر للأمّة الإسلاميّة من يمنعها خطأك، أما كلّ إنسان إذا عارضه أحد قال أبد هذا مخطئ، هذا ضالّ، هذا مبتدع، هذا فيه، هذا غلط فالإنسان الذي يريد الحقّ حقًّا لا يحكم في من ردّ عليه أو في من عارضه يقول الحمد لله إن كان الحقّ معي فقد باء بالإثم، وإن كان الحقّ معه فقد سلمت أنا بدل ما يتبعني مائة ألف مثلًا إذا أحد ردّ عليّ يتبعني كم؟ خمسين ألف أو أقلّ ما يضرّ أنا الآن بدل ما أبوء بمائة ألف أسلم من خمسين ألفًا، لكن أين العقل الذي يتمكّن الإنسان من الحكم هذا، بعض الناس إذا ردّ عليه أحد انتقم قال هات الحبر والورق، هاتوا الأوراق، ثمّ قام يكتب ويرد على الثاني ثمّ قام أيضًا يرد عليه وهكذا، نحن المسلمون فيما بيننا نعم يردّ بعضنا على بعض وليس الأمر يقتصر على رادّ ومردود، لكلّ واحد منهم حزب أو أحزاب يتهارشون ويتهاوشون ربما هذا المتبوع لا يرضى أن هؤلاء الأتباع يفعلون ما فعلوا، لكن نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان الرّجيم، لكن ما وجد الشيطان لعبًا بهذه الأمّة إلاّ بالتّحريش كما جاء في الحديث الصّحيح: ( أن الشّيطان أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ولكن بالتّحريش بينهم ) هذا التّحريش، بدل ما يعبدون الأصنام ويتفرّقون فيها فهم يتفرّقون بالتّحريش وهذه مشكلة وقع في شَرَكِها ما وقع اليوم، بدأ كلّ واحد ينبري لقوله أو لاتّجاه معيّن أو منهج معيّن ثم يتبعه عليه آخرون ويكون الاقتتال بين من؟
الطالب : الأتباع.
الشيخ : الأتباع، ربّما يتصالح الرّؤوس ولكن ... وما أشبه ذلك ما تتصالح، وهذا من الخطأ، أولًا لا يجوز أن نعلّق طريقنا ومنهجنا بشخص معيّن إلاّ من كان معه حقّ نتبعه، لكن نتروى وننتظر هل هذا المنهج الذي وثقنا بصاحبه هل هو سليم وإلاّ غير سليم، هل هو على منهج السلف وإلاّ غير منهج السّلف؟ إذا كان غير سليم فالواجب على المؤمن أن يتبع السليم على طريق السّلف، هم خير الأمة وهو القدوة، لكن هكذا أراد الله عزّ وجلّ والمهمّ أن كلام الإمام أحمد رحمه الله يدلّ على أنه ناصح أمين لا يصلّي على الجهمي والرّافضي ولكن يقول؟
الطالب : ...
الشيخ : يشهدهما من أحب، لا يحجر الناس على رأيه، أنا ما رأيت شهود جنازتهما فلا تشهد، نعم.
الطالب : شيخ.
الشيخ : انتهى الوقت؟
الطالب : شيخ أحسن الله إليك، العلمانيّون يظهرون الإسلام وشيء من القول وربما شهود أيضًا بعض الصلوات، ولكن المشهور عنهم ومستفيض ومتواتر كراهيّتهم للإسلام والتّنفير منه ومحاربته بما يستطيعون فهل يصلّى على مثل هؤلاء؟
الشيخ : من علم نفاقه لا يصلّى عليه ولا يُصلى معه، لأنّ المنافقين يشهدون الصّلاة مع الرّسول عليه الصلاة السّلام، المشكلة الآن أننا تكلمنا مع بعضهم أو من يقال أنه من رؤسائهم وقال أبدًا إنما أنا سلكت هذا الطريق لأنّ هناك علمانيّة متطرّفة إلحاديّة كفرية وأنه سلك هذا المسلك لينتشل الشّباب من هذه العلمانية الكافرة الملحدة، فكأنه يريد أن يسلك سبيلًا بين السّبيلين، لكن هل هذا المنهج صحيح نعم إذا ينتشله من العلمانية الملحدة الكافرة ثم يقرّبهم إلى الإسلام ويبني كلامه على أدب إسلاميّ لا على الأدب، فهذا ربما نقول إن أراد خيرًا ويشهد الجماعة ويتصدّق ويحسن ... فقد نظنّ به خيرًا، لكن رجل ... يقول أبدًا طريقنا هي الصّحيحة ونحن نعرف أنه يريد أن ينكر الأديان لكن يتوسّل بقول الأدب والأدباء وما أشبه ذلك إلى نبذ الدّين هذا شيء ثانٍ.
الطالب : لكن الاستفاضة ما هي كافية؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : الاستفاضة إذا تعذّر العلم ما هي كافية.
الشيخ : والله شوف يا خالد، نحن قيل لنا الصّوفية وما الصّوفيّة، والصّوفية فيهم ما فيهم، رأينا بعض الصّوفيّة ما فيهم إلاّ خلاف يسير يعني خلاف يسير.