وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كيف تقدس أمةٌ لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم ) رواه ابن حبان. وله شاهدٌ من حديث بريدة عند البزار. وآخر من حديث أبي سعيد عن ابن ماجه. حفظ
الشيخ : وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كيف تقدّس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟ ) رواه ابن حبان، وله شاهد من حديث بريدة عند البزار وآخر من حديث أبي سعيد عند ابن ماجه، قوله: ( كيف؟ ) استفهام بمعنى النفي، أي: لا تقدس أمة والاستفهام الذي بمعنى النفي يكون غالبًا مشربًا بتعجب، يقول: ( كيف تقدس أمة ) أي تطهر تطهر من أي شيء تطهر من كل ما ينبغي التطهير منه من الذنوب والحروب والبغضاء وغير ذلك، لأننا نقول تطهر من كل ما إيش ينبغي التطهر منه من الذنوب وعقوباتها وغير ذلك ( لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم ) الشديد هنا بمعنى القوي، ومنه قوله تعالى: (( أشداء على الكفار )) أي أقوياء، الأخ وش قلنا؟
الطالب : ذكرت قول الشديد يا شيخ وذكرت قول.
الشيخ : قلنا القوي بمعنى الشديد إيه نعم القوي بمعنى الشديد.
الطالب : العلم.
الشيخ : أن المخاطب هذا الذي سرح هداه الله أين ذهبت أين ذهبت؟
الطالب : إلى الوطن.
الشيخ : هاه؟
الطالب : إلى البلاد.
الشيخ : إلى الوطن الله يهديك أنت تركت الوطن لله لطلب العلم.
الطالب : جزاك الله خير.
الشيخ : طيب الشديد بمعنى القوي ومنه قوله تعالى: (( أشداء على الكفار )) أي أقوياء، وقول الله تبارك وتعالى: (( وبنينا فوقكم سبعًا شدادًا )) أي قوية يعني لا يؤخذ من قويهم للضعيف، والقوة هنا ليست بالمادة قد تكون بالمال قد تكون بالجاه قد تكون بالقرب من الحاكم إلى غير ذلك، المهم أن له قوة على هذا الضعيف فإذا كان الحق لا يؤخذ من القوي للضعيف فإن هذا إيذان بهلاك الأمة وعدم طهارتها، رواه ابن حبان ففي هذا الحديث التحذير العظيم تحذير الأمة من ألا يؤخذ الحق من القوي للضعيف والعكس؟
الطالب : بالعكس.
الشيخ : نعم والعكس كذلك يعني لو أن الإنسان رحم الضعيف ويحكم له بغير حق نفس الشيء لكنه لما كان الغالب أن القوي هو الذي يؤخذ حقه والضعيف لا يؤخذ قال هكذا، وإلا فحتى الضعيف أليس الله يقول: (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًا أو فقيرًا ))؟ يعني: إنسان قد يجور في الشهادة لغنى المشهود عليه أو له أو لفقره يعني إما يضم صوته لهذا أو لهذا.