وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة ، وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية : كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها ، متفق عليه ، واللفظ للبخاري حفظ
الشيخ : وعنه رضي الله عنه، عن ابن عمر: ( أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة ) ( نهى عن بيع حبل الحبلة )
حبَل بمعنى حمْل، الحبلة بمعنى الحوامل، لأنّ حبلة جمع حابل، ككامل وكملة، وساحر وسحرة، وكاهن وكهنة، إذن حبلة جمع؟
الطالب : حابل.
الشيخ : حابل، والحابل هي الأنثى الحامل ولا تلحقها التاء لأنّ الوصف الذي من خصائص الأنثى لا يحتاج إلى تاء، إذ أنّ التاء يؤتى بها للفرق بين المذكّر والمؤنّث، وما كان خاصّا بالمؤنّث فلا حاجة إلى أن يؤتى بالتاء الفارقة ولهذا يقال حائض وما يقال حائضة، هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ويقال مرضع ولا يقال مرضعة، وحينئذ نحتاج إلى الجواب عن قوله تعالى: (( يوم تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت )) قال العلماء لأنّ مرضعة هنا ليس المراد بها الوصف، المراد بها الفعل، يعني تذهل التي ترضع وولدها في ثديها تذهل عنه بخلاف المرضع التي من وصفها الإرضاع لكن ما عندها ... ما ترضعه هذه ما فيها أحد ما معها أحد حتى نقول إنّها ذهلت عنه، على كلّ حال الحبلة وش قلنا؟ جمع حابل وهل ورد في اللغة العربيّة أن يجمع حابل على فعلة؟ فاعل على فعلة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : مثل؟
الطالب : ساحر
الشيخ : ساحر وسحرة، وكاهن وكهنة، وكامل وكملة، طيب
حبل الحبلة إذا أخذنا بظاهر اللّفظ إذا أخذنا بظاهر اللّفظ فإنّ ظاهر اللّفظ يحتمل وجهين:
الوجه الأوّل أن يكون المراد به بيع حمل الحوامل بيع حمل الحوامل يعني حمل الأنثى الحامل، فيكون النّهي عن بيع الحمل في البطن، ... كذا يا غانم يكون النهي عن بيع الحمل في البطن ويحتمل وجها آخر عن بيع حبل الحبلة أي حمل الأحمال، حمل الأحمال، فيكون النّهي عن بيع حمل الحمل إذا؟
الطالب : حمل.
الشيخ : وضع وكان أنثى وحملت فينهى عن بيع ولدها، أو عن بيع حمل هذا الحمل الذي في البطن، ويلزم على هذا التّقدير أن يكون الحمل الذي في البطن؟
الطالب : أنثى.
الشيخ : ثمّ تحمل ثم نبيع حملها أفهمتم الآن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب إذن.
الطالب : لا ما فهمت.
الشيخ : طيب، ما يخالف الأوّل حبل الحَبَلة يعني حمل الحوامل، يعني عن بيع الحمل في بطن الأمّ هذا واضح وإلاّ لا؟
الطالب : واضح.
الشيخ : وهذا يقال حمل الحوامل، الثاني عن حمل المحمول عن حمل الحمل يعني المحمول وعلى هذا الوجه يكون أن تبيع حمل الحمل اللي في البطن فنقدّر أنّ هذا الحمل الذي في البطن أنثى ثمّ تحمل ثمّ يبيع حملها وإلاّ لا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : طيّب، فلنفرض أنّ عند الإنسان شاة اسمها؟
الطالب : ...
الشيخ : هيلة، اسمها هيلة وفي بطنها حمل فأبيع الحمل اللي في بطن هيلة هاه يجوز وإلاّ لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يجوز هذا الوجه الأوّل وإلاّ الثاني؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : الوجه الأوّل، طيب الوجه الثاني أن أبيع حمل الذي في بطن هيلة حمل اللي في بطنها؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ والذي في بطنها ولدت وسمّيناها رضية نعم، فأبيع حمل رضية، واضح الآن وإلاّ لا؟
الطالب : واضح،.
الشيخ : طيب هذا لا يجوز، هذا لا يجوز، ما وجه المنع على الوجه الأوّل؟
الطالب : الجهالة.
الشيخ : الجهالة، الجهالة ظاهرة ... الجهالة ظاهرة، هذا الحمل الذي في البطن لا ندري أذكر هو أم أنثى؟ صحّ؟ لا ندري أواحد أم متعدّد؟ لا ندري أيخرج حيّا أم ميّتا؟ هذه ثلاث احتمالات كلّها غرر لهذا ينهى عن بيع الحمل، إذا كان حمل رضية؟ هاه ... يصير أشدّ يصير أشدّ لأنّنا ما ندري الذي في بطن هيلة رضي وإلا رضيه صحّ وإلاّ لا؟ ما ندري أذكر أم أنثى، ثمّ على تقدير أنّه أنثى، لا ندري أيضا إذا حملت، أوّلا لا ندري هل تكبر وإلا ما تكبر وتأتي بولد أو تحمل وإذا حملت جاءت الاحتمالات الواردة في بطن الأمّ حيّ أو ميّت، ذكر أو أنثى، واحد أو متعدّد، إذن العلّة هي الجهالة جهالة المبيع، جهالة المبيع
طيب في وجه آخر وهو الذي فسّره ابن عمر أو نافع: " وكان بيعا يبتاعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها. " متفق عليه، أوّلا نشوف الجملة هذه: " وكان بيعا يبتاعه أهل الجاهلية "
أهل الجاهلية نسبوا إلى الجاهلية لأنّ سلوكهم كلّه مبني على الجهل وعلى هذا فيقال أهل المهجة الجاهلية، أو الملّة الجاهلية
وقوله: " أن تنتج الناقة " أي نعم: " كان الرّجل يبتاع الجزور " الجزور ما هي؟ البعير البعير سواء كان ذكرا أم أنثى، صغيرا أم كبيرا وقوله: " إلى أن تنتج النّاقة " كيف نعرب النّاقة؟
الطالب : نائب فاعل.
الشيخ : الناقة فاعل ..
الطالب : نائب فاعل.
الشيخ : الناقة فاعل بارك الله فيكم، الناقة فاعل، تنتج فعل مضارع مبنيّ للمجهول صورة وهو للفاعل حقيقة، أعرفتم، والناقة فاعل الناقة فاعل، يقولون هذا الفعل لم يبن للفاعل العرب ما بنته للفاعل أبدا، إنما تبنيه للمفعول لكن العام أنّ الذي بعده يكون فاعلا، وهذا يلغز به يقال لنا فعل مضارع مضموم الأوّل مفتوح ما قبل الآخر على صيغة المبني للمجهول وما بعده؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : فاعل، نقول مثل هذا، يقال نُتِجت النّاقة فالنّاقة فاعل، وتُنتج النّاقة فالنّاقة فاعل، وفيه كتيّب صغير مؤلف اسمه: " إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل " " إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل " ذكر فيه ما بلغه علمه من الأفعال التي وردت عن العرب مبنيّة لغير الفاعل والمعمول فيها؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : طيب، نشوف الآن الصورة التي ذكر يقول " هو بيع يبتاعه أهل الجاهلية .. "
الطالب : وكان بيعا.
الشيخ : " وكان بيعا " نعم، " وكان بيعا يبتاعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها " متّفق عليه.