وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) متفقٌ عليه، وساق الترمذي وابن حبان الأسماء، والتحقيق أن سردها إدراجٌ من بعض الرواة. حفظ
الشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه، وساق الترمذي وابن حبان الأسماء، والتحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة
( إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة ) والله تعالى وتر يحب الوتر، ولهذا كان شرعه وترًا وكانت أقداره غالبًا وترًا وكانت أسماؤه وترًا المعلوم منها، فكان له تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة وهي المبهمة، والحكمة من إبهامها أن يجتهد الإنسان في معرفتها كما أخفيت ليلة القدر ليجتهد الناس في العمل، وأخفيت ساعة الإجابة في الجمعة، وكذلك ساعة الإجابة في الليل من أجل أن يجتهد الناس في طلبها، كذلك الأسماء التسعة والتسعون المقدسة إنما أخفاها الله عز وجل ولم يعينها ليجتهد الناس في الطلب، ثم إذا فتح على الإنسان أسماء فإنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وقد يختار بعض الناس هذا الاسم والآخرون يختارون الاسم الآخر، لكن الإنسان عليه أن يجتهد، وقوله: ( من أحصاها ) ما معنى الإحصاء؟ الإحصاء معناه الإحاطة بالعدد هذا هو الأصل كما قال تعالى: (( وأحصى كل شيء عددًا )) ومنه قول الشاعر:
" ولست بالأكثر منهم حصى *** وإنما العزة بالكاثر "
وكانوا في الأول يحصون العدد بالحصى، لأنهم أميون، فهل الإحصاء مجرد إدراكها عددًا؟ لا، الإحصاء أولًا إدراك لفظها والإحاطة به ثانيًا معرفة معناها، لأن من لا يعرف معناها كالذي لم يدركها، فإن الله تعالى وصف الذين لا يفهمون معاني القرآن بأنهم أميون فقال: (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) أي: إلا قراءة فمن حفظ الأسماء ولم يعرف المعنى فإنه لا يعد محصيًا لها، لأن حفظه وعدمه سواء، الثالث: التعبد لله بمقتضاها بمعنى أن الإنسان يتعبد لله تعالى بمقتضى الاسم، فإذا علم أن من أسمائه السميع تعبد لله بمقتضى هذا الاسم، كيف ذلك؟ يحذر كل قول يغضب الله عز وجل أعرفتم يعني يعلم أنه إذا قال هذا القول فإن الله يسمعه، كذلك من أسماء الله البصير يتعبد لله بمقتضى هذا الاسم يعني أن كل فعل لا يرضاه الله تتجنبه، لأنك تعلم أنه بصير به، الغفور تتعبد لله بمقتضاه بمعنى أن تفعل أسباب المغفرة وهلم جرًّا، ولهذا كان الثمن أو كان العوض غاليًا جدًّا وهو الجنة، ومثل هذا لا يمكن أن يحصل لمجرد أن الإنسان يسردها بلفظه فقط فإحصاؤها إذن يتضمن ثلاثة أشياء إحصاؤها لفظًا، فهمها معنى، والثالث: التعبد لله تعالى بمقتضاها، فمن حصل له ذلك -ونسأل الله تعالى أن يكتبه لنا ولكم- فإنه يدخل الجنة، أتى المؤلف رحمه الله بهذا الحديث إشارة إلى أن أي اسم من أسماء الله تحلف به فإنه جائز، وكان الذي ينبغي أن يكون هذا الحديث بعد قوله: ( كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ومقلب القلوب ) ولكن الإنسان عند التأليف يفوته الترتيب، فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذا الحديث وبين حديث ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الغم والكرب ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) فإن ما استأثر الله به عنده في علم الغيب لا يمكن إدراكه ولا إحصاؤه ولا يمكن أن يقال عدده كذا أو كذا؟ فالجواب: أن يقال إن معنى هذا الحديث ( إن لله تسعة وتسعين اسمًا ) معناه أن من أسماء الله عز وجل تسعة وتسعين من أحصاها دخل الجنة، وعلى هذا فتكون الجملة من أحصاها دخل الجنة متعلقة بالجملة التي قبلها وليست منفصلة عنها، كأنه قال: إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، ونظير ذلك أن تقول: عندي ألف ريال أعددتها للإقراض، عندي ألف ريال أعددتها للإقراض يعني من جاء يقترض أعطيته منها، فهل هذا يعني أنه ليس عندك غيرها لا يعني هذا لا يعني ذلك، ولاسيما والذي معنا أنه جاء الحديث ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) تبين الجمع الآن؟ نعم واضح طيب وقوله المؤلف رحمه الله: " التحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة " الإدراج هو أن يدخل أحد الرواة في الحديث كلامًا من عنده بدون بيان، وحكمه أنه حرام إلا أن يتعلق بتفسير للحديث أو ما أشبه ذلك ،وإلا فلا يجوز للإنسان أن يدخل في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده بدون بيان، لكن يفعلها بعض الرواة إما لأنه أتى بالحديث غير مدرج في مكان آخر وقد علم ذلك، أو لأن الكلمة تكون شرحًا لمعنى الحديث مثل حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء قال الزهري: " والتحنث التعبد " هذا نقول قاله شرحًا للحديث فلا بأس، أما أن يأتي بكلام مستقل بدون بيان فهذا لا يجوز فعلى هذا إدراج هذه الأسماء يعتبر محرمًا إلا إذا وجد في بعض الألفاظ أنه بيّن أنه مدرج نعم.
( إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة ) والله تعالى وتر يحب الوتر، ولهذا كان شرعه وترًا وكانت أقداره غالبًا وترًا وكانت أسماؤه وترًا المعلوم منها، فكان له تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة وهي المبهمة، والحكمة من إبهامها أن يجتهد الإنسان في معرفتها كما أخفيت ليلة القدر ليجتهد الناس في العمل، وأخفيت ساعة الإجابة في الجمعة، وكذلك ساعة الإجابة في الليل من أجل أن يجتهد الناس في طلبها، كذلك الأسماء التسعة والتسعون المقدسة إنما أخفاها الله عز وجل ولم يعينها ليجتهد الناس في الطلب، ثم إذا فتح على الإنسان أسماء فإنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وقد يختار بعض الناس هذا الاسم والآخرون يختارون الاسم الآخر، لكن الإنسان عليه أن يجتهد، وقوله: ( من أحصاها ) ما معنى الإحصاء؟ الإحصاء معناه الإحاطة بالعدد هذا هو الأصل كما قال تعالى: (( وأحصى كل شيء عددًا )) ومنه قول الشاعر:
" ولست بالأكثر منهم حصى *** وإنما العزة بالكاثر "
وكانوا في الأول يحصون العدد بالحصى، لأنهم أميون، فهل الإحصاء مجرد إدراكها عددًا؟ لا، الإحصاء أولًا إدراك لفظها والإحاطة به ثانيًا معرفة معناها، لأن من لا يعرف معناها كالذي لم يدركها، فإن الله تعالى وصف الذين لا يفهمون معاني القرآن بأنهم أميون فقال: (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) أي: إلا قراءة فمن حفظ الأسماء ولم يعرف المعنى فإنه لا يعد محصيًا لها، لأن حفظه وعدمه سواء، الثالث: التعبد لله بمقتضاها بمعنى أن الإنسان يتعبد لله تعالى بمقتضى الاسم، فإذا علم أن من أسمائه السميع تعبد لله بمقتضى هذا الاسم، كيف ذلك؟ يحذر كل قول يغضب الله عز وجل أعرفتم يعني يعلم أنه إذا قال هذا القول فإن الله يسمعه، كذلك من أسماء الله البصير يتعبد لله بمقتضى هذا الاسم يعني أن كل فعل لا يرضاه الله تتجنبه، لأنك تعلم أنه بصير به، الغفور تتعبد لله بمقتضاه بمعنى أن تفعل أسباب المغفرة وهلم جرًّا، ولهذا كان الثمن أو كان العوض غاليًا جدًّا وهو الجنة، ومثل هذا لا يمكن أن يحصل لمجرد أن الإنسان يسردها بلفظه فقط فإحصاؤها إذن يتضمن ثلاثة أشياء إحصاؤها لفظًا، فهمها معنى، والثالث: التعبد لله تعالى بمقتضاها، فمن حصل له ذلك -ونسأل الله تعالى أن يكتبه لنا ولكم- فإنه يدخل الجنة، أتى المؤلف رحمه الله بهذا الحديث إشارة إلى أن أي اسم من أسماء الله تحلف به فإنه جائز، وكان الذي ينبغي أن يكون هذا الحديث بعد قوله: ( كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ومقلب القلوب ) ولكن الإنسان عند التأليف يفوته الترتيب، فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذا الحديث وبين حديث ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الغم والكرب ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) فإن ما استأثر الله به عنده في علم الغيب لا يمكن إدراكه ولا إحصاؤه ولا يمكن أن يقال عدده كذا أو كذا؟ فالجواب: أن يقال إن معنى هذا الحديث ( إن لله تسعة وتسعين اسمًا ) معناه أن من أسماء الله عز وجل تسعة وتسعين من أحصاها دخل الجنة، وعلى هذا فتكون الجملة من أحصاها دخل الجنة متعلقة بالجملة التي قبلها وليست منفصلة عنها، كأنه قال: إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، ونظير ذلك أن تقول: عندي ألف ريال أعددتها للإقراض، عندي ألف ريال أعددتها للإقراض يعني من جاء يقترض أعطيته منها، فهل هذا يعني أنه ليس عندك غيرها لا يعني هذا لا يعني ذلك، ولاسيما والذي معنا أنه جاء الحديث ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) تبين الجمع الآن؟ نعم واضح طيب وقوله المؤلف رحمه الله: " التحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة " الإدراج هو أن يدخل أحد الرواة في الحديث كلامًا من عنده بدون بيان، وحكمه أنه حرام إلا أن يتعلق بتفسير للحديث أو ما أشبه ذلك ،وإلا فلا يجوز للإنسان أن يدخل في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده بدون بيان، لكن يفعلها بعض الرواة إما لأنه أتى بالحديث غير مدرج في مكان آخر وقد علم ذلك، أو لأن الكلمة تكون شرحًا لمعنى الحديث مثل حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء قال الزهري: " والتحنث التعبد " هذا نقول قاله شرحًا للحديث فلا بأس، أما أن يأتي بكلام مستقل بدون بيان فهذا لا يجوز فعلى هذا إدراج هذه الأسماء يعتبر محرمًا إلا إذا وجد في بعض الألفاظ أنه بيّن أنه مدرج نعم.