فوائد حديث: (ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن فأرة وقعت في سمن... ). حفظ
الشيخ : أما فوائد الحديث ففيه دليل على أنّ الفأرة نجسة إذا ماتت لقوله؟
الطالب : ( ألقوها وما حولها )
الشيخ : ( ألقوها وما حولها ) ولو كانت طاهرة لكانت تلقى بدون أن يلقى ما حولها، ودليل ذلك أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إذا وقع الذّباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه ) ولم يذكر أنّ الإناء أو الشّراب يتنجّس لأنّ ميتة الذّباب طاهرة
لماذا ميتة الذّباب طاهرة وميتة الفأرة غير طاهرة وكلّها مما يطوف علينا؟
الطالب : ...
الشيخ : ميتة الفأرة نجسة وكلّها مما يطوف علينا؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه، علّل العلماء ذلك قالوا لأنّ أصل نجاسة الميتة لاحتقان الدّم النجس فيها لاحتقان الدّم النجس فيها والذّباب ليس له دم يحتقن فيه حتى يكون نجسا، وأمّا ما له دم فينجس ولا شكّ أنّ هذه علّة مناسبة جدّا للحكم لأنّ الله قال: (( قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلاّ أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنّه رجس )) طيب.
ومن فوائد هذا الحديث حرص الصّحابة رضي الله عنهم واحتياطهم في أمور دينهم وجه ذلك يا غانم؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني؟
الطالب : ...
الشيخ : لم يتعجّلوا فيريقوه، ولم يتعجّلوا فيأكلوا بدون سؤال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام.
ومن فوائد الحديث أيضا أنه لا ينبغي الاستحياء من أمور العلم، فتقول والله هذه فأرة ما رايح أسأل عنها أنا أكرّم هذا الرّجل عن السّؤال عن الفأرة لأنّ أكرم من يستحقّ الإكرام من البشر؟
الطالب : رسول الله.
الشيخ : الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ومع ذلك سألوه عن الفأرة، نعم هل نأخذ منها أنّه لا يقال للإنسان إذا سئل عمّا يستقبح تكرم؟
الطالب : نعم، نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ... الصّحابة أتقى في دينهم ما قالوا تكرم.
الشيخ : أي لكن فيه سألوه، ما ندري عن صيغة السّؤال قد يكونوا قالوا تكرم ما تقول في الفأرة إذا سقطت في سمن وقد لا يكونون قالوا ذلك.
الطالب : إذا قالوا ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : لو قالوه لورد إلينا.
الشيخ : لكن الظّاهر أنّ الصّحابة ما يستعملون هذه الكلمات فهل نقول إنّ استعمالها بدعة وأنّه لا ينبغي أن يستعملها الإنسان؟ أو نقول إنّ هذه ممّا يرجع إلى العرف؟
الطالب : ...
الشيخ : الظاهر الثاني الظاهر الثاني ، لأنّ هذه ليست عبادة فإذا جرى العرف بين الناس أنّهم مثل هذه الكلمات يقدّمون لها مثل هذه المقدّمة فلا بأس.
طيب ومن فوائد الحديث أيضا أنّ الفأرة إذا وقعت في السّمن فإنّها تلقى وما حولها ويكون الباقي طاهرا، نعم، دليل ذلك قوله: ( ألقوه وما حولها وكلوا سمنكم ) أو ( وكلوه ) وجه الدّلالة إما أن نقول وجه الدلالة أنّ هذا هو ظاهر القصّة، أنّ هذا ظاهر القصّة لأنّه لو كان جامدا ما ماتت به أوبسقوطها فيه، أو يقال وجه الدّلالة أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لم يستفصل ولم يقل أجامد هو أم مائع، فلما لم يستفصل في مقام الاحتمال نزّل جوابه منزلة العموم في المقال
وجه ثالث أن نقول إنّ المدينة من البلاد الحارّة غالبا من البلاد الحارّة غالبا وأنّ السّمن لا يجمد فيها إلى حدّ يكون كالحجر، نعم فبهذا لا يمكن أن نحمله على الجمود الكامل الذي يصل فيه إلى حدّ يكون كالحجر وهذا الوجه استدلّ به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال إنّ المدينة من الحجاز، والحجاز من البلاد الحارّة.
ويستفاد من الحديث أنّه متى زال الأذى زال حكمه بأي مزيل لقوله ( ألقوها وما حولها وكلوه ) وكلوه فلما زال الأذى أذى هذه الفأرة بإلقائها وما حولها صار الباقي؟
الطالب : طاهرا.
الشيخ : طاهرا، ويتفرّع على ذلك تأثير الأوصاف بموصوفاتها، وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تأثير الأوصاف بموصوفاتها لأنّه إذا نقلت وما حولها زال الوصف الذي من أجله يحرم هذا السّمن، طيب هل يؤخذ منه تنجّس الشّيء بالمجاورة؟
الطالب : نعم، إذا كان فيه ...
الشيخ : نعم يؤخذ منه الاحتياط، الاحتياط في البعد عن النّجاسة لأنّ الرّسول ما قالوا ألقوها مثلا واكتفى بالذي علق بها يلقى معها، ( ألقوها وما حولها ) لأنّه يحتمل أن تكون النجاسة قد تمدّدت إلى ما حولها، طيب إذا كان الإناء صغيرا وصار اللي حولها يستوعب كلّ الإناء؟
الطالب : كلّ الإناء.
الشيخ : نعم يلقى كلّه يلقى كلّه ، وفيه ردّ لقول من يقول إنّ المائعات تنجس بمجرّد الملاقاة ولو كثرت ولم تتغيّر، لقوله ( ألقوها وما حولها وكلوه ) ولو كان ينجس بالملاقاة كلّه ما حلّ منه شيء، والقول الذي أشرنا إليه، القول المرجوح هذا يؤدي إلى أضرار كثيرة بالخلق ما تأتي به مثل الشّريعة، لا أدري هل تعرفون ما يسمّى بالدباب؟ أواني كبيرة.
الطالب : ...
الشيخ : لا أكبر من ... هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه.
الطالب : خزّانات يعني؟
الشيخ : نعم خزّانات كبيرة، يعني أنا أدركتها، هي من النّحاس، يعني كبر ... هذا، أعرض من الباب ودونه في الطول، نعم حوالي يمكن متر ونصف وهي مدوّرة يعني الرّجل ... واثنين ثلاثة معه.
الطالب : موجودة ...
الشيخ : أكبر من ... كانوا يستعملونها أواني للسمن، يشتري الإنسان ... من السّمن ... معروفة يا ياسر؟
الطالب : ما نعرفها.
الشيخ : ما تعرفونها العربية هذه مثل القربة مثل القربة تملأ سمنا نعم ثمّ يصبّونها في هذا البرميل الكبير الذي يسمّى الدّبّة هذا البرميل الكبير الممتلئ لو يسقط فيه شعرة واحدة من كلب صار كلّه نجسا.
الطالب : نجسا.
الشيخ : تجب إراقته على هذا القول، تجب إراقته ولا ينتفع به فصار ... ولهذا القول الرّاجح المطّرد أنّ ما لم يتغيّر بالنّجاسة فليس بنجس سواء كان مائعا أم جامدا، نعم يا عبد الوهاب؟