وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضل ماءٍ بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجلٌ بايع رجلاً بسلعةٍ بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : ثم قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ) ثلاثة مبتدأ وجملة ( لا يكلمهم الله ) وما عطف عليه الخبر.
فإن قال قائل: كيف جاز الابتداء بالنكرة والابتداء بالنكرة ممنوع؟ لأن الخبر تعريف وحكم، ولا يمكن أن يكون الحكم إلا على شيء معلوم والنكرة غير معلومة، ولهذا قال النحويون قولًا حقًّا: إنه لا يجوز الابتداء بالنكرة لأن الاسم النكرة مجهول والخبر حكم عليه ولا يمكن أن يحكم على شيء مجهول، فيقال: إن ابن مالك رحمه الله قال كلمة جيدة في هذا حيث قال:
" ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تفد كعند زيد نمرة "
يعني: ما لم يكن لها معنى خاص زائد على مدلولها المطلق، هذا معنى قوله لا بد أن يكون هناك سبب لكونها ابتدئ بها وهي نكرة، وإلا فالأصل أنه لا يصح لو قلت رجل قائم ما يصح رجل قائم ما صح، لكن إذا كان هناك شيء يقيّد هذا الإطلاق فإنه يصح، لو قلت رجل فاضل قائم صح، إذن الجواب: أنه يجوز الابتداء بالنكرة متى؟ إذا أفادت، وهنا فيها فائدة تقسيم ( ثلاثة لا يكلمهم ) ولاشك أن التقسيم فائدة، ومنه قول الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
( ثلاثة لا يكلمهم الله ) ومثل هذا التركيب لا يدل على الحصر، أي أنه لا يوجد سوى هؤلاء، لأنه يوجد سوى هؤلاء كثيرون.
يقول: ( لا يكلمهم الله يوم القيامة ) أي كلام رضا، لكن قد يكلمهم كلام غضب كما في قوله تبارك وتعالى: (( قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون )) وكلام الغضب ليس بشيء بل عدمه إيش؟ خير منه من وجوده، إذن لا يكلمهم كلام رضا ( ولا ينظر إليهم ) كذلك نظر رحمة ينظر إليهم نظر رحمة ورضا، أما النظر العام فهو عز وجل لا يخفى عليه شيء كل شيء يراه سبحانه وتعالى.
( ولا يزكيهم ) أي: لا يطهرهم لأنهم ليسوا أهلًا للتزكية.
( ولهم عذاب أليم ) بالإضافة إلى ذلك لهم عذاب أليم بمعنى مؤلم، ففعيل هنا بمعنى إيش؟ لا أسأل واحد سرح عنا الله يهديه نعم وش معنى أليم؟
الطالب : هو مؤذ.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أليم.
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : معناه؟
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : موجع.
الشيخ : موجع طيب أليم بمعنى مؤلم أي موجع، وأليم تأتي بمعنى مفعل، وفيه بيت مشهور وهو طيب محمد؟
الطالب : ...
الشيخ : سمعتموه هاه؟ خفي وسريع، نعم يقول: قول الشاعر:
" أمن ريحانة الداعي السميع *** يؤرقني وأصحابي هجوع "
الداعي السميع أي المسمع، يعني هل هناك داعي يسمعني نعم الأول ( رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه من ابن السبيل ) رجل على فضل ماء أي عنده ماء زائد عن حاجته في فلاة يمنعه من ابن السبيل، يأتي ابن السبيل محتاج إلى الماء فيقول له هذا ممنوع لا تأخذ منه لا تشرب منه مع أنه إيش؟ زائد عن حاجته ليس محتاج له.
والثاني: ( رجل بايع رجل بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ) أعوذ بالله هذا المنفق سلعته بالحلف الكاذب، لكن جاء في حديث أبي ذر على وجه الإطلاق وجاء هنا مقيدًا بما بعد العصر، حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قالها ثلاثًا، قال: أبو ذر من هم يا رسول الله؟ خابوا وخسروا! قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) الشاهد من هذا قوله: ( المنفق سلعته بالحلف الكاذب ) فهنا أطلق أن كل من كذب في سلعته فإنه له هذه العقوبة، لكن يمكن أن نقول هذا مطلق ويقيد بما في هذا الحديث.
وهذا الحديث قيد الإطلاق من وجهين أنه بعد العصر وأنه حلف أنه أعطي بها كذا وكذا وهو لم يعطه، أفهمتم يا جماعة؟ طيب كما قيدنا قوله: ( المسبل ) بأنه إذا كان مسبلًا ثوبه خيلاء نعم طيب انتبهوا للصورة: رجل بايع رجلًا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله وأخذها بكذا من الحالف البائع لأخذها يعني لاشتراها بكذا.
وقوله: ( لأخذها ) اللام هنا واقعة في جواب القسم وحذف منها قد وإلا فالأصل لقد، لكن حذفت لقرب الجواب من القسم حذفت لقرب الجواب من القسم حذفت قد، لأخذها بكذا وكذا كناية عن عدد معين فصدقه من المشتري لأن المشتري رجل سليم القلب يظن أن الناس على صدق وهو على غير ذلك كم سيأخذها المشتري نعم قد يأخذها بثمنها أو أكثر، المهم أنه سوف يعتقد المشتري أنه لن يبيعها بأقل.
والثالث: ( رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا ) بايع إمامًا أي عاهده وسميت المعاهدة مبايعة لأن كلا منهما يمد باعه إلى الآخر ليأخذ بيده فيمد يده ويقول أبايعك على كذا وكذا، فهذا بايع إمامًا على السمع والطاعة، ولكن إنما فعل ذلك لأجل الدنيا إن أعطي من الدنيا وفى وإن لم يعط منها لم يف وتمرد وخالف وعصى، هذا من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، ففي هذا الحديث من الفوائد نعم الشاهد من هذا الحديث رجل بائع.
فإن قال قائل: كيف جاز الابتداء بالنكرة والابتداء بالنكرة ممنوع؟ لأن الخبر تعريف وحكم، ولا يمكن أن يكون الحكم إلا على شيء معلوم والنكرة غير معلومة، ولهذا قال النحويون قولًا حقًّا: إنه لا يجوز الابتداء بالنكرة لأن الاسم النكرة مجهول والخبر حكم عليه ولا يمكن أن يحكم على شيء مجهول، فيقال: إن ابن مالك رحمه الله قال كلمة جيدة في هذا حيث قال:
" ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تفد كعند زيد نمرة "
يعني: ما لم يكن لها معنى خاص زائد على مدلولها المطلق، هذا معنى قوله لا بد أن يكون هناك سبب لكونها ابتدئ بها وهي نكرة، وإلا فالأصل أنه لا يصح لو قلت رجل قائم ما يصح رجل قائم ما صح، لكن إذا كان هناك شيء يقيّد هذا الإطلاق فإنه يصح، لو قلت رجل فاضل قائم صح، إذن الجواب: أنه يجوز الابتداء بالنكرة متى؟ إذا أفادت، وهنا فيها فائدة تقسيم ( ثلاثة لا يكلمهم ) ولاشك أن التقسيم فائدة، ومنه قول الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
( ثلاثة لا يكلمهم الله ) ومثل هذا التركيب لا يدل على الحصر، أي أنه لا يوجد سوى هؤلاء، لأنه يوجد سوى هؤلاء كثيرون.
يقول: ( لا يكلمهم الله يوم القيامة ) أي كلام رضا، لكن قد يكلمهم كلام غضب كما في قوله تبارك وتعالى: (( قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون )) وكلام الغضب ليس بشيء بل عدمه إيش؟ خير منه من وجوده، إذن لا يكلمهم كلام رضا ( ولا ينظر إليهم ) كذلك نظر رحمة ينظر إليهم نظر رحمة ورضا، أما النظر العام فهو عز وجل لا يخفى عليه شيء كل شيء يراه سبحانه وتعالى.
( ولا يزكيهم ) أي: لا يطهرهم لأنهم ليسوا أهلًا للتزكية.
( ولهم عذاب أليم ) بالإضافة إلى ذلك لهم عذاب أليم بمعنى مؤلم، ففعيل هنا بمعنى إيش؟ لا أسأل واحد سرح عنا الله يهديه نعم وش معنى أليم؟
الطالب : هو مؤذ.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أليم.
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : معناه؟
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : موجع.
الشيخ : موجع طيب أليم بمعنى مؤلم أي موجع، وأليم تأتي بمعنى مفعل، وفيه بيت مشهور وهو طيب محمد؟
الطالب : ...
الشيخ : سمعتموه هاه؟ خفي وسريع، نعم يقول: قول الشاعر:
" أمن ريحانة الداعي السميع *** يؤرقني وأصحابي هجوع "
الداعي السميع أي المسمع، يعني هل هناك داعي يسمعني نعم الأول ( رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه من ابن السبيل ) رجل على فضل ماء أي عنده ماء زائد عن حاجته في فلاة يمنعه من ابن السبيل، يأتي ابن السبيل محتاج إلى الماء فيقول له هذا ممنوع لا تأخذ منه لا تشرب منه مع أنه إيش؟ زائد عن حاجته ليس محتاج له.
والثاني: ( رجل بايع رجل بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ) أعوذ بالله هذا المنفق سلعته بالحلف الكاذب، لكن جاء في حديث أبي ذر على وجه الإطلاق وجاء هنا مقيدًا بما بعد العصر، حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قالها ثلاثًا، قال: أبو ذر من هم يا رسول الله؟ خابوا وخسروا! قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) الشاهد من هذا قوله: ( المنفق سلعته بالحلف الكاذب ) فهنا أطلق أن كل من كذب في سلعته فإنه له هذه العقوبة، لكن يمكن أن نقول هذا مطلق ويقيد بما في هذا الحديث.
وهذا الحديث قيد الإطلاق من وجهين أنه بعد العصر وأنه حلف أنه أعطي بها كذا وكذا وهو لم يعطه، أفهمتم يا جماعة؟ طيب كما قيدنا قوله: ( المسبل ) بأنه إذا كان مسبلًا ثوبه خيلاء نعم طيب انتبهوا للصورة: رجل بايع رجلًا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله وأخذها بكذا من الحالف البائع لأخذها يعني لاشتراها بكذا.
وقوله: ( لأخذها ) اللام هنا واقعة في جواب القسم وحذف منها قد وإلا فالأصل لقد، لكن حذفت لقرب الجواب من القسم حذفت لقرب الجواب من القسم حذفت قد، لأخذها بكذا وكذا كناية عن عدد معين فصدقه من المشتري لأن المشتري رجل سليم القلب يظن أن الناس على صدق وهو على غير ذلك كم سيأخذها المشتري نعم قد يأخذها بثمنها أو أكثر، المهم أنه سوف يعتقد المشتري أنه لن يبيعها بأقل.
والثالث: ( رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا ) بايع إمامًا أي عاهده وسميت المعاهدة مبايعة لأن كلا منهما يمد باعه إلى الآخر ليأخذ بيده فيمد يده ويقول أبايعك على كذا وكذا، فهذا بايع إمامًا على السمع والطاعة، ولكن إنما فعل ذلك لأجل الدنيا إن أعطي من الدنيا وفى وإن لم يعط منها لم يف وتمرد وخالف وعصى، هذا من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، ففي هذا الحديث من الفوائد نعم الشاهد من هذا الحديث رجل بائع.