تتمة شرح حديث : ( ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال: ( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : فلنقرأ حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال: ( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) نهى عن النذر بجميع أقسامه كل الأقسام الخمسة منهي عنها حتى نذر الطاعة منهي عنه، وأما من قال من العلماء رحمهم الله وعفا عنهم ينبغي أن ينذر كل نافلة لتنقلب واجبة فريضة فهذا قول مخالف للنص، أولًا: إن الله قال: (( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا )) افعلوا العبادة من ذات أنفسكم بدون إكراه وبدون إجبار، ثانيًا: كيف نقول إن النذر هنا سنة والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنه؟ لكن أكثر ما يؤتى الناس كما قال الإمام أحمد من القياس الفاسد " أكثر ما يؤتى الناس من القياس الفاسد أو تأويل " هذا قياس فاسد لأنه كيف يخلي الشخص إذا أردت أن تصلي راتبة الظهر قل: لله عليّ نذر أن أصلي راتبة الظهر علشان إيش علشان يجب عليه الوفاء بها فيثاب عليها ثواب واجد نقول سبحان الله! الله عز وجل يقول: (( لا تقسموا طاعة معروفة )) عليكم طاعة معروفة بدون يمين وبدون إلزام للنفس والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن النذر، وربنا سبحانه وتعالى يقول: (( إن تنازعتم في شيء )) فردوه إلى من؟ (( إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) ولولا أن هؤلاء العلماء الذين نقل عنهم ذلك لولا أننا نثق بأنهم مجتهدون لا يريدون إلا الحق لكن فضل الله يؤتيه من يشاء لقلنا إنهم آثمون بهذا القول، لكن الحمد لله المجتهد من أمة محمد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر والخطأ مغفور، طيب يقول: ( نهى عن النذر ) ثم علل النهي قال: ( إنه لا يأتي بخير ) لأن بعض الناس ينذر لحصول خير أو اندفاع شر لحصول خير أو اندفاع شر، مثل من قال: إنه نذر إن تزوج فلانة ليصومن سنة كاملة، مسكين هذا أيام عرس يصوم سنة كاملة هذا من الخطأ، لكنه نذر لإيش؟ لحصول خير مطلوب، أما لزوال مكروه فهذا كثير، كثير من الناس كما قلت قبل قليل يكون عنده المريض آيسًا منه ثم يقول إن شفى الله مريضي فلله عليّ كذا وكذا فيشفي الله مريضه، وهل شفى الله مريضه من أجل نذره؟ أبدًا النذر لا يرد قضاء ولا يورد قضاء، كما أنه لا يأتي بخير، طيب كثيرًا ما يوجد بعض الناس الآن مسكين ضعيف في الدراسة وآيس من النجاح يقول لله عليّ نذر إن نجحت أن قولوا عاد أنتم طلبة؟
الطالب : أن أتصدق.
الشيخ : إيه نعم لا بعضهم يكون فقيه ما يجيب الصدقة لكن يجيب شيء آخر أصوم أصوم شهرين أصوم ثلاثة أشهر، ثم إذا نجح جاء إلى عتبة كل عالم يسأل يتخلص، مشكلة نقول يا أخي إذا أراد الله أمرًا فإن النذر لا يأتي به، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إنه لا يأتي بخير ) وإنما قال ذلك لأنه كما قلت لكم أكثر الناذرين أو كثير منهم ينذر لحصول مطلوب أو زوال مكروه، فيقول الرسول النذر ليس يأتي بشيء الذي يأتي بالخير ويصرف الشر هو الله عز وجل، أما النذر فلا حتى لو فرض أنه صادف أن شفي من مرضه حين نذر، نقول: إن هذا الشفاء حصل عند النذر لا بالنذر، لماذا لا نقول بالنذر؟ لأن الرسول يقول: ( لا يأتي بخير ) ولم يفصّل لا يأتي بخير، فإذا قدّر أنه شفي عند النذر قلنا هذا حصل عنده لا به، كما يكون مشرك يدعو الصنم لحصول مطلوبه أو زوال مكروه، ثم يحصل مطلوبه أو يزول مكروهه ويقول هذا من الصنم، نقول: غلط هذا ليس من الصنم، ولكن حصل الشيء عند دعائك الصنم لا بدعائك إياه، لأن الله يقول: (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) ويقول عز وجل: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم )) كيف يجيب الصنم لداعيه لا هذا غير ممكن فإذا قدّر أنه حصل الشيء فنقول هذا حصل عنده لا به، ولا يقال إن هذا هو رأي الأشعرية الذين ينكرون تأثير الأسباب في مسبباتها، لأننا نحن نقول اعتمدنا على أدلة من القرآن والسنة، إذن النذر لا يأتي بخير لا يرفع مكروهًا ولا يجلب محبوبًا، وإنما قال: ( لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) لأن البخيل لا ينفق معروف البخيل لا ينفق، أليس كذلك؟ طيب لكنه إذا اضطر إلى الإنفاق حينئذ ينذر يقول إن شفى الله مريضي أو شفاني من المرض لأتصدقن بمئة ألف ريال، نعم هنا استخرج الدراهم من البخيل بالنذر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، وإلا لولا هذا ما نذر، وربما أيضًا إذا حصل مطلوبه ربما لا يوفي أيضًا ربما تغلبه نفسه الشحيحة ولا يوفي، وحينئذ يصدق عليه قول الله عز وجل: (( فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )).