وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ( جاء أعرابيٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ ) فذكر الحديث وفيه ( اليمين الغموس ) وفيه قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: ( التي يقتطع بها مال امرىءٍ مسلم هو فيها كاذبٌ ) أخرجه البخاري. حفظ
الشيخ : وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ( جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ ) الأعرابي ساكن البادية والغالب على الأعراب الجهل في دين الله (( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول )) لكن الغالب عليهم الجهل الغالب عليهم أيضًا الصراحة يقول ما في قلبه تمامًا، ولهذا كان الصحابة يتمنون أن يأتي أعرابي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله عما يستحيوون أن يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: " ما الكبائر؟ " وهذا يدل على أن الرجل فاهم يعرف الكبائر من الصغائر، فذكر الحديث وفيه اليمين الغموس، الحديث: ( الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واليمين الغموس ) فما هي الكبائر هل هي محدودة أو معدودة؟ من العلماء من قال: إنها معدودة وصار يعددها، ومنهم من قال: إنها محدودة، فمنهم من قال: كل ذنب ترتب عليه لعنة أو غضب أو نفي إيمان أو تبرء منه أو ما أشبه ذلك فهو كبيرة، ورأيت لشيخ الإسلام كلامًا قال فيه: كل ذنب رتب عليه عقوبة خاصة فهو كبيرة، وذلك لأن الذنوب منها ما يستفاد بالنهي المطلق أو ما يستفاد بمطلق النهي هذا لا يكون كبيرة، ومنها ما يذكر عليه عقوبة خاصة كنفي الإيمان والتبرء منه واللعنة والغضب والحد وما أشبه ذلك فهذا يكون يكون كبيرة، والكبائر نفسها تتفاوت كما في حديث أبي بكرة: ( ألا أنبئكم ) بإيش؟ ( بأكبر الكبائر ) يقول فذكر الحديث وفيه اليمين الغموس، غموس فعول وهي صيغة مبالغة، والغمس بمعنى غط الشيء في شيء آخر وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار، قلت ما اليمين الغموس قال: ( هي التي يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها كاذب ) هذه اليمين الغموس التي يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها أي في هذه اليمين كاذب، يقول أخرجه مسلم.
الطالب : عندنا البخاري.
الشيخ : لا، عندي مسلم.
الطالب : ...
الشيخ : طيب يراجع نعم يراجع.
الطالب : أعتقد هنا في تقرير البخاري ومسلم.
الشيخ : نعم.
الطالب : قال رواه البخاري بلفظ كذا...
الشيخ : يعني معناه إنه متفق عليه، لعل الحافظ رحمه الله أراد اللفظ إنه هذا لفظ مسلم، طيب الشاهد من هذا قوله: ( اليمين الغموس ) وهي التي يقتطع فيها مال امرئ مسلم لكنه فيها كاذب، والاقتطاع نوعان، إما أن يدعي ما ليس له، أو ينكر ما ثبت عليه، أما الأول فظاهر مثل أن يقول: هذه السيارة ملكي فيقول من هي بيده إنها إيش إنها لي ليست ملكًا لك، فيقيم هذا المدعي شاهدًا ويحلف معه، وإذا أقام شاهدًا وحلف معه حكم له بها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قضى بالشاهد واليمين، هذا الرجل الآن اقتطع مال امرئ مسلم بيمين هو فيها كاذب وهذاك شاهد زور الذي شهد معه، الثاني: أن يجحد ما يجب عليه مثل أن يقول له شخص: في ذمتك لي مئة ريال، فيقول: لا، ثم يحلف بأنه ليس في ذمته له مئة ريال فحينئذ يكون اقتطع من ماله، لأن الأصل أن ما في ذمة هذا المطلوب لمن؟ للطالب فإذا أنكره وجحده وحلف عليه فقد اقتطعه، ففي هذا الحديث نعم.